بروفايل

سارة علام.. صحفية صاحبة قلم سَيَّال

بطلة الأسبوع الحالي، صحفية مصرية، صاحبة قلم سَيَّال، لا تجد عناء فى نظم الشعر أو الكتابة الأدبية أو الصحفية، فدائمًا ما تتدفق عليها المعاني والكلمات كالنهر الجاري.. عملت خلال مشوارها المهني على ملفات؛ الثقافة، والكهرباء والتعليم، وحققت العديد من النجاحات فى الملف القبطي.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتبة الصحفية سارة علام.

وُلدت سارة علام شلتوت فى محافظة أسيوط عام 1989، وقضت مرحلة تعليمها ما قبل الجامعي في مدرسة تابعة لسنودس النيل الإنجيلي في أسيوط.. وعندما كانت في الصف الرابع الابتدائي أسست مع زميلاتها جماعة الصحافة المدرسية، وأجرت حوارًا مع محافظ أسيوط، وكان عمرها آنذاك 10 سنوات.

 

منذ نعومة أظافرها، أدركت سارة أن القراءة صنعة العظماء، وأن من يقرأ كثيرًا، يعيش كبيرًا، ومن يقرأ أكثر، يكون أكبر، ومن أراد أن يرقي فعليه أن يقرأ، لذا كانت تقضى وقتها خلال فترة الإجازة الصيفية بقصر ثقافة أسيوط، وتحضر ندوات نعم الباز وبهيجة حسين ومحمود قاسم، وتشارك فى نوادي الأدب، وتقرأ الكثير من الكتب ضمن مهرجان القراءة للجميع، ومن هنا بدأ لسانها وقلمها يتحرك بالشعر.

 

حلمت بطلتنا بالصحافة منذ طفولتها، لذا التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وخلال فترة الدراسة رشحها الدكتور محمود علم الدين، للتدريب في صحيفة “اليوم السابع”، قبل أن تكمل عامها التاسع عشر، ولتميزها حظيت سارة بدعم كبير من أساتذتها قيادات الجريدة، وفتحت لها “اليوم السابع” كل الأبواب ومنحتها كل الفرص، وترقت كرئيس قسم وعمرها 24 عامًا، وعملت على ملفات الثقافة، الكهرباء والتعليم، وشاركت في تأسيس موقع “كايرو دار” المتخصص في التعليم، ورغم رغبتها في تغطية الكنيسة منذ البداية لكن الفرصة لم تتح لها إلا عام 2015.

 

حققت سارة علام العديد من النجاحات فى الملف القبطي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر حملة صحفية مطولة عام 2017 عن رحلة العائلة المقدسة، وفيها تتبعت بطلتنا مسار رحلة هروب السيد المسيح والعذراء مريم، ويوسف النجار فى أكثر من خمس محافظات مصرية، وذلك فى أعقاب اعتراف الفاتيكان بالمسار والاتفاق على تسيير رحلات الحج السياحى إلى تلك المزارات المقدسة.

 

عملت سارة علام في جريدة “اليوم السابع”، ما يزيد عن عشر سنوات، حتى قررت ترتيب أولوياتها نحو الدراسة الأكاديمية، وقد حصلت على ماجستير دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأمريكية عام 2022 بمرتبة الشرف العليا، و حاليًا تستكمل دراستها بكلية العلوم الإلهية بجامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة.

 

لم تكن الصحافة طريق سارة الوحيد خلال السنوات الماضية، لكنها اتجهت إلى مجال الإبداع، وشاركت في الكثير من مهرجانات الشعر العالمية في دول أمريكا وإسبانيا والبحرين وتونس والمغرب والعراق.

 

واختيرت قصيدتها “عارضة أزياء” عام 2015 ضمن أفضل قصائد مهرجان “بريدج ووتر” الدولي للشعر بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصدت المركز الأول بجائزة “مادلين لامونت” للقصة القصيرة، وهي جائزة مقدمة من قسم الأدب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وتم تكريمها في عدة مشاركات ومهرجانات للشعر، وعام 2022 كرمتها جمعية التنوير التي أسسها فرج فودة في ذكراه كأحد من ساهموا في تنوير المجتمع من خلال عملها الصحفي.

 

تضم خزانة سارة علام الأدبية، 4 كتب، 3 منهم مجموعات شعرية، هم: “دون أثر لقبلة” عام 2012، و “تفك أزرار الوحدة” عام 2015، و “آثار جانبية للوردة” عام 2018، أما الكتاب الرابع فتناول واقعة مقتل “الأنبا أبيفانيوس”، وكان كتاب الضرورة، حيث قضت وقتًا طويلًا في اللهاث خلف أطراف جريمة مقتل الأسقف داخل ديره حتى طالبها بعض المقربين منها بإصدار كتاب يلخص الرحلة، وقد أثار الكتاب الجدل وسط الرأي العام المسيحي. وبسبب موضوع الكتاب الشائك، ذهبت سارة إلى أروقة المحاكم بتهمة سبّ وقذف وإهانة البابا شنودة والبابا تواضروس.

 

بالتأكيد مرت سارة كغيرها من أبناء المهنة بالكثير من المتاعب والصعوبات، ورغم هذا ترى بطلتنا أن الصحافة مهنة تكتسب جمالها من صعوبتها، وها هي تدرس في جامعة من بين الأقدم في العالم لا لشئ إلا بفضل ما قدمته لها الصحافة من معارف في تخصصها وهو الكنيسة المصرية، حيث حصدت منحة لاستكمال مشروعها البحثي، وهي رحلة تدين فيها بالفضل إلى أساتذتها وللصحافة مدرسة الفهم والحياة – على حد تعبيرها-.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى