الشيماء أحمد.. صحفية تعشق الفن وتعشق مغامرات الصحافة  

من مغامرات الصحفيين/ات في السينما ومن برامج الشارع، تكون حب الصحافة في مخيلة الشيماء أحمد فاروق، الصحفية بجريدة الشروق، والحاصلة مؤخرًا على جائزة الدكتورة نوال عمر، من نقابة الصحفيين، ومؤسسة الأهرام.

 البدايات 

رغم حب الشيماء لفكرة المغامرات الصحفية وكشف الفساد التي كثيرًا ما تناولتها الأفلام العربية والأجنبية، إلا أنها لم ترتب لدخول المجال الصحفي بالتحديد. تقول لـ”المرصد”: “طالما فكرت في العمل الصحفي، لكن بالمثل فكرت في مجالات أخرى مثل الرسم، أو كتابة الروايات، إلى أن حسمت موقفي بعد انتهاء الدراسة الثانوية بدراسة الإعلام وبالتحديد قسم صحافة. 

تعرفت الشيماء خلال دراستها الجامعية في بني سويف على صحافة المحافظات، ثم قررت البقاء في المحافظة الأكثر مركزية “القاهرة”، بهدف البحث عن فرصة أكبر من المتاحة في محافظتها المنيا.

بدأت العمل على بحوث الرأي العام بمؤسسة جسر، ثم ارتبطت أكثر بالفيتشرات والتحقيقات الإنسانية، وتدربت في عدد من المواقع والجرائد منها المصري اليوم، والدستور، وأنتجت تحقيقات ميدانية بالتوازي مع الدراسة الجامعية التي كانت توليها الاهتمام الأكبر لتحصل في النهاية على تقدير امتياز.

ملفات صحفية 

أحبت الشيماء ملفين بالتحديد، الإسلام السياسي والفن، وتدربت في موقع “أمان” للإسلام السياسي التابع لجريدة الدستور، وبالتزامن  لفتت نظرها الدكتورة الجامعية ولاء الشملول إلى حسها النقدي في الفن، وضرورة إثقال موهبتها بالدراسة، وبالفعل توجهت إلى أكاديمية الفنون وبدأت مرحلة جديدة بدراسة النقد، وتخرجت بتقدير جيد جدًا، وحاليًا في مرحلة دراسة الماجستير. 

تقول: “من 2019 حتى 2023 وجهت تركيزي على الملف الفني، بنسبة كبيرة، ومعه الملف النسوي، لكتابة موضوعات متقاطعة بينهما، ولكن منذ الحرب على غ*زة تملكني ثقل كبير بخاصة مع توارد أخبار قتل صحفيين/ات في الحر_ب واستهداف عدسات المصورين/ات،  شعرت بحزن كبير،  ففكرت في تدريب حصلت عليه عن صحافة البيانات مع مؤسسة “دفتر أحوال”، وأنتجت أول تقرير مدعوم بالبيانات عن ” “كلنا نيرة أشرف”: كيف تحوّل الحيز العام إلى “مسرح جريمة” ضد النساء في مصر؟ ”  نشر على منصة حيز”.

 قررت الشيماء استغلال هذه الأداة الجديدة التي تعلمتها لإنتاج تقارير تحليلية عن غزة، وأنتجت تقريرين لجريدة الشروق (وهي الصحيفة الأساسية التي تعمل بها من مارس 2019 وحتى الآن، وكان التقرير الأول بعنوان: ” كيف ينقل الإعلام الغربي ما يحدث في غزة؟… رصد وتحليل المضمون الصحفي المنشور على ثلاث منصات إعلامية كبرى خلال الأسبوع الأول من معركة طوفان الأقصى”، والثاني: “الازدواجية القاتلة.. كيف منح الغرب صك الغفران لجرائم الحرب؟ تحليل مضمون البيانات الرسمية الغربية حول حرب روسيا على أوكرانيا وحرب إسرائيل على غزة”.

جوائز وتكريمات

استطاعت التحقيقات التي كتبتها الشيماء أن تلفت الأنظار وتحقق انتشارًا واسعًا بين الأوساط الصحفية، حتى أنها حصلت على جائزتين عن تقرير “كيف ينقل الإعلام الغربي ما يحدث في غزة”، الأولى من منظمة المرأة العربية بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وكانت باسم شيرين أبو عاقلة، والثانية جائزة الدكتورة نوال عمر، المقدمة من نقابة الصحفيين ومؤسسة الأهرام.

تحديات مهنية

لا يمر يوم إلا وتعلمت الشيماء فيه شيئًا جديدًا. ترى أن المجال حاليًا يزداد صعوبة، سواء تحديات تكنولوجية أو مادية، بخلاف حالة الانفصال بين كليات الإعلام وواقع سوق العمل الفعلي، ما يسبب صدمة للطلاب بعد التخرج، وكل هذا يضع الصحفي/ة أمام تحدٍ كبير كي يطور من نفسه/ا في ظل ظروف ضاغطة، ومؤسسات تجبر صحفييها على إنتاج أعداد معينة من “القطع الصحفية” بغض النظر عن الجودة والتأثير. 

تختتم حديثها للمرصد: أحاول تعلم أدوات جديدة، من تدريبات أحددها لنفسي كي لا أغرق في ورش عمل غير مفيدة. وأحرص على تعلم أشياء جديدة عن الملفات التي أحبها وتتقاطع مع بعضها في التقارير التي أنتجها، مثل التقارير والتحقيقات التي تمزج بين الفن والنسوية، أو تلك التي تدمج السياسة مع الفن. 

تطمح الشيماء بأن تنهي رسالة الماجستير، وهي مرتبطة بالتقاطعات بين الأدب والصحافة، كما تحلم بإيجاد فرصة لدراسة جديدة مختلفة حتى لو تسافر من أجلها بلاد جديدة.