آية أشرف.. صحفية تسعى لرد الحقوق ﻷصحابها

تتبع القصة إلى نهايتها، لا تيأس من كثرة الإجراءات أو العقبات، فما يهمها هو رد الحقوق لأهلها. هي الصحفية آية أشرف 29 عامًا، والتي حصلت مؤخرًا على جائزة نقابة الصحفيين لفرع صحافة المرأة عن ملف: “4 أعوام من الألم والأمل.. القضاء ينتصر لطالبة المنصورة: أخيرًا بنتي هيبقى ليها نسب”.

 

البداية: 

 

حصلت آية على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة عام 2016، وتخصصت في قسم الإذاعة والتلفزيون. 

 

تدربت أثناء فترة الدراسة الجامعية على يد أساتذة في الإعلام والصحافة ومنهم الإعلامي الراحل وائل الإبراشي في جريدة الصباح، والصحفي الراحل محمود بكري في جريدة الأسبوع، كما تنقلت بين عدد من المواقع والمنصات الإخبارية إلى أن عملت بشكل منتظم في جريدة الوطن مطلع 2018 إلى الآن. 

 

منذ عملها في الصحافة وجدت تشجيعًا كبيرًا من والدها الراحل الذي طالما افتخر بكتابة اسمها بجانب الموضوعات الصحفية، واحتفظ بنسخ من كتاباتها الصحفية، كما كان يدعمها بكل تحركاتها التي تستلزم التواجد لساعات متأخرة من اليوم في الشارع. تقول آية للمرصد المصري للصحافة والإعلام: “انتقل دعم والدي لي بعد وفاته، فأصبحت أنا من يقوم بدور السند لأسرتي، وكأنني قصة من القصص التي أكتب عنها”. 

 

 

موضوعات تركت أثرًا

 

وضعت آية نصب أعينها على تأثير الصحافة وقدرتها على تغيير الواقع مهما كان قاسيًا، فالكلمة تحرك الساكن وتساعد في رد الحقوق إلى أهلها، هذا ما سعت إليه قبل كل تحقيق أو تقرير تكتبه، ومن أبرز الموضوعات التي لاقت استجابات كانت مغامرتين صحفيتين على مدار عامي 2018 و2019، تناولت فيهما نفس القضية “بيع اﻷجنة مقابل المال”.

 

وتوضح آية أن التحقيق الأول عن قصة أب وأم  اتفقا على بيع ابنتهما المولودة مقابل الحصول على 20 ألف جنيه، من أجل شراء مخدرات بعد ما فشلت كل محاولاتهما للحصول على مال لمعرفة المقربين حقيقتهما.

 

خاضت آية هذه المغامرة بإيهام الزوجين بحاجتها لشراء المولود، وبعد الاتفاق والمقابلة وتصوير الواقعة، تم القبض عليهما والتحفظ على الطفل في دار رعاية بمساعدة المجلس القومي للطفولة والأمومة وغيرها من الجهات الحكومية التي تبنت الموضوع.

 

أما القصة الأخرى كانت لسيدة من منطقة إمبابة، اتفقت على بيع جنينها بعد الولادة من أجل مضايقة طليقها الذي تركها في فترة حملها، ومثل القصة الأولى تم القبض عليها بعد الاستعانة بتحقيق آية وتصويرها للاتفاق. 

 

وتتذكر آية العديد من التحقيقات التي لاقت بعدها استجابات فورية سواء بعلاج حالات كتبت عنها على حساب الدولة، أو من قِبل رجال أعمال ومتبرعين/ات، وكثير من الحالات كتبتها في شكل قصة أدبية، ودعمتها بالمعلومات وأوراق رسمية، ما جعل ردود الفعل عليها سريعة وصادقة.

 

حكاية الجائزة.. حكاية أمل

 

ركزت آية جهدها على فرع المرأة بداية عام 2020، ومنذ هذا الوقت تتبعت قصة فتاة تدعى أمل من قرية فقيرة، تعرضت لاعتداء جنسي من شاب في الثانوية العامة، وبعد 3 شهور اكتشفت حملها.

 

تبنت آية حكاية أمل وتقصت حقيقتها خطوة بخطوة، بداية من البلاغ المقدم ضد الشاب، ونشر أقوالها والتشبيك مع محامين/ات وحقوقيين/ات ومن بينهم المحامية نهاد أبو القمصان التي تعاطفت مع القصة ودشنت مؤتمرًا لأجل مناقشة الحالة بحضور قادة دينيين وحقوقيين/ات، ونهاية بنجاحها في إثبات نسب ابنتها. 

 

 

استمرت الصحفية الشابة في نشر تفاصيل ومستجدات قصة أمل حتى عام 2023، الذي أثبتت فيه تحاليل الدي إن إيه نسب طفلتها ﻷبيها الشاب صاحب الواقعة، ونجحت بالفعل أن يكون للطفلة أبًا على الورق بشكل رسمي. 

 

وكانت بطلة القصة وضعت طفلتها التي ساعدتها آية في إلحاقها بحضانة وحصولها على التطعيمات اللازمة، بعد التواصل مع عمدة القرية من أجل مساندة أمل وابنتها وتقديم كافة التسهيلات لهما. 

 

صعوبات وتحديات

 

تقدم آية الامتنان إلى أمل بطلة قصتها التي حصلت في نهاية المطاف على جائزة نقابة الصحفيين، لكنها تتذكر الصعوبات التي واجهتها على مدار إتمامها لهذا التحقيق وسلسلة الموضوعات التي تناولت حكاية أمل ولعل أولها اقتناع ذوي الفتاة بالحديث إلى وسائل الإعلام، والاستمرارية في السعي من أجل إثبات نسب المولودة الصغيرة، عطفًا على محاولة الحصول على جديد القضية بعد تواصل العديد من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية مع أمل، لكن ما تراه آية أكثر صعوبة كان الحفاظ على الحالة النفسية لأمل وحثها طوال الوقت على استكمال الطريق من أجلها ومن أجل ابنتها ومن أجل فتيات أخريات تعرضن لتجارب مشابهة. 

 

وأخيرًا، تطمح الصحفية الشابة في اقتناص العديد من الجوائز، وكتابة الموضوعات ذات أثر وبصمة واضحة، كما تسعى لتحقيق أكبر فائدة ممكنة ﻷصحاب الحكايات والطلبات البسيطة بأن تكون حلقة وصل بينهم وبين المسؤولين وصناع القرار من خلال أداتها الصحافة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى