بروفايل

شيماء مطر .. صحفية في مهمة إنسانية

بطلة الأسبوع الحالي، صحفية جريئة وقوية وذات نفس طويل وبال أطول.. الصحافة بالنسبة لها ليست مجرد مهنة، وإنما شغف ورسالة، و مهمة إنسانية.. سخرت نفسها وقلمها لتكون صوت من لا صوت له، عندما تري لاجئين أو أطفالًا لاجئين لا يستطيعون الأكل أو يشعرون بالبرد فإن من واجبها توصيل أصواتهم وآلامهم للناس والمسئولين والمؤسسات الدولية. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتبة الصحفية شيماء مطر.

وُلدت شيماء مطر سنة 1987، وبعد نجاحها فى الثانوية العامة التحقت بقسم الصحافة في كلية الآداب جامعة حلوان، وبعد الانتهاء من دراستها الجامعية، حصلت على درجة الماجستير في عام 2017 من جامعة حلوان، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، عن دراسة قدمتها، تحت عنوان “سمات الدعاية الصهيونية في موقع صوت إسرائيل، من 1 ديسمبر 2010 حتى 1 ديسمبر 2012″، التي ناقشت فيها مدى التأثير الثقافي للدعاية الصهيونية في موقع صوت إسرائيل على الجمهور العربي.

البداية
بدأت شيماء أولى خطواتها في مهنة البحث عن المتاعب، في جريدة الدستور، وهي طالبة جامعية عام 2007، وكان أول حوار صحفي نُشر لها مع والد الطفل محمد الدرة في ذكرى استشهاد ابنه، وكان الأب وقتها لا يزال يُعالح من آثار حادثة استشهاد ابنه.

عملت بطلتنا مع الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى فى 3 مؤسسات صحفية تولى رئاسة تحريرها، الأولى الدستور سنة 2007، وهى فترة تعتز بها ﻷنها الفترة التى ساهمت فى تشكيلها من الناحية المهنية، وبعد بيع الدستور فى 2010 حاول مالك الجريدة الجديد التدخل فى السياسة التحريرية، ما دفعها هي وزملائها للاعتراض على هذه التدخلات، وبعد اعتصامات واحتجاجات تركت الدستور عام 2010 بعد إقالة عيسى، وذهبت إلى موقع “الدستور الأصلي” ثان المؤسسات التى عملت فيها مع رئيس تحريرها السابق، أما ثالث المؤسسات فكانت جريدة “التحرير” بعد ثورة 25 يناير 2011.

وإلى جانب الدستور والتحرير، عملت شيماء في السياسة الكويتية لمدة 3 سنوات، والهلال، كما عملت كصحفية مستقلة “فرى لانسر” في مواقع المنصة وذات مصر ومدى مصر، وجريدة البوابة، وفي الجريدة الأخيرة عملت كمراسلة في سيناء والعريش والشيخ زويد لمدة 3 شهور فقط.

بالإضافة إلى ذلك خاضت بطلتنا تجربة الإعداد التليفزيوني في عدة قنوات فضائية أبرزها، المحور، والتحرير ، و ten، و osn بالتحديد برنامج “المسامح كريم” مع جورج قرداحي.

ملف الصحة
تخصصت شيماء فى المرحلة الأولى من مسيرتها المهنية في تغطية ملف الصحة، وهو الملف الذى أهلها للتعبير عن أوجاع الناس، وقد ركزت فى معالجتها الصحفية للموضوعات التي تتناولها على عمق الإنسان وجعلته مركز الإهتمام في القصة وليس شيئًا آخر، وقدمت خلال السنوات الماضية عشرات القصص الإنسانية، كما تحولت من كونها مجرد صحفية تنقل المشكلة إلى شخص يبذل قصارى جهده لإيجاد الحلول للحالات الإنسانية التي تكتب عنها.

وتدريجيا بدأت تركز على التغطية الصحفية فى مناطق النزاع في مرحلة ما بعد الحرب، سعيًا منها للكشف عن واقع فئات مهمة من البشر تعيش أوضاعاً صعبة لا تلتقطها في الغالب كاميرات الصحفيين، لإيمانها بأنه رغم توقف أصوات المدافع والرشاشات، إلا أن هناك معاناة أخرى لهؤلاء الأشخاص قد بدأت ولكن بفصل جديد.

شغف جديد
ونظراً لعدم قدرة أي مؤسسة صحفية على دعمها ماديا ومعنويا من أجل السفر إلى مناطق النزاع، وحبها لهذا النوع من الصحافة، لجأت بطلتنا للعمل كصحفية مستقلة، وفكرت فى استغلال علاقتها في ملف الصحة، وتطوعت للعمل في لجنة إغاثية لكي تحصل على فرصة السفر و تخوض التجربة المهنية تحت مظلتهم.

سافرت شيماء إلى سوريا مرتين، في المرة الأولى ذهبت إلى مخيمات للسوريين على الحدود اللبنانية السورية تحت مظلة إحدي اللجان الإغاثية، وسافرت فى المرحلة الثانية عبر شركة تتبرع بأدوية طبية للمصابين، ورغم الأخطار التى كانت تواجهها إلا أنها كانت مستمتعة، وبدأت تعمل على تطوير قدراتها المهنية لتتحول إلي One woman crew، (صحفية متعدد الأدوار والمهارات، -تكتب وتصور وتخرج-).

وقد حصلت على قرض من نقابة الصحفيين مرتين؛ المرة الأولى لشراء كاميرا تصوير بمواصفات معينة، والمرة الثانية من أجل السفر إلى إحدى الدول العربية التى تشهد نزاعا في الوقت الراهن. (نعتذر عن ذكر اسم الدولة حاليا خوفا على سلامة شيماء المهنية).

خبطات الصحفية
خلال مسيرتها اشتهرت شيماء مطر بالخبطات الصحفية المميزة، ولعل أبرز هذه الخبطات تحقيقها الشهير “عائدون من جحيم معتقل الجبل الأحمر”، الذى تناولت فيه وقائع اعتداء جنسي على الرجال في السجون خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى.

وفى هذا التحقيق كشفت بطلتنا عن تعرض 27 معتقلا لشتى ألوان التعذيب، و التقطت صورًا وفيديوهات لشهادات معتقلين بالجبل الأحمر، وأثناء رصد قصص التعذيب شعرت بطلتنا بضرورة توثيق الوقائع بالفيديو، وكانت ترسل الفيديوهات إلى زملائها فى القنوات، ولجان حقوق الإنسان، ليطلع الناس على الانتهاكات التى كانت تُرتكب داخل مصر على أيدي أشخاص يتحدثون باسم الدين.

على خط النار
بالإضافة إلى ما سبق، قضت بطلتنا 11 ساعة على خط النار فى سيناء عام 2017، لترصد لنا عن قرب طبيعة حياة سكان العريش والشيخ زويد، الذين كانوا يعيشون بين نهار مسكون برصاص يحصد أرواح العابرين على الطرقات، و الآمنين فى بيوتهم، وكماشة الإرهابيين ليلًا وتهديداتهم المستمرة لاستهداف من يتعاون مع رجال الجيش.

تغريبة القصير
وفي فيلمها الوثائقي ” تغريبة القصير ” الذى نشر فى موقع “ذات مصر”، تتبعت شيماء مطر رحلة تهجير قسري لأسرة سورية من مدينة القصير إلى الحدود اللبنانية عبر طريق إلزامي فرضته القوات المحاصرة؛ طريق الفتحة الذي أصبح ملاذا الفارين بحياتهم من جحيم الحصار، لكنها في الحقيقة كانت مسارا للموت وطريقا لتهجير طويل الأمد.

وفي تحقيق بعنوان ” أطفال سوريا الرضع ..مطرودون من الوطن بلا «شهادات ميلاد »
رصدت لنا بطلتنا مأساة الأطفال السوريين الذين ولدوا داخل مخيمات السوريين، وأشارت إلى أن دول النزوح منعت تسجيل المولود السوري داخل مخيمات اللاجئين السوريين طالما فقد ذويهم أوراقهم الثبوتية في الحرب.

سجين الـ vip
وفي تحقيق “سجين الvip..خارج أسوار طرة”، كشفت شيماء أن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، كان يحظى بامتيازات متعددة وقت أن كان محبوسا، حيث قضى فترة العقوبة خارج السجن في مستشفى شهير تحول فور وصوله إلى فندق 7 نجوم يقدم للسجين خدمه VIP.

دورات تأهيل مهني
وخلال مشوارها المهني سعت شيماء مطر إلى صقل مهاراتها وتحسين أدائها، عبر التدريب المستمر لمواكبة التطور المتسارع الذي فرضه العالم الرقمي، حتى تؤدي واجبها المهني الذي أقسمت على احترامه على أكمل وجه، وقدت تسلحت بطلتنا فى رحلتها كصحفية مستقلة بدورات تدريبية حول الصحافة الاستقصائية العابرة للحدود، والتغطية الصحفية في الأوضاع الخطرة والأزمات، وكيفية صناعة التأثير عند تغطية قضايا الهجرة واللجوء.

وتعلمت أهم الاستراتيجيات في بناء المشاريع الصحفية من أجل إحراز التغيير الإيجابي في حياة اللاجئين والمهاجرين، وتقديم المفاتيح والتقنيات التي يمكن استعمالها عند العمل على قصص الهجرة واللجوء، كما تعلمت كيفية التسلح بأدوات من شأنها الحفاظ على سلامتها النفسية، في مناطق النزاع والحروب ، وغيرها من الدورات التدريبية التى تتابعها عبر منصات “أريج” و “شبكة الصحفيين الدوليين”، ومنتدى ICFJ باميلا هوارد لتغطية الأزمات العالمية.

على مدار مسيرتها المهنية تعاملت شيماء مطر مع شخصيات أثروا فيها على المستوى المهني، منهم على سبيل المثال لا الحصر، أشرف مدبولي مدير مكتب “بي بي سي” في القاهرة، الذي ساعدها في كتابة خطة عمل تدفعها إلى استكمال المسار الذي ترغب فيه دون إحباط، و بلال مؤمن رئيس وحدة “المالتى ميديا” في ذات مصر، الذي أشرف على فيلم “تغريبة القصير”، وعنهما تقول بطلتنا :” الأستاذ أشرف والأستاذ بلال كانا بالنسبة لي كالنور الذي ظهر وسط الظلام ليدفعني للاستمرار فى المسار الخاص بي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى