إسرا صالح تمرّدت على الصيدلة من أجل الصحافة النسوية

 

بطلة هذا الأسبوع هي الصحفية المميزة إسرا صالح.. بدأت حلمها مع مهنة البحث عن المتاعب، بعد التحاقها بمنحة دراسية في معهد الإعلام الأردني، حصلت من خلالها على درجة الماجستير عام 2017، لتكون أول مصرية تنجح في الحصول على هذه المنحة، بعد إتمام دراستها في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة 2008.

محطات مهنية

نجحت في عملها كصيدلانية، وأصبحت مديرة صيدلية من كبرى سلاسل الصيدليات في مصر، إلى أن جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير، لتقرر بعدها تغيير مجالها وتنخرط أكثر في العمل العام من خلال الكتابة بالصحف.

بدأت أولى محطاتها في مجلة روزاليوسف، ثم عملت في مركز هردو للتعبير الرقمي، وكانت مسؤولة الوحدة الإعلامية، ثم انتقلت إلى الأردن؛ حيث حصلت على الماجستير، وعملت في وكالة الأخبار الأردنية عرب 24، وبعد عودتها إلى مصر عملت في قناة الوسط الليبية، وكتبت في الملف الليبي، ثم عملت في مؤسسة البيرو الإعلامية، وهي مؤسسة ليبية في تونس.

تخصّصت في الصحافة الحساسة للنوع الاجتماعي منذ عودتها من عمّان، وأنتجت قصصًا وتحقيقات صحفية، من منظور النوع الاجتماعي.

امتهنت التدريب مع مؤسسات محلية ودولية، مثل جنوبية حرة في أسوان، ومؤسسة إدراك للتنمية والمساواة، والحب ثقافة، والمعهد الأصفري في الجامعة الأمريكية في بيروت والذي عملت معه كباحثة أيضًا.

وحصلت العام الماضي على زمالة المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، وأنتجت معهم بحثًا بعنوان: “الصحافة كمقاومة جندرية.. أخلاقيات التغطية الصحفية لقضايا العنف الجنسي في مصر”، وقدّمت بحثها في المؤتمر الإقليمي “إنتاج المعرفة النقدية” في بيروت 2023، ونشر في كتاب المقاومة الجندرية العدد الثالث الذي يصدره المجلس.

أما عن بحثها الذي أنتجته مع معهد الأصفري ببيروت، فكان يتناول سلبيات ذاكرة الجسد، “الثورة التي مرت على أجساد النساء”، والذي وثّقت من خلاله الثورة من منظور نسوي، وتوثيق النشاطية النسوية خلال فترة الثورة، وإعادة إنتاج المعرفة الخاصة بالثورة من منظور نسوي.

حصلت على زمالة مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية عام 2021، وأنتجت التحقيق الاستقصائي عن الطب الشرعي “الناجيات من العنف الجنسي ضحايا الطب الشرعي في مصر”.

ترشّح هذا التحقيق لجائزة القائمة الطويلة 2023 من new media writing prize.

وانضمّت في 2021 لبرنامج أصواتنا، وهو برنامج تدريبي للبودكاست لمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، ومدعوم من الخارجية البريطانية، وأصبحت موجِّهة للدفعة الثانية من البرنامج.

وفي 2022 أطلقت مشروعها الخاص، وهو “سلمون بودكاست”، وهو بودكاست نسوي، يناقش قضايا النساء والتحديات التي يواجهونها في المجتمع، بخاصة المتمردات ومن يسبحن عكس التيار مثل سمكة السلمون.

تذكّر أنها تم تنشئتها منذ الصغر أن تكون طبيبة، لكنها تعتبر الثورة محفزتها نحو التمرّد على المجال الذي تخصّصت به نتيجة خلفيتها التعليمية الأولى.

سألناها عن أقرب الألقاب والتعريفات لها كانت الإجابة: “أنا صحفية نسوية وفقط”؛ فالسبب في توجهها للصحافة النسوية أنها تتطلّب وجود أداة تشارك من خلالها في بناء الحركة النسوية، ومن هنا اختارت الصحافة أن تكون الأداة التي تستخدمها في نضالها.

تعتبر قدوتها في الصحافة منيرة ثابت المؤسسة لجريدة الأمل، وهي أول صحفية مصرية تنضم إلى نقابة الصحفيين، وتحب كتابات بيل هوكس من الصحفيات النسويات قديمًا كما تحب كتابات سارة أحمد حديثًا.

طموحات ورؤى

تطمح أن يكون هناك تعميمًا لمنظور النوع الاجتماعي في كل المؤسسات الصحفية الناطقة باللغة العربية، مؤكدة أننا بحاجة لأن يسود منظور النوع الاجتماعي في الإنتاج الصحفي، ليس فقط على مستوى المحتوى، ولكن أيضًا على مستوى سياسات التحرير وإدارات التحرير.

وعن رؤيتها لما يحدث الآن من تطوّرات تكنولوجية، ترى أن الانفتاح الكبير والأدوات الجديدة الرقمية هي مفيدة على مستوى الإنتاج الصحفي.

وترى أنها كسيدة صحفية، لم تحصل بعد على كامل حقوقها، خاصة وأنها تعمل في الصحافة المستقلة، ولا تنتمي لأي مؤسسة أو منظمة، وليس لديها مظلة تحميها، وتعتبر أن نقابة الصحفيين ينقصها التمثيل النسائي والاعتراف بالصحافة المستقلة للصحفيات اللواتي يعملن بدون مظلات صحفية قومية أو غير قومية، رغم أن العالم حاليًا يعترف بالعمل الحر.

تكمل إسراء سرد معاناة الصحفيات المستقلات: “نحن لسنا مرئيين بشكل كافي، وهي أحد المعوقات التي تواجهنا، وتمنعنا من التطور، خاصة عند التقديم في أي تدريب أو فرصة يطلب منّا إثبات عملنا في مكان معين”.

رسائل إسرا إلى الصحفيات:

ووجهّت رسالة للصحفايت قائلة: “التغيير لا يتم في يوم وليلة، خاصة وأنكنّ تهزمن ثوابت متجذرة في الصناعة والمجتمع منذ سنوات طويلة، فكما تكونت على مدار سنوات، فهي كذلك لن تنتهي في ليلة وضحاها، لكن التغيير سيحدث لا محالة”.

وأضافت: “ما نحن به الآن من مكتسبات، هو بفضل نضال نسويات كُثُر عملن لسنوات طويلة، حتى نصل لما نحن عليه، وعملنا نحن الآن يمكن أن يحدث تغيير فيما بعد حتى لو لم نشهده، نؤمن أن التغيير لا يحدث بسرعة لكنه سيحدث في النهاية”.

وتابعت: “نتعرّض أحيانًا للتعب والاحتراق ولحظات يأس، إلا أننا بحاجة دائمًا أن نذكر بعضنا بعضًا بأن التغيير سوف يحدث، ويجب أن نُكمل هذا الكفاح لأننا لا نملك بديل آخر”.

#المرصد_المصري_للصحافة_والإعلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى