أماني زيان.. صحفية مهمومة بقضايا المجتمع

 

 

 

 

صحفية مهمومة بقضايا المرأة والمجتمع، تبحث دائمًا عن القصة المختلفة وراء الأحداث العابرة لتنتج منها مادة صحفية قادرة على التأثير، هي الصحفية أماني زيان الحاصلة على جائزة أحمد رجب للأدب الساخر عام 2015.

 

 

البدايات

 

درست أماني اللغة العبرية في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وحصلت على دبلومة في الترجمة، ثم عملت بالتدريس لفترة، وعملت في القناة العبرية لقناة النيل لمدة عامين تحت إشراف الأستاذة هالة حشيش المسؤولة وقتها عن إدارة القناة.

 

ظل حلم الكتابة يراودها، حتى قابلت الأستاذة إيمان القصاص، وهي صحفية كانت تعمل في مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام، فاقترحت عليها الكتابة في مجلة صباح الخير، وتقول للمرصد عن هذه الخطوة: “كانت الفكرة مُبهرة بالنسبة لي لأنها كانت مجلة لا تغادر منزلنا، وتعلمت على صفحاتها كيف أقرأ من الأساس.”

 

“ذهبت لمقابلة الأستاذ محمد عبدالنور، واجتازت مقابلة العمل، وتعلمت على يده مع الأستاذة مها عمران، وكان لهما الفضل في تعليمي الصحافة”.

 

لم يكن والد أماني مُرحبًا في البداية، بسبب تركها لمشاريعها الخاصة العملية للتفرغ للصحافة، لكنه كان حريصًا على شراء أعداد مجلة صباح الخير بشكل أسبوعي رغم كونه في دولة أخرى، حتى حين توقف توزيع المجلة هناك، كان ينتظر العودة لمصر فيقرأ ما كتبته ابنته في الأعداد التي فاتته وكان يشعر بالفخر تجاهها.

 

 

 

محطات مهنية

 

عملت أماني زيان في عدد من المؤسسات الصحفية منها التحرير والدستور والقاهرة 24، تقول: “الحقيقة أني لم أجد نفسي أبدًا إلا في صباح الخير.”

 

تعمل أماني زيان على كتابة التقاير والتحقيقات الاجتماعية، لكن تخصصها الأساسي هو الأدب الساخر على صفحات المجلة، والتي تعالج من خلاله القضايا المجتمعية المختلفة، وفي هذا السياق حصلت على جائزة أحمد رجب للأدب الساخر عام 2015 عن موضوع تحت عنوان “علشان أحب واتجوز لازم الثورة تستمر”.

 

تحب أماني الكتابة عن المرأة وقضاياها المختلفة، لا تنشد “زيان” الكتابة من أجل الكتابة إنما لأجل تغيير النظرة الاجتماعية للمرأة، وأهم هذه القضايا تربية الأطفال الذكور والتي تفضلهم الأمهات أحيانًا على الإناث فيكبرون على نهج لا يستطيعوا في إطاره أن يصبحوا رجالًا حقيقية، وبالتالي لا تصبح المرأة التي تعيش مع أحدهم امرأة كاملة الحقوق.

 

تقول عن هذه القضية: “عمل المجتمع لسنوات على تشويه صورة الرجل والمرأة بشكل كامل؛ وحلمي نشر فكرة التركيز على أساسيات التربية لأن البداية صحيحة تخلق جيلًا يتعامل بشكل سوي”.

 

اهتمت أيضًا  أماني بالعمل على معالجة قضايا أطفال الشوارع واستغلالهم من قبل العصابات المنظمة في التسول والعمليات الإجرامية المختلفة، وناشدت من أجلهم الدولة لضرورة الاهتمام بهم وتعليمهم.

 

بين العمل الإداري والصحفي

 

تحكي أماني بشكل مفصل عن تجربتها في مجلة صباح الخير، التي أثقلت مهارتها على مستويين الكتابة والإدارة، وقالت: “كانت تجربتي ثرية، بدأتها عام 2009، وكان عمري وقتها 29 عامًا، حين استقبلني رئيس التحرير الأستاذ محمد عبد النور رحمه الله، واختارني ضمن مجموعة متفقة في الأفكار والنمط الثقافي، ما يوحي بنظرته الثاقبة والحكيمة في اختيار فريق العمل، وبالفعل كنا مجموعة في غاية التآلف والصداقة”.

 

وتضيف: “كنت أكبر المتقدمين/ات سنًا في هذا التوقيت، وباقي المجموعة كانوا خريجين وخريجات جدد، ما دفعني وقتها للحرص على التعلم بشكل سريع كي ألاحق تغيرات العصر، ووصلت لمرحلة كتابة 4 موضوعات في الأسبوع، وكانت تنشر لها قرابة الـ6 صفحات في العدد، وهذا رقم كبير بالنسبة إلى أعداد الموضوعات المتاحة لكل صحفي/ة”.

 

وبعد أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتغيرات التي واكبت الصحافة ظلت أماني تتعلم، وتمارس مهنتها بحب كبير، وتستمع للنصائح خاصة ما يتعلق بحاجتها لمزيد من الجرأة في تناول الموضوعات.

 

وبعد فترة اختارها الأستاذ وليد طوغان رئيس التحرير، لتكون سكرتيرة التحرير للجريدة، وتعلمت من المنصب كثيرًا، وتم ترقيتها بشكل استثنائي كمساعد لرئيس التحرير، لكنها اكتفت لعدم حبها للمناصب الإدارية، ورغبتها في استكمال شغفها  بالكتابة والبحث.

 

وفي الوقت الحالي، تتجه أماني زيان لكتابة السيناريو، بعد حصولها على ورشة سرد مع الكاتبة مريم نعوم ولها ثلاثة تجارب في كتابة الأفلام القصيرة وهم “المنبه”، “على الرصيف التاني”، “لاهوس” وقد وصلوا إلى عدد من المهرجانات الدولية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى