بروفايلسلايدر رئيسي

أحمد فوزي.. أحد أعمدة الصحافة الرياضية في مصر

أحمد فوزي.. أحد أعمدة الصحافة الرياضية في مصر

في عالم الصحافة الرياضية، حيث المنافسة لا تهدأ، يبرز اسم أحمد فوزي كواحد من أبرز الصحفيين الذين صنعوا مجدهم بجهدهم الشخصي. هو حلقة وصل بين جيلين،. أخذ عن سابقيه الدقة والمثابرة، وعن الجيل التالي بالسرعة والسعي لمواكبة التطور، فكانت النقطة الأبرز التي يفخر بها في مسيرته أنه أصغر رئيس تحرير لموقع “في الجول”، الموقع الرياضي الأول والأهم في مصر، أو الأب الروحي للصحافة الرياضية المصرية.

 

وبالتزامن مع رئاسته تحرير في الجول، يقدم برنامج “مصارحة حرة” على إذاعة “أون سبورت إف إم”، بجانب كونه مذيعًا في الاستوديوهات التحليلية لمباريات كرة القدم. 

 

الانطلاقة الأولى:

 

تخرج أحمد فوزي من كلية إعلام اللغة الإنجليزية بجامعة الأهرام الكندية عام 2015، لكن علاقته بالصحافة بدأت قبل ذلك بكثير. فمنذ عامه الثاني في الجامعة، لم ينتظر الفرص بل صنعها بنفسه، فبدأ بالبحث عن تدريب عملي وخوض التجربة الفعلية.

 

كانت أولى محطاته في إذاعة بلانكو إف إم، التي أسسها الفنان عزيز الشافعي، حيث عمل كمذيع متطوع. بالتزامن مع ذلك، بدأ الكتابة في موقع “شجع”، المتخصص في تغطية أخبار أربعة أندية، حيث كان مسؤولًا عن ترجمة أخبار نادي برشلونة.

 

لاحقًا، حصل على فرصة تدريبية في قسم الرياضة بجريدة الوطن، وأثبت نفسه بسرعة، لدرجة أن الصحيفة أرادت بقاؤه. لكنه كان يبحث دائمًا عن التحديات، فانتقل إلى “دوت مصر”، وعمل تحت إشراف الأستاذين خالد البري وخالد البرماوي، وتعلم هناك مبادئ الصحافة الرقمية وفقًا للمعايير الأوروبية في الدقة والمصداقية.

 

عمل أيضًا في “سبورتانا”، المشروع الصحفي الذي أطلقه هيثم عرابي ومنار سرحان، براتب بسيط لم يتجاوز 250 جنيهًا، لكنه كان محطة تعليمية مهمة في مسيرته. ومع الوقت، بدأ اسمه يسطع في المجال.

 

من شاب موهوب إلى رئيس تحرير

 

النقلة الكبرى في مسيرته جاءت عندما تلقى عرضًا من خالد البرماوي للعمل براتب 2500 جنيه، وهي أول وظيفة براتب ثابت جعلته يشعر بجدية مسيرته. تلاها القفزة الحقيقية التي حدثت عند انضمامه إلى فريق “في الجول”، بعد أن تواصل معه الصحفي البارز أحمد عز الدين، مؤمنًا بموهبته وواصفًا إياه بأنه من الأسماء الواعدة في المجال.

 

بفضل عمله الدؤوب، تدرج “فوزي” داخل “في الجول” حتى وصل إلى منصب رئيس التحرير، في موقع يعد من أقدم وأهم المواقع الرياضية في مصر. تأسس “في الجول” عام 2001، وكان في طليعة الصحافة الرياضية الرقمية، قبل أن تستحوذ عليه شركة فودافون ويصبح جزءًا من منصتها الإعلامية.

 

الصحافة في جيناته

 

لم يكن أحمد فوزي مجرد صحفي شغوف، بل نشأ في بيئة إعلامية جعلت الصحافة جزءًا من تكوينه. والدته كانت رئيس قطاع الإعداد بدرجة مدير عام، وشاركت في إعداد برامج شهيرة مثل “حدث في مثل هذا اليوم” و”صباح الخير يا مصر”، أما والده، فقد كان المستشار القانوني لنادي الزمالك، ثم انتقل للعمل مستشارًا لمؤسسة الأهرام وعضوًا بمجلس إدارتها.

 

حتى أشقاؤه لم يبتعدوا عن الإعلام؛ فشقيقه الأكبر بدأ مشواره كمذيع في قناة 25 قبل أن يتجه للعمل في السلك الدبلوماسي، بينما يعمل شقيقه الأصغر كصحفي رياضي.

ورغم ذلك لم يكن يعتمد على جهد عائلته، بل كان لا يخبر أحدًا في بدايات عمله بأي مكان بتاريخ أسرته حتى لا يعامل بشكل مختلف، يقول في حديثه للمرصد: “كل مرة كنت أعرف نفسي بجهدي وعملي بعيدًا عن مسيرة أسرتي، وكانت إنجازاتي وجهدي فقط بوابة استمراري في العمل الإعلامي”.

 

الإنجازات والتكريمات

 

بفضل عمله الدؤوب، حصل أحمد فوزي على العديد من الجوائز، منها “جائزة صحفي العام” لعدة مرات من نقابة الصحفيين. كما أصبح أصغر رئيس تحرير لموقع “في الجول”، وهو إنجاز لا يستهان به في عالم الصحافة الرياضية.

 

حصل أيضًا على تكريم دولي من نادي دبي للصحافة، كما حصد موقع “في الجول” جائزة أفضل منصة رياضية عام 2023، مما جعله يشعر بالفخر لتمثيله لمصر في هذا المحفل. وعلى المستوى الأكاديمي، كرّمته جامعة الأهرام الكندية مرتين كقدوة حسنة للأجيال الجديدة.

 

محطات فارقة وكتابات مؤثرة

 

على مدار رحلته، كتب العديد من المقالات التي أحدثت ضجة في الوسط الصحفي. من أبرزها مقاله عن مرتضى منصور بعنوان “دونكيشوت.. عاشق المعارك الخاسرة”، الذي أصبح مرجعًا يُعاد نشره كلما دخل رئيس الزمالك السابق في أزمة جديدة. كما كتب عن إمكانية إقصاء إسـ رائيل من الأولمبياد، مستندًا إلى تجارب سابقة مثل استبعاد روسيا، واستبعاد إسرائيـ  ل من الاتحاد الآسيوي بضغط كويتي.

 

واحدة من أهم محطاته المهنية كانت خلال أمم إفريقيا 2019، حيث قاد المشروع الإعلامي لموقع “في الجول”، ونجح في مضاعفة المشاهدات، مما عزز مكانته وأثبت براعته في إدارة المحتوى الرياضي، وزاد من رصيد شهرتي في الوسط الإعلامي والرياضي.

 

يقول: “أفتخر بجميع الموضوعات التي كتبتها، لأن جميعها أكتبها بطاقة حب كبيرة، لكن بعض المقالات تظل الأقرب إلى قلبي، مثل تحليلي لشخصية مرتضى منصور في مقال “دونكيشوت عاشق المعارك الخاسرة”، والذي ظل يُستشهد به كلما دخل في نزاع جديد”. 

 

التحديات والطموحات

 

رغم خلفيته العائلية القوية في الإعلام، حرص أحمد فوزي على تحقيق نجاحه بجهده الشخصي. في كل مكان عمل به، كان يرفض الاعتماد على علاقات والده أو والدته، مفضلًا أن يثبت كفاءته بنفسه. كان دائمًا الأصغر سنًا بين زملائه، لكنه لم يرَ ذلك عائقًا، بل اعتبره تحديًا إضافيًا يعزز طموحه.

 

في المستقبل، يسعى للحفاظ على “في الجول” كأحد أبرز المنصات الرياضية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الصحافة الإلكترونية. كما يطمح إلى إيجاد حلول جديدة لجذب الأجيال الصاعدة (جيل ألفا)، التي أصبحت تستهلك الإعلام الرياضي بطرق مختلفة.

 

لكن حلمه الأكبر لم يتغير: أن يصبح يومًا ما مذيعًا في “بي إن سبورتس”، وهو الطموح الذي لازمه منذ أن كان طالبًا جامعيًا، وما زال يسعى لتحقيقه بكل شغف وإصرار.

 

كما يسعى لوصول صحافتنا المصرية الرياضية إلى مصاف الصحافة العالمية، ومواكبة التطورات العصرية التي باتت الأدوات الأبرز في عالم الإعلام الرقمي. 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى