أحمد العميد.. أحد أفضل 10 مراسلين حربيين فى العالم
صحفي استثنائي، اختار الطريق الصعب، وعمل في ميدان القتال، وقام بتغطية الحروب التى اندلعت فى السنوات الماضية في سوريا والعراق وليبيا، فكان في الخطوط المتقدمة لا يختلف عن أي جندي آخر، همه الوحيد نقل الحقيقة بالصوت والصورة، فى بعض الأحيان كانت كلماته تمتزج بالدم، وصوته يعلو على دوي الرصاص والقنابل وهدير الطائرات، استطاع في سنوات قلائل أن يقدم حالة فريدة جعلت منه واحدًا من أفضل عشر صحفيين فى العالم يعملون كمراسلين حربيين. بطلنا اليوم هو أحمد العميد، الصحفي الاستقصائي المتخصص فى الشئون الأمنية والعسكرية وإدارة المخاطر.
مسيرته المهنية
بدأت مسيرة أحمد العميد المهنية بعد تخرجه فى جامعة القاهرة عام 2011، حيث عمل بموقع مصراوى، وشارك فى التغطية الميدانية والسياسية لأحداث ثورة 25 يناير منذ موجاتها الأولى وما تبعها من اضطرابات واحتجاجات، وكان أول من نشر خبر صدامات ومواجهات أحداث محمد محمود منذ الدقائق الأولى وتابعها حتى نهايتها. عمل رئيسًا لقسم الحوادث بموقع مصراوى، قبل أن ينتقل للعمل كمراسل ميداني بجريدة الوطن في النصف الثاني من عام 2012.
وشارك فى تغطية أول صدام شعبي فى أحداث 6 ديسمبر عام 2012 أمام قصر الاتحادية بين المتظاهرين الرافضين لحكم الإخوان وبين أنصار الجماعة، وقدم انفرادات صحفية وثق خلالها أحداث العنف التي أذيعت فى وسائل إعلام أوروبية وعالمية، وكل تقاريره ما استدل بها داخل قاعة المحكمة كدليل على تعذيب المتظاهرين السلميين على أبواب قصر الاتحادية، واستُند إليها فى الحكم بالسجن 20 عامًا على 17 من كبار قادة جماعة الإخوان، كما قدم انفرادات عديدة مصورة بالفيديو لتوثيق أعمال العنف وحرق مقار حزب الوفد من قبل شباب جماعة الإخوان وغيرها من التغطيات الميدانية لأحداث العنف.
فى عام 2015 انتقل لتغطية الحرب فى ليبيا قبل أن يشارك فى تغطية الحرب العراقية ضد تنظيم داعش عام 2016، وتجول خلالها في العديد من جبهات المعارك، وتغطية القتال ضد تنظيم داعش، مثل جبهة الصقلاوية بالفلوجة بمحافظة الأنبار، وجبهة ناظم تقسيم، وجبهة البو عيثة، وزرت تكريت في صلاح الدين، والضلوعية وغيرها.
كما شارك فى عملية تحرير نينوي وحرب الموصل، وأجرى لقاءات مع كبار قادة الحرب ضد داعش بالعراق وعلى رأسهم الفريق عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب، داخل غرفة عمليات الحرب.
وفي سوريا شارك قوات سوريا الديمقراطية، خلال عملية تحرير دير الزور، وتموضع في جبهة الباغوز آخر حصون داعش، وتجول فى عدد من المواقع وجبهات الحرب فى سوريا مثل “منبج” وعين العرب -كوبانى- والرقة وتل تمر، كما وثق عمليات القتل والجرائم التى نفذتها القوات التركية والفصائل المسلحة التى تعاونها في غزو مدينة عفرين السورية، وأجرى أول لقاء صحفى مع عائلة الشهيدة بارين، التي تم التمثيل بجثتها من قبل المتطرفين المعاونين لقوات الجيش التركي.
كما أجرى عدد من اللقاءات مع إرهابيين من تنظيم داعش، ونشر أسرارًا لأول مرة عن الخلاف داخل تنظيم داعش بين الخليفة أبوبكر البغدادي وبين مفتي التنظيم “تركي البنعلي”، من خلال حوار مع مرافق المفتي بعد وقوعه فى الأسر، إلى جانب لقاء عدد من الدواعش، والداعشيات السيدات، تنوعت جنسياتهن من دول عدة منها “فلسطين، تركيا، أذربيجان، ألمانيا، سوريا، العراق، تونس، مصر”، كما أجرى حوارًا مع رئيس المجلس العسكري بمنبج السورية، ورئيس حكومة إقليم الجزيرة.
وفي مصر قدم العديد من التحقيقات الاستقصائية التي فازت بالجوائز المحلية والدولية، تنوعت بين تحقيقات عابرة للحدود، واجتماعية، وبيئية، وفساد مالي، وطرح إحدى تحقيقاته داخل البرلمان المصري، لتقديم طلب إحاطة لوزير قطاع الأعمال الذي أقيل فور نشر إحدى التحقيقات التي كشفت عن فساد مالي بإحدى شركات الوزارة.
صائد الجوائز
نال أحمد العميد تسع جوائز حتى الآن، منها ثلاث جوائز في عام واحد، وحصد جوائز نقابة الصحفيين لأربع سنوات على التوالى، إذ فاز بثلاث جوائز في مسابقة “الصحافة المصرية”، في سابقة لم تحدث من قبل أن يحصل صحفي على 3 جوائز في نفس المسابقة.
كما حصد جائزتين في مسابقة مصطفى وعلي أمين، وجائزة الصحافة العربية بدبي، وجائزة “محمد حسين هيكل” في بداية إنشائها عام ٢٠١٦، والمركز الأول في جائزة النادي الدنماركي، كما رُشح في جائزة سمير قصير.
وتم اختياره عام 2019 من قبل منظمة “بايو كالفادوس” الفرنسية كواحد من أفضل عشر صحفيين في العالم يعملون كمراسلين حربيين، عن شغله في ليبيا وسوريا والعراق، ويعد العميد أول صحفى مصرى يترشح لهذه الجائزة.
ويعتبر أحمد العميد، من المصريين القلائل الذين تستعين بهم صحف عالمية وأجهزة إعلام دولية، وبلغت شطارته حد أن شركات الأمن الخاصة تستعين به لإلقاء محاضرات على العاملين بها”.
وقد تعاقدت معه نقابة الصحفيين المصرية لإقامة دورة بالنقابة في تخصصه الفريد من نوعه، وعن هذه التجربة قال العميد، للمرصد المصري للصحافة والإعلام، إن الخبرات التي اكتسبها خلال تغطيته للحروب التى اندلعت في 3 دول، تمكنه من مساعدة الصحفيين على تغطية الحروب، وكيفية التواجد فى مناطق الاشتباك وجبهات القتال وتجنب المخاطر التى يتعرضون لها فى المعركة من إصابة أو اعتقال أو أسر، وذكر أن الصحفي الذى سيجتاز دورة الصحافة الحربية وكيفية إدارة الخطر والتعامل معه، يستطيع أن يتجاوز الصعاب التى تواجهه فى أي من فنون الصحافة