أحمد العميد يكشف للمرصد المصري تفاصيل دورة “السلامة المهنية للصحفيين بالمناطق الخطرة”
كشف الصحفي أحمد العميد، تفاصيل الدورة التدريبية حول «السلامة المهنية للصحفيين بالمناطق الخطرة» التى تعتزم نقابة الصحفيين تنظيمها مجانًا إهداءً لروح الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وقال العميد للمرصد المصري للصحافة والإعلام، :”إن الدورة تشمل العديد من المحاور التي تساعد الصحفيين على تجنب المخاطر والحفاظ على حياتهم أثناء التغطية الصحفية الميدانية في المناطق الملتهبة، مشددا على ضرورة أن يتحلى الصحفي الذي يتطلع للقيام بمثل هذه التغطيات بالعديد من الصفات؛ منها أن يكون غير متسرع فى قراراته، وأن يكون حكيماً فى إدارة الأمور، خاصة أن مهمته هى إدارة الخطر لصالحه، ومن المهم أن يكون لديه خبرة بتاريخ الصراع الدائر وطبيعة السكان فى منطقة الحروب، ولديه اتصالات جيدة لتأمين زيارته لخطوط الجبهات ومناطق الصراع”.
وأضاف :” هناك الكثير من الأمور يجب أن يعرفها صحفي الحروب وأن يكون لديه الخبرة فى التعامل معها، بدءا من اختيار المنطقة التى يتجه إليها، مروراً بالتغذية والأدوية واختيار مقر الإقامة ومعايير اختيار السيارة والمرافق وحالات استخدام الطرق العسكرية والتنسيق العملياتي وقراءة الخرائط العسكرية والتنسيق الميدانى مع مديرين العمليات الميدانية، وأن يكون لديه المعرفة حول التعامل مع مخاطر المفخخات و القناصة والقصف الجوى بأنواعه الجوى والمدفعى، وكل هذه المهارات سيتم تدريسها خلال المنحة المجانية بنقابة الصحفيين المقرر تقديمها خلال الفترة المقبلة”.
وأشار العميد إلي أنه سيقدم شرحاً حول قوانين الحروب حتى يعرف الصحفى الوصف القانونى لما يجرى فى الحروب من انتهاكات وجرائم وتساعده فى إبراز أى أحداث انتهاكات تصنف كجرائم حرب، وفي هذه الدورة سيتم عرض التطورات التي طرأت على النزاعات المسلحة والتى فرضت استراتيجيات وتكتيكات مختلفة، وأصبح الصحفى بحاجة لفهم الأمور العسكرية للتعامل معها، والابتعاد عن الخطر وتجنبه، فالخطر لا يمكن فى الرصاصة أو القذيفة أو القنبلة فقط، بل قد يكون معلومات صحيحة ولكن نشرها خطأ، أو طريق لا يجب المرور عبره، أو مقر إقامة خاطئ.
وأوضح أنه سيتم عرض أمور فنية تهدف فى المقام الأول اتخاذ أقصى التدابير لحماية الصحفيين، وكذلك المهنية فى النشر والتعامل مع المعلومات والشخصيات الحساسة، بل وحتى الطريقة المهنية فى التعامل مع (الإرهابيين) فى التناول الصحفي والإعلامي.
جدير بالذكر أن أحمد العميد يعتبر أحد أفضل 10 مراسلين حربيين فى العالم، وقد بدأ مسيرته المهنية بعد تخرجه فى جامعة القاهرة عام 2011، حيث عمل بموقع مصراوى، وشارك فى التغطية الميدانية والسياسية لأحداث ثورة 25 يناير منذ موجاتها الأولى وما تبعها من اضطرابات واحتجاجات، وكان أول من نشر خبر صدامات ومواجهات أحداث محمد محمود منذ الدقائق الأولى وتابعها حتى نهايتها. عمل رئيسًا لقسم الحوادث بموقع مصراوى، قبل أن ينتقل للعمل كمراسل ميداني بجريدة الوطن في النصف الثاني من عام 2012.
وشارك فى تغطية أول صدام شعبي فى أحداث 6 ديسمبر عام 2012 أمام قصر الاتحادية بين المتظاهرين الرافضين لحكم الإخوان وبين أنصار الجماعة، وقدم انفرادات صحفية وثق خلالها أحداث العنف التي أذيعت فى وسائل إعلام أوروبية وعالمية، وكل تقاريره ما استدل بها داخل قاعة المحكمة كدليل على تعذيب المتظاهرين السلميين على أبواب قصر الاتحادية، واستُند إليها فى الحكم بالسجن 20 عامًا على 17 من كبار قادة جماعة الإخوان، كما قدم انفرادات عديدة مصورة بالفيديو لتوثيق أعمال العنف وحرق مقار حزب الوفد من قبل شباب جماعة الإخوان وغيرها من التغطيات الميدانية لأحداث العنف.
فى عام 2015 انتقل لتغطية الحرب فى ليبيا قبل أن يشارك فى تغطية الحرب العراقية ضد تنظيم داعش عام 2016، وتجول خلالها في العديد من جبهات المعارك، وتغطية القتال ضد تنظيم داعش، مثل جبهة الصقلاوية بالفلوجة بمحافظة الأنبار، وجبهة ناظم تقسيم، وجبهة البو عيثة، وزرت تكريت في صلاح الدين، والضلوعية وغيرها.
كما شارك فى عملية تحرير نينوي وحرب الموصل، وأجرى لقاءات مع كبار قادة الحرب ضد داعش بالعراق وعلى رأسهم الفريق عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب، داخل غرفة عمليات الحرب.
وفي سوريا شارك قوات سوريا الديمقراطية، خلال عملية تحرير دير الزور، وتموضع في جبهة الباغوز آخر حصون داعش، وتجول فى عدد من المواقع وجبهات الحرب فى سوريا مثل “منبج” وعين العرب -كوبانى- والرقة وتل تمر، كما وثق عمليات القتل والجرائم التى نفذتها القوات التركية والفصائل المسلحة التى تعاونها في غزو مدينة عفرين السورية، وأجرى أول لقاء صحفى مع عائلة الشهيدة بارين، التي تم التمثيل بجثتها من قبل المتطرفين المعاونين لقوات الجيش التركي.
كما أجرى عدد من اللقاءات مع إرهابيين من تنظيم داعش، ونشر أسرارًا لأول مرة عن الخلاف داخل تنظيم داعش بين الخليفة أبوبكر البغدادي وبين مفتي التنظيم “تركي البنعلي”، من خلال حوار مع مرافق المفتي بعد وقوعه فى الأسر، إلى جانب لقاء عدد من الدواعش، والداعشيات السيدات، تنوعت جنسياتهن من دول عدة منها “فلسطين، تركيا، أذربيجان، ألمانيا، سوريا، العراق، تونس، مصر”، كما أجرى حوارًا مع رئيس المجلس العسكري بمنبج السورية، ورئيس حكومة إقليم الجزيرة.
وفي مصر قدم العديد من التحقيقات الاستقصائية التي فازت بالجوائز المحلية والدولية، تنوعت بين تحقيقات عابرة للحدود، واجتماعية، وبيئية، وفساد مالي، وطرح إحدى تحقيقاته داخل البرلمان المصري، لتقديم طلب إحاطة لوزير قطاع الأعمال الذي أقيل فور نشر إحدى التحقيقات التي كشفت عن فساد مالي بإحدى شركات الوزارة.
نال أحمد العميد تسع جوائز حتى الآن، منها ثلاث جوائز في عام واحد، وحصد جوائز نقابة الصحفيين لأربع سنوات على التوالى، إذ فاز بثلاث جوائز في مسابقة “الصحافة المصرية”، في سابقة لم تحدث من قبل أن يحصل صحفي على 3 جوائز في نفس المسابقة.
كما حصد جائزتين في مسابقة مصطفى وعلي أمين، وجائزة الصحافة العربية بدبي، وجائزة “محمد حسين هيكل” في بداية إنشائها عام ٢٠١٦، والمركز الأول في جائزة النادي الدنماركي، كما رُشح في جائزة سمير قصير.
وتم اختياره عام 2019 من قبل منظمة “بايو كالفادوس” الفرنسية كواحد من أفضل عشرة صحفيين في العالم يعملون كمراسلين حربيين، عن شغله في ليبيا وسوريا والعراق، ويعد العميد أول صحفى مصرى يترشح لهذه الجائزة.
ويعتبر أحمد العميد، من المصريين القلائل الذين تستعين بهم صحف عالمية وأجهزة إعلام دولية، وبلغت شطارته حد أن شركات الأمن الخاصة تستعين به لإلقاء محاضرات على العاملين بها”. وقد تعاقدت معه نقابة الصحفيين المصرية لإقامة دورة بالنقابة في تخصصه الفريد من نوعه.