بروفايلسلايدر رئيسي

أحمد يحيى: صحفي مبدع وصاحب قصة نجاح ملهمة

أحمد يحيى: صحفي مبدع وقصة نجاح ملهمة

أحمد يحيى، خريج ليسانس آداب قسم إعلام من جامعة حلوان عام 2012، وعضو نقابة الصحفيين المصرية. بدأ مشواره المهني بالعمل في مؤسسات إعلامية بارزة، منها جريدة “الدستور” وموقعها الإلكتروني، وموقع جريدة “الفجر”. تنقل بين الصحافة المكتوبة والإلكترونية والإعداد التلفزيوني، مكتسبًا خبرات متعددة أثرت مسيرته المهنية.

البداية والتحديات

بعد التخرج، خطط أحمد للاستمرار في العمل الصحفي بفضل تدريبه المكثف خلال سنوات الدراسة وطموحه الكبير. لكن الصعوبات المالية التي تعاني منها المهنة كانت عائقًا أمام تحقيق أحلامه، حيث واجه ضعف الرواتب واعتماد المؤسسات على المكافآت الزهيدة. قرر أحمد العمل في مجالات أخرى لتأمين مصدر دخل يدعمه في مواصلة حلمه، فعمل لفترة في سلسلة سوبرماركت شهيرة، ثم انتقل إلى شركة متخصصة في التوثيق التلفزيوني.

رغم بُعد تلك الأعمال عن الصحافة، كانت محطة مؤقتة ساعدته على العودة بقوة إلى المجال. التحق بجريدة “جورنال مصر”، حيث غطى أخبار وزارة التعليم، ثم انتقل إلى جريدة “الدستور”، حيث عمل في تغطية ملف التعليم أيضًا. لاحقًا، عمل في قنوات تلفزيونية مثل “LTC” و”العاصمة”، ثم انضم لفريق جريدة “الفجر”، حيث شغل منصب رئيس قسم الأخبار وعمل في قسم الديسك.

الصعوبات والانتصارات

تعرض أحمد لإصابة في فقرات الرقبة أثرت على أعصاب ذراعه اليمنى، مما أجبره على التوقف عن العمل لفترة طويلة. بعد تعافيه، استأنف مسيرته المهنية بالعمل مع مؤسسة إخبارية إماراتية. وعلى الصعيد الشخصي، كان دعم أسرته، وخاصة والدته، عنصرًا أساسيًا في تخطيه لكل العقبات، حيث وثقت في قراراته وقدمت له دعمًا لا يُقدر بثمن.

إنجازات ومواهب متعددة

حقق أحمد العديد من الإنجازات خلال مسيرته. فازت قصته القصيرة “السمك قد يغرق أحيانًا” بمسابقة “الكتاب الذهبي” لمؤسسة روزاليوسف، ضمن 50 فائزًا من 10 دول عربية. كما حصل على جوائز عديدة داخل المؤسسات التي عمل بها، منها جائزة أفضل رئيس قسم وأفضل ديسك، وجائزة الموظف المثالي.

عُرف بقدرته على كتابة الفيتشرات الإنسانية، مستلهمًا قصصًا من الحياة اليومية، مثل قصته المؤثرة عن “عم رجب” عامل المصعد، التي سلطت الضوء على حياة العاملين في المستشفيات. بالإضافة إلى ذلك، قدم تقارير صحفية مميزة مثل تحقيقه عن اكتئاب الرجال بعد ولادة أطفالهم، الذي نشر في موقع “رصيف 22″، والذي كشف عن جوانب غير مألوفة من المشاعر الإنسانية لدى الرجال.

يقول في حديثه للمرصد: “لا يوجد موضوع محدد أثر في شخصيتي أو حياتي، عملت على كثير من التحقيقات والتقارير المتنوعة، وأكثر نوع كنت أفضله هو كتابة الفيتشرات، ومن كثرة تأثري به، كنت أحول معظم المواقف التي أصادفها في المواصلات وخاصة مترو الأنفاق، إلى قصص إنسانية وأنشرها على صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ومن حبي أيضًا في التصوير كنت أدعم قصصي بمشاهد من تصويري، حيث أراقب زملائي المصورين وأتعلم منهم كيف يوثقون اللحظات بشكل جمالي ومبهر، فاستفدت منهم كثيرًا وطبقت ما تعلمته منهم، والتقطت بعض الصور التي نالت إعجاب الكثيريين وأشادوا بها، كما تعلمت أسس تصميم الجرافيك وعملت بشكل حر في هذا المجال وأعمل فيه حتى الآن”.

أما أكثر “فيتشر” يتذكره جيدًا ولا ينساه، يقول: “كان لـ”عم رجب” عامل المصعد في أحد المستشفيات الخاصة، فعندما ركبت معه “الأسانسير” ابتسم في وجهي، ثم توقف في الدور التالي وركب معنا أسرة تبكي على متوافهم، فتحول وجهه في لحظة من الابتسام إلى التأثر والحزن وترديد كلمات المواساة التي أظهرت أنه يحفظها جيداً، وعندما خرجوا من المصعد عاد وجهه للابتسام وكأنه لم يرى شيئاً، فجذبني تصرفه هذا وتحدثت معه وسمعت قصته وكيف يقضي يومه بين آهات المرضى والنواح على الموتى، وحولتها لـ”فيتشر” ونشرته في موقع جريدة الفجر”.

ويتابع: “كما أنني أتذكر تقرير نشرته في موقع “رصيف 22″ حول الاكتئاب الذي يصاب به الرجال بعد ميلاد أطفالهم، حيث من المعتاد أن تصاب الأم به وليس الأب، لكن عندما جاءتني الفكرة وتواصلت مع أكثر من رجل، سمعت قصصًا عجيبة لكن لم يستيطعون البوح بمشاعرهم للأقرباء وأخفوا جميعًا هويتهم الأصلية واستعانوا بأسماء مستعارة للحديث معي، ومنهم من لجأ إلى الطبيب النفسي للمساعدة.. فهذا الموضوع غير نظرتي للكثير من الأمور وجعلني أكتب موضوعات أكثر عن الجانب العاطفي للرجال خاصة الذين يخفونه”.

اهتمامات فنية وتطوير ذاتي

اهتم أحمد بالتصوير الفوتوغرافي، حيث تعلم من زملائه المصورين توثيق اللحظات الجمالية. كما أبدع في مجال تصميم الجرافيك الذي يعمل فيه بشكل حر إلى جانب الصحافة. ساهمت مهاراته الفنية في إثراء محتواه، حيث دعم قصصه بصور التقطها بنفسه.

رؤية مستقبلية

يتطلع أحمد إلى دخول مجالات جديدة مثل التقديم الإذاعي والتعليق الصوتي، ويخطط للالتحاق ببرامج تدريبية لتطوير مهاراته. كما يسعى إلى تعزيز قدراته في تصميم الجرافيك لدمجها مع عمله الصحفي.

رحلة ملهمة وتحدٍ مستمر

رغم نشأته في قرية صغيرة بجنوب الجيزة تُدعى “البرمبل”، وانتقاله إلى صخب القاهرة لاستكمال دراسته، تمكن أحمد من التغلب على تحديات التأقلم ومواكبة التغيرات. يؤمن بأن النجاح في أي مجال يتطلب الصبر، التطوير، والمثابرة، وهي القيم التي شكلت أساس مسيرته المهنية.

أحمد يحيى مثال حي للصحفي الذي يتحدى العقبات ويحقق النجاح بفضل الإصرار، الموهبة، والتعلم المستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى