بروفايل

ميلاد حنا.. صحفي جابت انفراداته أقطار الوطن

رغم دراسته في كلية الحقوق إلا أن حب الصحافة ورائحة الجرائد الورقية التي اعتاد تواجدها في منزله منذ طفولته، أثار شغفه وبات يراوده حلم ممارسة المهنة فترة الدراسة الجامعية، سعى وثابر واجتهد حتى جاءته الفرصة لدخول ذلك العالم الواسع بما فيه من متاعب ومتعة، فكانت جريدة “وطني” بوابته الأولى للانطلاق في الصحافة.

البداية

في السنة الأخيرة من مرحلة دراسته الجامعية وتحديدا عام 2006 انضم الصحفي “ميلاد حنا”، والذي تم تكريمه مؤخرًا من مؤسسة مصطفى وعلي أمين للجوائز الصحفية، لمشاركته في لجنة تحكيم جائزة الشباب -أحد فروع الجوائز التي تستهدف كل الشباب الصحفيين/ات، انضم إلى جريدة “وطني” كمتدرب يبدأ خطواته الأولى في مجال الصحافة.

تعلم مبادئ الكتابة الصحفية، والتحق بفريق صفحة الشباب بها، ثم التحق بمركز التكوين الصحفي التابع للجريدة نفسها كمتدرب ثم أصبح مدربًا في المركز بعد أن أثبت كفائته، وخلال تلك الفترة لمع اسم الصحفي الصغير الذي كان في بداية العشرينات حينها، وبحسب روايته لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، تدرج في أقسام جريدة وطني خلال تلك الفترة حيث عمل في صفحة الشباب كصحفي صغير، ليلتحق بصفحة التراث ثم أصبح نائبًا لصفحة التراث ومسؤولًا في صفحة الشباب بعد أن كسب ثقة المسؤولين بالجريدة، حتى تم إسناد مهمة نائب رئيس تحرير”وطني برايل” في عام 2009 وهو إصدار شهري عن المؤسسة للمكفوفين.

تدرج مهني

بمرور الوقت احترف “حنا” تخصص التراث والثقافة وتميّزت كتاباته بدرجة عالية من التركيز، وإجادة التعبير الدقيق، ونجح كثيرًا في لفت انتباه الجمهوربلغة سلسلة وقوية، حتى بات متفرّدًا في ذلك التخصص، زاد طموحه وبات يبحث عن فرصة له بين فريق عمل جريدة “المصري اليوم” التي كانت تتصدر المشهد الصحفي حينها.

تجربة جديدة في المصري اليوم

بحسب “حنا”، تواصل مع الصحفي الكبير ماهر حسن، رئيس قسم الثقافة في جريدة المصري اليوم في عام 2009، ووجد لنفسه فرصة في الجريدة وانضم إلى قسم الثقافة هناك، وكانت أو قصة صحفية مصنوعة بقلمه على صفحات المصري اليوم عن ذكرى رحيل الفنان أنور وجدي، كشف خلاله تفاصيل وأسرار جديدة عن حياته بلغة صحفية رشيقة حتى نال الموضوع صدى واسع وحصد ردود أفعال إيجابية دفعت لاستكمال شغفه في ذلك اللون الصحفي، بحسب تعبيره.

موضوعات مميزة في الثقافة والتراث

استكمل الصحفي الشغوف” ميلاد حنا” موضوعاته المتميزة في الثقافة والتراث على صفحات المصري اليوم، وعقب النجاح الذي حققه موضوعه عن الفنان الراحل أنور وجدي، نجح في تقديم موضوعا مميزا لقراء الجريدة في ذكرى حريق الأوبرا المصرية، قدم فيه أدلة مختلفة تثبت حقيقة الحريق بعيدًا عن المعلومات المتداولة، الأمر الذي حقق صدى واسع وكبير صحفيا ومجتمعيا، أعقبه سبق صحفي عن سرقة الآثار المصرية وكيف تخرج من البلد عبر عمليات التهريب، فلمع اسمه وتصدرت موضوعاته عناوين الصفحة الأولى في صحيفة المصري اليوم وأصبح نائبا لرئيس قسم الثقافة حينها.

تجربة صحفية جديدة

يؤمن الصحفي الشاب ميلاد حنا” دوما أن الصحفي عليه أن يجرّب كل ألوان الصحافة ولا يحصر نفسه في نمط واحد، ومن هنا بدأ تجربة جديدة داخل المصري اليوم أيضا، بعيدة عن قسم الثقافة، وانتقل إلى الأخبار، حيث المجال الواسع أمامه لاقتناص انفرادات تُحسب لاسمه ولاسم المؤسسة التي يعمل بها، وكعادته أثبت جدراته في ذلك التخصص الجديد.

خلال عمله في الأخبار اقتنص “حنا” العديد من الأخبار الحصرية من مصادره الخاصة، أبرزها حسب روايته، انفراد عن وجود أسماء طلاب متوفيين ضمن كشوف الناجحين في جامعة حلوان، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في الوزارة وتم إعادة تصحيح نتائج الجامعة من جديد، وانفراد آخر كشف فساد داخل وزارة الزراعة، وآخر حول سرقة رأس نفرتيتي في ألمانيا وذلك أثناء سفره لدراسة منحة زمالة الصحافة هناك.

تجارب صحفية بالصحف الألمانية

كان سفره للدراسة في ألمانيا نقطة هامة في مسيرته الصحفية، حيث استفاد الصحفي الدؤوب من تلك الرحلة الدراسية وكتب عن تراث وآثار وثقافة مصر في العديد من المجلات والصحف الألمانية، ولايزال مستمرا حتى الآن في كتابة مقالات صحفية على صفحات بعض الصحف الألمانية، منها صحيفة “تاتس” ومجلة “زينيت” الشهرية في ألمانيا.

محطة جديدة

من الأخبار إلى القسم السياسي، كان”حنا” على موعد مع تجربة صحفية جديدة على صفحات المصري اليوم أيضا، شارك خلالها في تغطية أحداث هامة ومؤثرة في البلد، وانتقل بعدها للعمل ضمن فريق الصفحة الاخيرة والفيتشر في الجريدة نفسها، حيث اللقطات الإنسانية المميزة وأصبح محترفا في اقتناص اللقطات الصحفية الإنسانية حتى أصبح مدربًا لمادة الفيتشر الصحفي في عدد من الجامعات الخاصة، وانضم إلى فريق سكرتارية التحرير بالمصري اليوم، حتى الآن.

تدريبات

كان “حنا” كلما سمحت له الفرصة بالانضمام لتدريب صحفي يضيف إليه مهنيا لم يتردد، وحصل على العديد من التدريبات الصحفية التي أثرت حصيلة معرفته في مجال الصحافة، منها تدريبات متعددة من شبكة الصحفيين الدوليين، وتدريب للصحفيين في مصر من هيئة المعونة الأمريكية، إلى جانب سفره لدراسة منحة الزمالة الصحفية في ألمانيا، ودفعه شغفه لدراسة دبلومة في الجرافيك لتعلم لون آخر مرتبط بالصحافة الحديثة.

تحديات حالية

بحكم خبرته الطويلة في مجال الصحافة، يرى “ميلاد حنا” أن الصحفي يواجه تحدٍ كبير طوال الوقت يتمثل في ضرورة تطويره لأدواته ومهاراته بشكل مستمر، بجانب أزمة ضعف الأجور الصحفية وأزم صحافة الأرقام التي تضع الصحفي تحت ضغط تحقيق تارجت محدد وعليه أو يوازن بين ما تطلبه الجريدة من أرقام عالية ومشاهدات وبين موضوعات صحفية هادفة ومميزة.

تكريمات

خلال مسيرته المهنية التي اقتربت مدتها من العشرين عاما، نال الصحفي “ميلاد حنا” تكريمات مختلفة أبرزها تكريم من الهيئة الإنجيلية في مصري، وتكريم آخر يعتز به مؤسسة مصطفى وعلي آمين بعد أن أصبح عضًوا في لجنة تحكيم الجائزة ثم رئيسًا للجنة التحكيم حاليا، وكان هو صاحب فكرة تخصيص جائزتين للشباب والمالتي ميديا في هذه الجائزة العريقة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى