أشرف أمين.. صحفي استقصائي لا يخشى كشف المسكوت عنه

أشرف أمين.. صحفي استقصائي لا يخشى كشف المسكوت عنه
منذ أن كان طالبًا في المرحلة الثانوية، تشكل حلم الصحافة في وجدان أشرف أمين، الصحفي المتخصص في صحافة التحقيقات بجريدة “اليوم السابع”، والذي تخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة، قسم الفلسفة عام 2011. كانت الصحف اليومية التي يحرص على قراءتها مثل الأهرام، والمصري اليوم، والوفد، والعربي، وصوت الأمة
هي زاده اليومي، وكانت شخصية الإعلامي الكبير حمدي قنديل تمثل له القدوة والمثل الأعلى، بسحر كاريزما قنديل، وقوة تأثيره، واستقلال صوته.
بدايات مهنية ودعم الأسرة
لم تكن تلك البدايات مجرد إعجاب، بل تحولت إلى خطوات عملية مبكرة؛ إذ التحق أشرف بالتدريب في عدد من الصحف المصرية البارزة وهو لا يزال طالبًا، مثل جريدة الأحرار، والعربي الناصري، وجريدة الجمهورية، والأهرام. وقد كان من المؤسسين لجريدة “البوابة” اليومية، ثم انتقل بعدها للعمل في منصات مختلفة مثل “دوت مصر”، و”صوت الأمة”، وصولًا إلى جريدة “اليوم السابع” التي يعمل بها حاليًا.
يقول للمرصد: إن أسرته لعبت دورًا حاسمًا في دعمه، خصوصًا والدته، رحمها الله، التي كانت دائمًا ما تدعو أن تراه صحفيًا مشهورًا، ووالده الذي كان يحمل الصحف التي تنشر له صوره، ويعرضها بفخر على أصدقائه، حتى بعد وفاتهما، ما زالت هذه الذكريات تلهمه وتمنحه دفعة إنسانية لا تنضب.
إنجازات وتكريمات
أشرف أمين هو أحد الصحفيين القلائل الذين لا يزالون يؤمنون بتأثير الكلمة، وتكريم الجهد. وقد تُوّج هذا الإيمان بعدة جوائز صحفية مرموقة؛ فحصل عام 2018 على جائزة الصحافة المصرية عن تحقيق “الدم الفاسد في معهد ناصر”، بالاشتراك مع الزميل وسام حمدي، ثم عاد ليفوز بالجائزة نفسها عام 2021 عن تحقيق “البحيرة المنكوبة” المنشور في “اليوم السابع”. كما حصل على جائزة التنمية المستدامة من كلية الإعلام – جامعة القاهرة عن تحقيقه “السقوط من أعلى”، الذي تناول ضحايا السقالات الخشبية غير الآمنة، بمشاركة الزميل أحمد جمال الدين.
من بين أبرز المحطات التي أثّرت فيه مهنيًا، كان وجوده في مؤسسة الأهرام أثناء فترات التدريب؛ فقد كان الدخول إلى هذا المبنى بمثابة شعور خاص بالعظمة والهيبة، في حضرة تاريخ كتبه عمالقة أمثال محمد حسنين هيكل، ويوسف إدريس، ويوسف السباعي، وصلاح جاهين، وغيرهم من الأسماء التي تركت بصمتها في الصحافة والفكر والثقافة.
تحديات مهنية
تتمثل أكبر التحديات المهنية بالنسبة له في لحظات بذل الجهد الكبير لإعداد تحقيق صحفي، ثم يُفاجأ بعدم نشره لأي سبب. لكنه، رغم ذلك، لا يفقد الشغف، بل يرى في لحظة نشر موضوع مهني مؤثر وتحقيق نتيجة فعلية له—كحل مشكلة أو كشف فساد—سعادة حقيقية لا تضاهيها أي مشاعر أخرى.
كرّس أشرف أمين شغفه لصحافة التحقيقات، واشتغل على ملفات استقصائية متنوعة وحساسة، من بينها: سماسرة الرعاية المركزة، غش الأدوية، أزمات الكتاب المدرسي، أوكار الدكتوراه المضروبة، فساد شركات الأدوية، الفواتير الضريبية المزورة، وتلوث مياه الري. كما عمل على تغطية ملفات تتعلق بالاستيلاء على أراضي الدولة، وفساد القطاع المصرفي.
في الفترة الأخيرة، بدأ أشرف في خوض مسارات جديدة، منها العمل على تحقيقات مصوّرة مع مجموعة من الزملاء، إلى جانب توجهه المتزايد نحو كتابة السيناريو الإذاعي والسينمائي، مع وجود عدد من المشاريع الإبداعية قيد التنفيذ حاليًا. ويطمح خلال المرحلة المقبلة إلى العمل ضمن إحدى المؤسسات الدولية، حيث يمكنه مواصلة شغفه بالتحقيق الصحفي في بيئة مهنية حرة وواعدة.