أزمة الأجور غير العادلة تطفو على السطح من جديد.. «رويترز» آخرها

أزمة الأجور غير العادلة تطفو على السطح من جديد.. «رويترز» آخرها

أزمة رواتب جديدة تطفو على السطح، كان أبطالها هذه المرة صحفيو وكالة «رويترز» للأنباء، بعد فترة وجيزة من انتهاء أزمة الصحفيين والعاملين في هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وسط ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الصحفيون على مستوى العالم، وفي القلب منهم مصر، مع ارتفاع في أسعار المعيشة، يعقبه ارتفاع في أسعار التنقّل ومعدات العمل وغير ذلك.

ربح الصحفيون والعاملون في هيئة الإذاعة البريطانية BBC المعركة، بعد أسابيع من الإضراب عن العمل والوقفات الاحتجاجية والمؤتمرات المتكررة، تحت رعاية نقابة الصحفيين المصريين، ليأتي الدور على صحفيي وكالة «رويترز»، ليبدأوا مرحلة جديدة من الوقفات الاحتجاجية والتهديد بالإضراب عن العمل، لتحقيق لائحة أجور عادلة بالنسبة لهم.

شجّع تحرّك صحفيي BBC في القاهرة، لتحسين أوضاعهم المالية، ونجاحهم في انتزاع مكاسب إيجابية بعد ثلاثة إضرابات، نظراءهم في مكتب وكالة «رويترز» على الاحتجاج، وتكرار التجربة، أملًا في تحسين أوضاعهم أيضًا.

ظلّ ملف الأجور هو أبرز الأزمات التي يُعاني منها الصحفيون طوال سنوات، ذاع أجيجه خلال الأشهر الماضية بعد زيادة وتيرة ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العُملة، ولكنه بقي دائمًا هو الأزمة الأبرز على السطح.

تبنّت نقابة الصحفيين المصريين كعادتها، أزمة الصحفيون العاملون في وكالة رويترز، كما تبنّت أيضًا الكثير من القضايا التي تطالب بأجر عادل للصحفيين على حدٍ سواء.

وأصدر الزملاء بيانًا، أكدوا خلاله تنظيم وقفة احتجاجية بحضور نقيب الصحفيين خالد البلشي، ومُمثلين عن مجلس النقابة، والتي اعتبروها بداية لخطوات أخرى، لحين تحقيق مطالبهم في أجرٍ عادل، والتي تتبعها إضراب عن العمل، حال عدم الوصول إلى حلٍ مع الإدارة.

وكشفت نقابة الصحفيين لأول مرة، عن تواصلها منذ أشهر في هذا الملف، بعد إخطار الزملاء لها، وبدء مفاوضات مع الإدارة، لم تُثمر بجديدٍ حتى اليوم.

وقفة احتجاجية

نظّم الصحفيون العاملون في مكتب وكالة «رويترز» للأبناء في القاهرة، يوم السبت 4 نوفمبر، وقفة احتجاجية لمدة ساعة، داخل مكتب القاهرة؛ اعتراضًا على هيكل أجور «غير العادل»، مؤكدين أنه لا يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها مصر منذ مارس 2023، ولا يوفّر لهم الحماية من التقلّبات الاقتصادية، ولا يتماشى مع هياكل الأجور المُطبقة في مكاتب أخرى بالمنطقة.

نقابة الصحفيين تتضامن

جاءت الوقفة بعد مفاوضات ومخاطبات بين الصحفيين والنقابة، مع إدارة الوكالة، خلال الشهور الماضية لتحقيق مطالبهم.

وشارك الزملاء في وقفتهم، خالد البلشي نقيب الصحفيين، أعضاء المجلس: “هشام يونس، محمد الجارحي” مُمثلين عن النقابة، وأعلنوا تضامنهم مع مطالب الزملاء، ووصفوها بـ”المشروعة”، وأكدوا مساندة النقابة الكاملة لهم، ووقوفها إلى جانبهم لحين تحقيق تلك المطالب.

وأعلن ممثلو مجلس النقابة، تضامنهم مع مطالب الزملاء في «رويترز»، وحقهم في الاحتجاج والإضراب لتحقيق مطالبهم المشروعة.

وأكد نقيب الصحفيين تضامنه مع حق الزملاء مطالبا إدارة الوكالة بسرعة الاستجابة لمطالب الزملاء المشروعة للحفاظ على مصالح الطرفين، ايمانًا بحق المجتمع في صحافة حرة ومتنوعة.

تقدير واعتزاز بالعمل في الوكالة

أكد الزملاء خلال الوقفة، على تقديرهم واعتزازهم بالعمل في الوكالة العريقة، وأن تحرّكهم جاء حِرصًا منهم على الوصول إلى معادلة عمل متوازنة، تحفظ لهم حقهم في رواتب عادلة، وتُكافئ الجهد الكبير الذي يبذلونه لتقديم أفضل تغطية للأحداث في مصر، ومنطقة الشرق الأوسط، والأخبار العالمية، خاصة في ظل الأحداث العصيبة التي تشهدها المنطقة.

ودعا صحفيو «رويترز»، إدارة الوكالة للتفاعل الإيجابي مع مطالبهم، مؤكدين أنهم سيبدأون في اتخاذ الخطوات القانونية لتنظيم إضراب عن العمل، لمدة يوم واحد، وذلك يوم الخميس 23 نوفمبر، حال عدم الاستجابة إلى مطالبهم.

الدعوة لإضراب عن العمل يوم 23 نوفمبر

وكشف خالد البلشي نقيب الصحفيين، عن دعوة الزملاء الصحفيين في وكالة «رويترز» للأنباء، لإضراب عن العمل يوم 23 نوفمبر الجاري؛ وذلك نظرًا لعدم استجابة إدارة مؤسستهم لمطالبهم ومطالب النقابة.

نقابة الصحفيين: مهمتنا الدفاع عن حقوق الزملاء

كشف هشام يونس وكيل أول نقابة الصحفيين، إن النقابة بدأت مفاوضات مع إدارة الوكالة في القاهرة، أحرزت بعض التقدّم، لكن سرعان ما حدث تراجعًا في مسار التفاوض، خاصة وأن الأزمة تتعلّق بتراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، ومن ثم تراجع قيمة ما يحصل عليه الصحفيون بالمؤسسة، والذي أصبح يساوي نصف قيمته الآن.

وقال في تصريحات صحفية، إن الصحفيون العاملون بالمؤسسة يعترضون على التمييز الذي يشهدونه بينهم وبين زملائهم بباقي مكاتب الوكالة في المنطقة العربية، لافتًا إلى أنهم لم يطالبوا بتحويل رواتبهم بالعُملة الأجنبية، ولكنهم يطالبون بالحصول على زيادات معقولة بالعُملة المحلية، تقترب من تراجع قيمة الجنيه المصري.

وأضاف أن النقابة تقدّم كل أوجه الدعم للزملاء، خاصة وأن مهمتها الرئيسية هي الحفاظ على علاقات العمل، والدخول في مفاوضات جادة نيابة عنهم، والدفاع عن حقوقهم المالية والأدبية وغيرها، مؤكدًا أن الخطوات التصعيدية للزملاء ستكون تدريجية، مثلما كان الحال في أزمة BBC، والتي تُعد خطوة أولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى