بروفايلسلايدر رئيسي

الصحفي أحمد ماهر.. قلم في مواجهة التهميش يصل إلى العالمية

 

الصحفي أحمد ماهر.. قلم في مواجهة التهميش والتنمر

 

من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ومن قلب بيئة تعرف جيدًا معنى الكفاح والمسؤولية الاجتماعية، انطلقت رحلة أحمد ماهر أبو النصر في عالم الصحافة، رحلة امتدت لأكثر من سبع سنوات، حمل فيها قلمه كمن يحمل رسالة إنسانية قبل أن تكون مهنة.

تنقل بين التخصصات والأقسام، لكنه اختار أن يكون الصوت الذي يعبّر عن المهمشين، والمرآة التي تعكس قضايا الشارع المصري بعمق ودقة وشجاعة.

 

الرسالة الإنسانية أساس العمل الصحفي:

 

خصص أحمد جانبًا كبيرًا من مسيرته للكتابة عن قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، إيمانًا منه بأهمية هذه الفئة في المجتمع، وضرورة تقديم تغطيات تليق ببطولاتهم وإنجازاتهم، بعيدًا عن خطاب الشفقة والتعاطف. أنجز أكثر من 15 ملفًا صحفيًا تناول مختلف فئات ذوي الإعاقة، وحاور عددًا كبيرًا من أصحاب التجارب الملهمة منهم، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا، إعادة الثقة لهؤلاء الذين عانوا طويلًا من التهميش والتنمر، وتقديم دعم نفسي ومعنوي حقيقي عبر المنصة الصحفية.

وفي الإطار ذاته، لم يتوقف عند قضايا الإعاقة، بل واصل طريقه ليضع تحت الضوء حياة من يعيشون على الهامش. قاد تغطيات صحفية ساهمت في إنقاذ أكثر من 30 مشردًا، بالتعاون مع مؤسسة “معانا لإنقاذ إنسان”، وبتجاوب فعّال من مؤسسات الدولة.

تمكن عبر المتابعة والتواصل مع وزارة التضامن الاجتماعي، من إعادة بعضهم إلى ذويهم، وتوفير فرص عمل مناسبة لآخرين. وتم تكريم ستة من هؤلاء الناجين في ندوة غير مسبوقة داخل مقر جريدة الوطن، لتكون الصحافة شريكًا حقيقيًا في إعادة الاعتبار والكرامة الإنسانية.

 

مسيرة مهنية مشرفة:

– صحفي استقصائي حاليًا في قسم التحقيقات بجريدة الوطن، وهو عضوًا بنقابة الصحفيين.

– شارك في تأسيس وحدة اللايف بالجريدة.

– ساهم في تأسيس قسم الملفات الخاصة، وإعادة تأسيس قسم التحقيقات.

– عمل معد برامج في عدة قنوات فضائية، من بينها قناة DMC ضمن فريق إعداد برنامج “أتوبيس السعادة” مع الإعلامي أحمد يونس

ملفات الشارع والتحقيقات الميدانية:

أنتج أحمد خلال مشواره أكثر من 150 ملفًا صحفيًا حول قضايا تمس الشارع المصري مباشرة، كما قاد سلسلة من التحقيقات الاستقصائية التي أحدثت تأثيرًا حقيقيًا على الأرض.

من أبرز تلك التحقيقات، تحقيق حول “المنشطات المغشوشة” المنتشرة داخل صالات الجيم، والذي تسببت نتائجه في تحرك وزارة الداخلية، وضبط 17 ألف عبوة مغشوشة قبل بيعها للشباب.

هذا التحقيق كان بوابة ترشحه لجائزة الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بسويسرا، حيث تم اختياره ضمن قائمة أفضل 10 صحفيين في العالم عن فئة التحقيقات، وكان الصحفي العربي والأفريقي الوحيد بالقائمة. كما حصد المركز الأول إفريقيًا، ليكون بذلك أول صحفي مصري ينال هذه الجائزة المرموقة.

وفي تحقيق آخر، تناول أحمد قضية “تهريب التماسيح” من بحيرة ناصر بأسوان، كاشفًا طرق التهريب التي تسببت في تسرب التماسيح إلى الترع والمصارف، وكان آخرها حادثة ظهور تمساح في مصرف بمنطقة أبو صير بالجيزة. كما أجرى تحقيقًا علميًا حول “أغذية الرصيف”، أثبت خلاله من خلال تحليل عينة من الجبن المباعة في الشارع وجود فطريات مسرطنة من نوع “أفلاتوكسين”.

وفي ملف خاص، تناول أزمة “الفشل الأولمبي” في مصر، من خلال رصد معاناة الرياضيين في الحصول على الدعم المالي، وكشف عن أوجه القصور والفساد الإداري في بعض الاتحادات الرياضية.

الصحافة صوت الفئات المهمشة:

أولى أحمد اهتمامًا كبيرًا بقضية سكان العشوائيات، ونشر عدة ملفات صحفية تناولت تفاصيل الحياة اليومية القاسية لهؤلاء السكان، وأسهمت هذه التغطيات في تحريك المؤسسات المعنية لنقل بعض سكان طبطا، واسطبل عنتر، وعزبة خيرالله إلى حي الأسمرات. ولم يكتفِ بذلك، بل رافق السكان في انتقالهم وشاركهم يومًا كاملاً داخل وحداتهم السكنية الجديدة، ليكتب عنهم وعن تجاربهم من داخل المساحة التي انتقلوا إليها، مؤمنًا أن الصحفي لا يجب أن يكتفي بالسرد بل عليه أن يعيش التجربة.

حوار مع الوجوه المعروفة:

وعلى مدار سنوات العمل، أجرى أحمد حوارات مع عدد كبير من الشخصيات العامة والرموز الفنية والرياضية، من بينهم القارئ الطبيب أحمد نعينع، والماكيير محمد عشوب، والفنان أحمد السقا، والفنان أحمد العوضي، وكابتن أحمد حسن، عميد لاعبي العالم وقائد المنتخب الوطني الأسبق، وغيرهم من الأسماء المؤثرة.

تكريمات وجوائز:

– ترشح لجائزة الصحافة العربية بدبي عام 2021 عن فئة الشباب، عن تحقيقه حول مادة D2W المذيبة للبلاستيك.

– حصل على المركز الأول إفريقيا في فئة التحقيقات ضمن جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بسويسرا.

– تم اختيار تحقيقه عن المنشطات ضمن قائمة أفضل 10 موضوعات صحفية في العالم لعام 2024 في الجائزة ذاتها، المعترف بها من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية في 126 دولة حول العالم.

رسالة وإيمان:

يؤمن أحمد ماهر بأن الصحافة ليست مجرد مهنة لنقل الأخبار، بل هي رسالة إنسانية لا تكتمل إلا بالشجاعة والمصداقية والاقتراب الحقيقي من الناس. ويختم رسالته قائلاً:

يقول في حديثه للمرصد: “رسالتي للجميع، وليس للجيل الجديد فقط… الخطأ وارد في مهنتنا، لكن الأهم أن نملك شجاعة تصحيح المسار، فذلك لا يُعد عيبًا، بل واجبًا علينا تجاه أنفسنا وتجاه من نكتب عنهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى