أيمن إبراهيم ..وحش الهواء

 

بطل هذا الأسبوع، إعلامي بدرجة أستاذ، إذاعي من طراز فريد، متقن لكافة أشكال العمل الإعلامي، صوت جهور، طبقات صوتية مميزة، من ماسبيرو إلى كبرى الشاشات العربية .. فتعالوا نتعرف على السيرة الذاتية للإعلامي

أيمن إبراهيم، وما سر لقب

” وحش الهواء” ..

النشأة

ولد بالقاهرة لأب يعمل ملازمًا بالجيش وأم ربة منزل.

حصل على ليسانس في الآداب عام 1996 بتقدير ممتاز ، ودبلوم اللغات المقارنة عام 1998، والعديد من الدراسات الحرة في مجال الإعلام.

لديه أربعة أبناء هم “فادي، ملك، آدم وفرح” منهم من تخرج من الجامعة، ومنهم مازال يدرس .. يصف أيمن زوجته بأنها سيدة عظيمة تحملت معه مشاق وصعاب الحياة وآلام سنوات الغربة في الماضي كما يتمنى أن يقدره الله على إسعادها هي وأفراد أسرته.

محطات مهنية

البداية كانت بعد التخرج مباشرة حيث تقدم لاختبارات الإذاعة عام 1996 ونجح بها ثم عُيِّن في إذاعة الشرق الأوسط وقدم البرامج المنوعة والفترات المفتوحة ذات الطابع الخفيف المرح، وبعد عام تحول إلى الشاشة عبر تليفزيون ART أحد المؤسسات الإعلامية الكبيرة حين ذاك وقدم البرنامج الرئيسي لديها بعنوان نادي ART.

وكان أول ظهور له كان على تليفزيون ART لتقديم حفل عيد ميلاد قنوات ART من لبنان، بصحبة كريم كوجك ودعاء عامر ودعاء فاروق، وبعدها حصل على عرض عمل في تلفزيون أبوظبي.

وبعد عامين سافر للعمل في تلفزيون أبوظبي لتقديم البرنامج الصباحي واستمر العمل مدة ٤ سنوات، ثم تحول لتلفزيون دبي والالتحاق بالعمل الإخباري وكان هذا في 2004 حتى 2010، بعد ذلك انضم لقناة العربية مع بداية 2011 وقدم نشرة القاهرة اليومية.

إلى أن قرر العودة لمصر والرغبة في الاستقرار والعمل في المؤسسات المصرية والتحق بالعمل في قناة النهار، على الرغم من حصوله على عرض مغري من قناة الجزيرة القطرية؛ لكنه فضل وقتها البقاء في مصر وقدم برنامج آخر النهار و حصاد الأسبوع وحوار اليوم وغيرها من التغطيات الحية للأحداث.

وفي العام 2017 التحق بقناة الغد للعمل كمشرف عام على إنتاج البرامج بالإضافة لكتابة وتقديم البرامج الوثائقية والتحقيقات.

أما عن تجربة العمل في قناة العربية يعتبره أيمن عملًا احترافيًا للغاية فهو أشبه بالعمل بين عقارب الساعة كلٌ منهم يعلم دوره والمطلوب منه جيدًا ، وكان تقديمه لنشرة القاهرة من اقتراحه ووافقت عليه الإدارة، الأستاذ عبد الرحمن الراشد، وخرجت النشرة بالشكل المطلوب وكانت القناة الوحيدة التى تمكنت من عمل هذا الأمر وقتها.

ومن بين أبرز الأحداث التي قام بتغطيتها، ليلة سقوط بغداد عام 2003 ودخول القوات الأمريكية وقتها، ليبقى على الهواء مدة 8 ساعات متواصلة نحاور ونناقش وننقل الصور والحدث، والحدث الآخر وقت فض اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013 حيث استمر عمله قراية 8 ساعات متواصلة أيضًا.

هؤلاء أثروا في أيمن

أبرز الشخصيات في حياته الأستاذ حمدي قنديل رحمه اللّه حيث نشأت بينهم صداقة وذلك أثناء عملهم في تلفزيون دبي، حينها كان يقدم برنامجه الشهير قلم رصاص.

كذلك الأستاذة إيناس جوهر في الإذاعة والأستاذة صديقة حياتي رحمها اللّه.

أما الأستاذه بثينة كامل فقد تعلم منها الكثير ويدين لها بالكثير حيث احتوته وقت أن كانت تقدم برنامج اعترافات ليلية أواخر التسعينات، وكان يشارك معها كمعد صغير، كما تعلم منها الكثير قبيل اختبارات الإذاعة الخاصة به.

أبرز التحديات

أبرز تحديات مهنة الإعلام من وجهة نظر أيمن، هي أن هذه المهنة حية تكبر وتتطور كل يوم وعليك تعلم المزيد كل يوم، فالسوشيال ميديا اليوم أصبحت أهم من الشاشة في أحيان كثيرة، وثمة تحدي آخر وهو عدم تقدير الخبرة وهو الأمر المؤسف حقيقة في وقتنا الحالي.

وعن نصيحته للشباب في مهنة الإعلام، ينصح كل منهم بأن يحب عمله وأن يغير عليه دايما، ولا يفكر إطلاقًا في أن هذا العمل مجرد وظيفة؛ بل هو عمل إبداعي حي ومتطور كل يوم.

سر لقب “وحش الهواء”

يعتبر أيمن إبراهيم لقب “وحش الهواء” من أجمل ما أُطلق عليه، ويعود ذلك لفترة عمله بقناة النهار المصرية، بسبب كثرة الأحداث والتغطيات المتلاحقة حيث كان يساهم مع زملائه في التحضير والتجهيز على الهواء بالساعات خاصة وقت حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وظل قرابة 24 ساعة في عمل متواصل.

مواقف محرجة على الهواء

يتذكر أيمن إبراهيم أحد المواقف المحرجة التي مر بها أثناء عمله وهو في أبوظبي حيث ترك الكادر أمام الكاميرا وخرج وهو على الهواء مباشرة، وكان ذلك بعد سماعه صوت المخرج وهو يقول للمصور ” روح أيمن ” والمخرج كان سوري الجنسية وفهم أيمن من ذلك أنه يخرج من الكادر؛ لكنه كان يقصد “روح على أيمن في الكادر” وكان من المواقف الأكثر إحراجًا له على مدار عمله.

ماسبيرو في مسيرة أيمن

عندما سُئل عن السر وراء إتقانه كافة أشكال العمل الإعلامي، أجاب بأن السر يكمن في الإذاعة المصرية، المدرسة الأم والأكبر، ومن لم يتعلم من خلالها أو تخرج منها فقد فاته الكثير. ففي الإذاعة تتعلم السياسة والمنوعات والترفيه والثقافة والرياضة، ماذا وكيف تتحدث في الصباح وماذا تقول في المساء وكيف تحترم المستمع والجمهور.

ماسبيرو هو رمز الإعلام المصري اتفقنا أو اختلفنا فهو سيظل بأي صورة نريد له أن يكون.

تجربة العمل الوثائقي

بالنسبة له يرى أن العمل الوثائقي هو قمة العمل الإعلامي؛ لأنه يحتاج إلى ثقل وخبرات تراكمية كثيرة كي تستطيع العمل فيه، كما تحتاج لصبر ومجهود كبيرين، يتعاون فيه فريق بأكمله.

كتب أيمن وقدّم عددًا من الأفلام الوثائقية منها: صفقات الإخوان مع تركيا في القطر العربي بأكمله، أدوار إيران في العالم العربي، النفط الليبي أين أمواله، أزمة جنوب السودان بعد الانفصال وتوزيع اللاجئين السوريين على العالم كله وغيرها من الأفلام.

ويطمح في إنتاج سلسلة أفلام وثائقية لتاريخ مصر والوطن العربي وتحقيقات للقضايا الحديثة في العالم.

برامج ال”توك شو” الحالية في عيون أيمن إبراهيم

أما عن برامج التوك شو حاليًا فيرى أن المشكلة تكمن فيمن يقدمون هذه البرامج لأن ٩٩% منهم هم في الأساس صحفيون وليسوا مذيعين، ويعتقد أن هذه الظاهرة غير موجودة إلا في مصر فقط.

صحيح أن الصحافة هي أساس العمل الإعلامي ككل؛ لكن هناك من لديه موهبة الكتابة وهناك من لديه موهبة الكلام والتقديم، وإذا حدث العكس يكون الأمر استثناءًا.

فمثلًا حين قدم الأستاذ مفيد فوزي رحمه الله برنامجه القديم كان يقول جملته الشهيرة أنا لست مذيعًا إنما محاورًا.

فالصحفي لديه ملكة الكتابة وهذا جانب إبداعه مثل المذيع لديه ملكة الكلام والإلقاء وهذه موهبته مثل موهبة قلم الصحفي والصحفي في مرتبة المحلل الناقد صاحب الرؤية، يحاوره مذيع. لكن أن يجمع الدورين هنا يكمن الخلل.

فنجد الصحفي المرموق في الجريدة صباحًا وبعد الظهر يقدم أو يسجل برنامج راديو وليلًا يقدم التوك شو، وصحفي آخر يكتب رواية أو فيلم، يعنى سمك لبن تمر هندي، مع التقدير لبطل الفيلم الذي يحمل هذا العنوان الفنان محمود عبد العزيز والمخرج رأفت الميهي رحمة الله عليهم.

سبب البعد عن منظومة القنوات الإخبارية في مصر

سؤال كرره على نفسه كثيرًا، وهو لماذا هو بعيد عن منظومة القنوات الإخبارية في مصر؟

هل يتعلق الأمر بخبرته وكفائته التي تصل ل 20 عام في مصر وخارج مصر

هل هناك موقف شخصي من أحد أو على أحد؟ والإجابة كانت لا، ليتساءل أيمن: “هل لأن سني كبر مثلا بعد اقترابي من سن ٥٠ ؟ ولكن هناك من زملائي أكبر مني وداخل هذه المنظومة وأستاذنا خيري حسن مثال على ذلك، على كل حال هذا مجرد تسجيل موقف ولكني استغرب وأحزن أن لا تستفيد بلدي من كل خبراتي التي تعلمتها، بعدما عملت في أعرق المؤسسات الإعلامية الخارجية وبالأخص الإخبارية مثل قناة العربية وتلفزيون دبي وقناة الغد الإخبارية. وتاريخي يشهد على ذلك حتى بعد عودتي لمصر وعملي في الأحداث الداخلية التي صاحبت تاريخ وطني حتى عام 2016 مرورًا بفض اعتصامي رابعة والنهضة ومحاصرة مدينة الإعلام و غيرها”.

جوائز

حصل على أوسمة وتقديرات كثيرة من خارج مصر، نظير مشاركته وإجادته ومساهمته في تدريب كوادر عربية.

أكثر من 20 عامًا قضاها أيمن إبراهيم في محراب العمل الإعلامي، ومازال يمارس عمله بنفس الشغف كما لو كان شابًا عشرينيًا ملئ بالنشاط والحيوية ولدية مخططًا مهنيًا يود إنجازه، ليبقى هو .. وحش الهواء.

#المرصد_المصري_للصحافة_والإعلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى