إنجي طه.. صاحبة بصمة في صحافة تعيد تشكيل الرأي العام
إنجي طه.. صاحبة بصمة في صحافة تشكيل الرأي العام
لم يكن دخول عالم الصحافة مجرد خطوة مهنية، بل كان شغفًا قادها لاستكشاف مساحات جديدة في الصحافة الاستقصائية والتغطيات الميدانية. خلال مسيرتها، عملت إنجي طه -بطلة هذا الأسبوع- في عدة مؤسسات صحفية، حيث بدأت كمُتدربة في جريدة الميدان عام 2012 تحت قيادة الكاتب الصحفي أحمد صقر، ثم استمرت في الوفد منذ 2013، متنقلة بين أقسامها المختلفة، من القسم الميداني إلى التحقيقات والحوارات، حتى أصبحت المسؤولة عن الملف الصحفي والإعلامي للجريدة.
محطات في المسيرة المهنية:
إنجي طه، تخرجت عام 2013 من كلية الآداب، قسم الإعلام. بدأت رحلتها الصحفية في جريدة الوفد فور تخرجها، حيث خاضت أولى تجاربها في العمل الصحفي كمحررة متدربة في الموقع الإلكتروني للجريدة، الذي كانت ترأسه آنذاك الكاتبة الصحفية الكبيرة الأستاذة حنان فهمي، إلى جانب الأب الروحي للصحفيين/ات الشباب، الأستاذ مجدي حلمي.
كما انضمت لفريق المرصد الأمني بقيادة الكاتب الصحفي محمد هجرس لمدة عامين، وعملت أيضًا كمحررة ومراسلة ميدانية في شبكة إرم نيوز الإماراتية، ما أكسبها خبرة دولية أوسع في الصحافة.
الدعم الأسري وتأثيره على المسيرة المهنية
كان والد إنجي هو داعمها الأول والأكبر في مشوارها الصحفي، حيث لم يقتصر دعمه على التشجيع، بل امتد إلى مشاركتها في التفكير والبحث عن أفكار صحفية قوية. أول تقرير لها، الذي نُشر في جريدة الميدان خلال فترة تدريبها، جاء بناءً على مقترح منه، وكان بعنوان “التعدي على الأراضي الزراعية في ظل غياب الحكومة بعد ثورة يناير”. كان والدها هو القارئ الأول لأعمالها، وألهمها بحبه العميق للصحافة وشغفه بمتابعة الأحداث المحلية والعربية والدولية.
تقول في حديثها للمرصد: “كان والدي هو الداعم الأول والأكبر في مسيرتي المهنية والعملية، وساعدني كثيرًا في مشواري الصحفي، وفي اختيار الأفكار والمقترحات، لحبه الجم لصاحبة الجلالة، وعشقه للقراءة والاطلاع على الأحداث المحلية والعالمية”.
ومن خلال عملها الصحفي، اهتمت إنجي بعدة ملفات رئيسية، أبرزها الملف الصحفي والإعلامي، بالإضافة إلى التحقيقات الصحفية التي كشفت عن قضايا مجتمعية هامة. كما كانت شاهدًا ميدانيًا على أهم الأحداث التي مرت بها مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث غطّت العديد من الفعاليات الوطنية والأحداث الساخنة التي رسمت ملامح المشهد المصري في تلك الفترة.
الجوائز والتكريمات:
اهتمت إنجي بالعمل الصحفي الاستقصائي، ما جعلها تحصد جائزة الصحافة المصرية من نقابة الصحفيين عام 2022، عن تحقيقها: “ذنب لا تغفره سنوات الرعاية – الشهادة وحدها لا تكفي”. كان هذا التحقيق مغامرة صحفية جريئة كشفت عن ثغرات خطيرة في فحوصات شهادات الزواج الصحية.
كما تم تكريمها من عدة جهات، منها: الجامعة الأمريكية، والمجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام، وأكاديمية أخبار ميتر، ونقابة المحامين.
التأثيرات المهنية والشخصيات الملهمة
كان للأستاذ مجدي حلمي الدور الأبرز في تشكيل المسيرة المهنية لإنجي، حيث كان الداعم الأول لانضمامها إلى فريق شباب الوفد، وأمدّها بالثقة والتوجيه خلال مسيرتها الصحفية. كذلك تأثرت بالأستاذة حنان فهمي، التي لعبت دورًا غير مباشر في تكوين شخصيتها المهنية، من خلال نموذجها القيادي القوي وصلابتها في العمل الصحفي.
الرؤية والطموحات المستقبلية
تحلم إنجي طه بأن تستعيد الصحافة دورها الريادي في المجتمع، وأن تعود لتكون القوة المؤثرة الأولى في تشكيل الرأي العام، متجاوزة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي طغت على المشهد الإعلامي. تؤمن بأن الصحافة الحقيقية ليست مجرد نقل أخبار، بل قوة دافعة نحو الوعي والتغيير.
أخيرًا وفي عالم يشهد تنافسًا إعلاميًا شديد التعقيد، تؤمن إنجي أن الصحفي الحقيقي هو من يظل مخلصًا للحقيقة، حتى في وجه الصعوبات والتحديات.
وكرئيسة تحرير، تجد نفسها في موقع يُحتم عليها توجيه الجيل الجديد من الصحفيين/ات، رغم صغر سنها. لكن نصيحتها الأهم لهم:
التمسك بالمهنية والمصداقية كأولوية لا تنازل عنها.
عدم الانسياق وراء “التريند” دون التحقق من صحة المعلومات.
التطوير المستمر للمهارات الصحفية، لمواكبة التغيرات المتسارعة في المجال.
الإيمان بأن الصحافة مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون مجرد مهنة.