المدير التنفيذي لـ المرصد المصري للصحافة والإعلام: السعي وراء تحقيق المشاهدات والأرباح هو السبب الرئيسي في أزمة تصوير الجنازات ومراسم العزاء

كشف أشرف عباس المدير التنفيذي لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، ومسؤول ملف مهنية الإعلام بالمؤسسة، عن وجود أزمة حقيقية في تصوير وتغطية المناسبات الخاصة بالمشاهير، صحفيًا، سواءً كانت جنازات، أو حفلات، أو أفراح، أو مراسم عزاء، السبب الرئيسي فيها بعض رؤساء ومديري تحرير الصحف والمواقع الإخبارية، الذين يبحثون عن “التريند” أو “الريتش”، وتحقيق المشاهدات والأرباح، دون النظر إلى أي معايير مهنية، أو أخلاقية، أو إنسانية، أو حتى فيما يخص دورهم في حماية الصحفيين/ات والمراسلين/ات والمصورين/ات الذين يعملون على تغطية الحدث.

وقال في تصريحات له، إن المسؤولية الأولى يجب أن تقع على رؤساء ومديريّ التحرير، قبل أن نطلب من نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بوضع معايير مهنية للتغطية؛ فهناك العشرات من الأكواد، والقوانين، ومواثيق الشرف الموضوعة، فيما يتعلّق بالتغطية المهنية، لا يتم الالتفات إليها أو تطبيقها.

وأكد ضرورة أن يتم تنظيم تدريبات للصحفيين/ات على تغطية تلك الأحداث الخاصة؛ ففي حال تغطية الجنازات، يجب أن يتم وضع ضوابط محددة للتغطية، وأماكن لا يجوز دخولها، مثل المقابر، وسيارات الإسعاف، وغيرها من الأماكن التي تحمل خصوصية لأهل المتوفي.

وطالب “عباس” من الصحفيين، التوقّف عن التكالب على المشاهير، واعتبارهم فرائس يجب اغتنامها في لحظات الضعف، مؤكدًا أن تصوير جنازات المشاهير والمؤثّرين حدث مهم لذاكرة الأمة، ولكن يجب قبل التفكير في الصورة الصحفية، التفكير في المعايير المهنية والأخلاقية والإنسانية.

ولفت إلى وجود بعض الأصوات المتطرّفة، التي تريد تقييد العمل الصحفي، وتوقيع عقوبات سالبة للحرية على الصحفيين/ات ومؤسساتهم في حال تصويرهم الجنازات، في وقت نحن بحاجة إلى إعلاء قيّم الصحافة الحرة، والتي بدورها ستُفرز صحفيين أكفّاء، قادرون على العمل بمهنية واحترافية.

وطالب “عباس”، المؤسسات الصحفية، عدم الدفع بالصحفيين/ات أصحاب الخبرة القليلة أو من لم يحصل على تدريبات كافية، في تغطية جنازات ومراسم عزاء المشاهير؛ لأنهم عادةً ما يقعوا في أخطاء تُعرّض أمنهم الشخصي للخطر.

واستنكر “عباس” الخلط بين الصحافة، وصفحات السوشيال ميديا، واليوتيوبرز أو البلوجرز، وبين المواطن العادي أيضًا؛ ففي لحظة واحدة لا يمكن التمييز بين أيًا منهم، ووضع مجموعة من المقترحات التي يمكن العمل بها للتمييز بينهم، أبرزها وضع شارة أو ارتداء “فيست” يُكتب عليه كلمة “صحفي” واسم المؤسسة الصحفية، كما يحدث في تغطية المباريات، وذلك يكون بتنسيق بين النقابات المهنية بعضها البعض.

وأكد ضرورة أن يعي الجميع أن يعي أن دور الصحافة في تغطية الأحداث الخاصة، مثل الجنازات، هو نوع من أنواع التأريخ والأرشفة والتوثيق، وليس معنى حدوث أخطاء أن يكون مبررًا للاعتداء على الصحفيين/ات أو إهانتهم، وأن الصحافة مهنة تحترم نفسها وتحترم المجتمع.

وتابع: “أرى أنه من الظُلم تحميل نقابة الصحفيين/ات المسؤولية كاملة، أو إلقاء اللوم عليها، في ظل تعدد الآلاف من المنصّات، والتي اعتبرها القانون منصات إعلامية، وهي ليس لها علاقة بالعمل الصحفي والإعلامي، بجانب المئات من الصحف والمواقع الإخبارية، التي لا تخضع لقانون النقابة أو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى