أحمد جمال.. صحفي متفرد في مجال تدقيق المعلومات
أحمد جمال.. صحفي متفرد في مجال تدقيق المعلومات
عالم واسع ولون جديد من ألوان الصحافة استطاع الصحفي الشاب “أحمد جمال” أن يترك بصماته فيه.
اهتم بتدقيق المعلومات وتقصي الوقائع، باستخدام منهجيات وأدوات محددة حتى أصبح واحدًا من الصحفيين المتميزين في هذا التخصص في بدايات انتشاره مؤخرًا، ويسعى لنشر تلك الثقافة بين الصحفيين/ات وطلاب/طالبات الإعلام، آملًا في ترسيخ لمفهوم صحافة أكثر شفافية ونزاهة.
رحلته مع الصحافة
رحلة الصحفي الشاب أحمد جمال مع مجال الصحافة بدأت مبكرًا أثناء دراسته في قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر، حيث التحق بفريق مجلة كلمتنا كمتدرب، وخلال فترة التدريب أنتج العديد من الموضوعات الصحفية أهلته للانتقال إلى عدة صحف ومواقع إخبارية -كمتدرب- وفي العام الأخير من دراسته الجامعية التحق بفريق عمل مجلة سمير، ومنها انتقل إلى صحفية “المواطنة”، وشهدت تلك المحطة أول إنتاج مواد صحفية منشورة باسمه.
وحسب حديثه مع مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، ساعده ذلك على الانضمام لجريدة الشروق، تلك المحطة التي يعتبرها انطلاقته الحقيقية في بلاط صاحبة الجلالة.
الانضمام لجريدة الشروق
في عام 2010 كان لـ”جمال” مكانًا بين صحفيي جريدة الشروق كمحرر صحفي تدرج في العديد من المناصب في الجريدة نفسها، وصولا إلى منصب سكرتير تحرير، حتى انتهت علاقته مع الجريدة عام 2016.
عمله في “الشروق” فتح له أبوابًا جديدة في مجال الصحافة والإعلام، ما ساعده على اكتشاف شغفه في نطاقات جديدة بعيدًا عن تحرير الأخبار، حيث التحق فترة للعمل ضمن مشروع تابع لشركة إنتاج بالتعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف، أنتج خلالها موادًا متعلقة بشيخ الأزهر وكتب التراث، ومن هنا نمت مهارته في مجال البحث والتحقق من المعلومات، وقرر حينها أن يتوسع في هذا المجال.
عمل الصحفي الشاب أحمد جمال فترة في مكتب قناة أبو ظبي بالقاهرة في إعداد المواد المكتوبة، وعمل أيضًا في مؤسسة أخبار اليوم في الديسك المركزي، وكلها محطات اعتبرها داعمة لمهاراته الخاصة في الكتابة والتدقيق والبحث، حتى أتيحت له فرصة العمل في مؤسسة “مرصد أخبار ميتر” تلك الفرصة التي قال عنها “محطة فارقة” بالنسبة له في مجال تدقيق المعلومات- الذي أحبه- وساعدته على الخروج من قالب الصحفي محرر الأخبار بالشكل التلقيدي إلى صحفي مدقق معلومات.
الانطلاق في مجال تدقيق المعلومات
استمر”جمال” بالعمل مع “أخبار ميتر” وفٌتح أمامه بابًا جديدًا في نفس التخصص، من خلال عمله مع الشبكة العربية لمدققي المعلومات، وتم الاستعانة به من خلال الشبكة لمراجعة تقارير صحفيين/ات من دول عربية مختلفة، ويقول عن تلك الخطوة إنها ساعدته في الاطلاع والانفتاح على الصحافة العربية ومحتواها وليس فقط الصحافة المصرية.
علاقة تكاملية بين الصحفي محرر الأخبار وصحفي تدقيق المعلومات، حيث يرصد الصحفي الخبر ويتتبعه ويبحث عن الأدلة، أما مدقق المعلومات هو الذي يتحقق من صحة الخبر ومدى صحة الأدلة، فهما يتشاركان الهدف ذاته وهو إيصال المعلومات بشكلها الصحيح للقارئ، وهو ما اعتبره”جمال” وظيفة هامة يجب على الصحافة المصرية الاهتمام بها في الفترة القادمة كما هو الحال في مجال الإعلام بالدول الغربية التي تهتم بتدقيق المعلومات قبل نشرها.
استمر عمل “جمال” مع الشبكة العربية لمدققي المعلومات، حيث يعمل في المساعد الرقمي الخاص بالشبكة، وهي خدمة تقدمها تلك المؤسسة للأشخاص الذين/اللواتي يقدمون موضوعات للتحقق من صحتها بينما يتولى فريق المساعد الرقمي مراجعة تلك المواد وإرسال النتيجة بشكل مفصل لهم.
قبل نحو عام، التحق “جمال” بالعمل مع منصة “شييك” اللبنانية بنظام “الفري لانس” وأنتج معهم نحو ثلاثة عشر موضوعًا بإسمه في مجال تدقيق المعلومات.
مجال التدريب
اهتمام “جمال” الذي يشغل حاليا منصب رئيس قسم تدقيق المعلومات في مؤسسة “أخبار ميتر” بهذا التخصص دفعه إلى تقديم ورش تدريبية للصحفيين/ات وطلاب/ات الإعلام حول تدقيق المعلومات من خلال المؤسسة نفسها، ويرى أن التحدي الأكبر الآن هو تعريف طلاب/ات الإعلام الجدد بأهمية مجال البحث وتدقيق المعلومات باعتباره مجال واسع وله فرص عمل واسعة في دول أوروبا، فضلًا عن أهميته الحقيقية لتقديم محتوى صحيح للجمهور.
حلم الانتشار
في ختام حديثه مع مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، أكد الصحفي “أحمد جمال” أنه يسعى حاليا إلى تحقيق نجاح مؤثر في مجال التدريب في تدقيق المعلومات ويسعى إلى نشر تلك الثقافة بين الصحفيين/ات والطلاب/ات، لافتا إلى أن مستقبل تدقيق المعلومات كبير ولكن المشكلة والعقبة الأكبر تتمثل في التمويل لإطلاق مؤسسات معنية بهذا الأمر بعيدا عن هدف الربح الذي تسعى إليه كافة مؤسسات الإعلام في الوقت الحالي.