بعد أزمتهم مع ” العناني”.. صحفيو الآثار: متمسكون بمطالبنا (تقرير)
سادت حالة من الغضب بين الصحفيين، على خلفية الأزمة التي نشبت بين وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، والصحفيين المسؤولين عن تغطية ملف الآثار، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد صباح السبت 14 نوفمبر 2020، للإعلان عن كشف سقارة الأثري.
وتقدم عدد من الصحفيين المسؤولين عن تغطية ملف السياحة والآثار، بمذكرة إلى نقيب الصحفيين ضياء رشوان، ضد وزير الآثار، بعد حديثه معهم بطريقة “مهينة” على حد وصفهم.
تفاصيل الأزمة
وبدأت الأزمة بين وزير الآثار والصحفيين المتخصصين في تغطية أخبار الوزارة، حينما فوجئوا بعدم تخصيص مقاعد لهم داخل الخيمة التي عُقد فيها المؤتمر.
وحسبما أوضحوا في المذكرة التي تقدموا بها إلى نقيب الصحفيين ضياء رشوان، الأحد 15 نوفمبر 2020، أن عدم وجود مقاعد مخصصة للصحفيين في مؤتمر تعد واقعة فريدة من نوعها لم تحدث في تاريخ الصحافة من قبل.
وجاء في نص المذكرة: “حين استفسرنا من مسؤولي المكتب الإعلامي بالوزارة، كانت المفاجأة الكبرى أن أماكن الصحفيين، موقعها خلف كاميرات القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية، فخرجت مجموعة من الصحفيين للحديث والاستفسار من الوزير ومكتبه الإعلامي، قبل بدء المؤتمر، نظرًا لسابقة شكوى الصحفيين من الفعل ذاته في المؤتمر السابق مباشرة والذي كان يتضمن أيضًا تفاصيل الإعلان عن كشف أثري بسقارة”.
وأضافت المذكرة: “حضر الوزير إلى حيث يقف الصحفيين خارج خيمة المؤتمر الصحفي متجهمًا ومنفعلًا بشدة مرددًا كلمات وعبارات تحمل إهانة شديدة، ولا تليق بمسؤول سياسي وممثل للدولة المصرية في ملف السياحة والآثار، لا سيما في حضور وكالات أنباء محلية وعالمية وصحفيين دوليين وضيوف للمؤتمر من خارج وداخل مصر”.
وحسب “المذكرة”، قال الوزير بحدة وانفعال: “أنا صارف عليكم مليون إلا ربع علشان أجيبكم هنا، أنتوا جايين تشتغلوا ولا تقعدوا، هو ده أسلوبنا وهي دي طريقتنا، واللي مش عاجبه مشوفش وشه تاني”.
وأشارت المذكرة إلى أن الوزير وجه مستشارته الإعلامية بعدم دعوة الصحفيين مرة أخرى، مكررًا نفس العبارات السابقة عدة مرات، وعندما اعترض الصحفيون على ما قاله لما يحمله من إهانة مباشرة، في محاولة لإعادته لصوابه بقولهم “كلماتك تحمل عدم تقدير للصحفيين، وحينما تدعوا صحفيًا لمؤتمر صحفي، يعني ذلك بديهيًا توفير مقعد له ليباشر مهام عمله”. هنا رد الوزير بقوله: “اللي مش عاجبه مشوفش وشه تاني، أنا وزير بقالي ٥ سنين، وفاهم كل حاجة، مش هتعرفوني شغلي” وفقًا للمذكرة، مضيفين: “رغم ما قاله الوزير على مرأى ومسمع من الزميلة الصحفية نيفين العارف؛ مستشارة وزير السياحة والآثار وعدد من الحضور؛ إلا أن الزميلة لم تتحرك لتهدئة الموقف ولم تعتذر لزملائها وكأنها تبرأت من مهنة الصحافة”.
وبعد انتهاء المؤتمر وقف وزير السياحة والآثار مع أحد الزملاء وقال له: “إن ما حدث قبل المؤتمر من زملائك قلة أدب، وأنا منعت زميل لكم من قبل- وذكر اسم الزميل- من دخول الوزارة ٣ سنين بسبب قلة أدبه” وفقًا للمذكرة. واستكملوا: “فوجئنا في الساعة الثانية صباحًا بإزالتنا من الجروب الرسمي لوزارة الآثار الذي نتلقى عليه البيانات”، مستطردين: “تفاصيل التعامل المهين مع صحفيين ملف السياحة والآثار كثيرة ومتكررة، ولا يتسع المجال لسردها”.
وأشارت المذكرة إلى ما صرح به وزير الآثار من قبل، أن المرحلة المقبلة للإعلام الأجنبي ووكالات الأنباء العالمية وليست للصحافة المصرية، أو المحلية، وهو ما اعتبروه إهانة لأعضاء نقابة الصحفيين الذين يعملون في هذا الملف منذ سنوات كثيرة، وقبلها هو أمر مهين للصحافة المصرية ولنقابة الصحفيين بشكل عام ويوضح”. مضيفة أن :”تصريحات الوزير تبين أن التعامل المهين عن قصد ونية مبيتة وليس على سبيل الصدفة،أو أنه موقفًا عابرًا”.
وطالب الصحفيون، خلال المذكرة بالتحقيق مع نيفين العارف، مستشارة وزير الآثار، باعتبارها ليست بمعزل عما يتعرض له زملائها من إهانات، كما طالبوا نقيب الصحفيين باتخاذ اللازم تجاه الأمر، فيما يخص وزير الآثار، والسعي نحو رد كرامة واعتبار أعضاء نقابة الصحفيين التي أهدرت، وهو ما يعني إهدار كرامة الصحافة المصرية ورد الاعتبار.
ورأى الصحفيون أن رد اعتبارهم وكرامة الصحافة المصرية لن يحدث إلا من خلال اعتذار رسمي من الوزير وليس من ينوب عنه، مع استدعاء الزميلة نفين العارف عضو نقابة الصحفيين للتحقيق معها داخل النقابة، بالإضافة إلى إعادة الزملاء الذين تم حذفهم والذين يمثلون صحف (الأهرام- وكالة أنباء الشرق الأوسط- الجمهورية – الأخبار المسائي – روز اليوسف – الوفد – النهار- البوابة نيوز- البورصة-مصراوي – الفجر.. وغيرهم) إلى الجروب الرسمي لوزارة السياحة والآثار لمباشرة مهام عملهم.
وحرصًا على توثيق ما تعرضوا له في هذه الواقعة؛ تواصل المرصد المصري للصحافة والإعلام مع أحد الصحفيين، الذي رفض ذكر اسمه، وكان أحد المشاركين في تغطية مؤتمر سقارة الأخير، سرد تفاصيل ما حدث، قائلًا:” اتفاجئت إنهم دخلوني من فتحة خلفية للخيمة، ماكنش فيه كراسي، ودا اضطرني أقف طول مدة انعقاد المؤتمر حتى انتهائه الساعة 12 ظهرًا؛ أكتب الأخبار وأبعتها للجرنال عندي، مكنش فيه بديل للأسف، ولما طلبنا كراسي لأن فيه ناس مننا كبيرة في السن، وعددنا كان 15 أو 20 صحفي فقط، الوزير شخط فينا وقال لنا: “انتم جايين تقعدوا ولا تشتغلوا”، فلما حد من زمايلنا اعترض وقال ما ينفعش كده، كان رد الوزير: “اللي معترض ماشوفش وشه تاني، هي دي طريقتنا وهو ده أسلوبنا.. أنا صارف عليكم مليون إلا ربع عشان تحضروا الإيفنت دا وأنتم جايين تعملولي دوشة”.
وتابع: “بعد انتهاء المؤتمر، لم أستطع المكوث في المكان وسط هذا العبث، وبينما كنت أتجهز لمغادرته، فوجئت بعدد من الزملاء يقولون أن هناك جلسة للوزير ـ لم نُبلغ بها مسبقًا ـ ستنعقد بعد قليل، وهو الأمر الذي استنكرته أنا والزملاء الذين كان قد استقل عددًا منهم أتوبيس الوزارة، فقرر بعضهم الترجل منه لارتباطه بمواعيد أخرى، وعدم حضور الجلسة، ولأننا “واخدين على خاطرنا من إهانة الوزير”.
وعلى مدار 5 سنوات مدة تغطيته لملف الآثار، قال الصحفي في حديثه لـ” المرصد”: الوزير في بداياته كان يتعامل معنا باحترام، تبدل الحال بعد قيام نيفين العارف بمنعنا من مقابلته أو التواصل معه، بحجة أنه دائما مشغول، وأصبح هناك تعسف وتعتيم إعلامي عن كل ما يخص الوزارة عامة أو ملف الآثار بوجه خاص.
وعن تعامل المستشارة الإعلامية للوزارة نيفين العارف مع الصحفيين قبل الواقعة، أوضح: “من المفترض أنها زميلة صحفية في الأهرام لكنها تتعامل معنا بمنتهى التعالي والعجرفة، متابعًا: “لما كنت أبعت أستفسر عن شيء، ماكنش بيترد أصلًا عليا أنا وكل الزملاء”.
مجلس النقابة
وتعقيبًا على أزمة وزير الآثار مع الصحفيين، أصدر عدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، بيانًا صحفيًا، لإدانة ما بدر من وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، تجاه الصحفيين المكلفين بتغطية أخبار الوزارة خلال قيامهم بواجبهم في تغطية فعاليات المؤتمر الصحفي.
وأكد الموقعون على البيان: ” أن مجلس النقابة بالكامل يشعر بالغضب والصدمة، ويرفض الواقعة المؤسفة، ويتضامن بشكل كامل مع الزملاء الصحفيين، ويعلن للزملاء أعضاء الجمعية العمومية أن اجتماع المجلس الذي سينعقد هذا الأسبوع سيناقش المذكرة التي تقدم بها عدد كبير من الزملاء من مختلف المؤسسات الذين حضروا المؤتمر، وأكدوا فيها تعرضهم لإهانة بالغة من الوزير ومستشاريه”.
وأضاف البيان أن أعضاء مجلس النقابة سيتقدمون خلال الاجتماع بمقترحات عملية ملزمة ليصدر بها قرار رسمي من المجلس، بما يحافظ على كرامة الصحفيين ومهنتهم السامية وحمايتهم أثناء قيامهم بها.
الجمعية العمومية للنقابة
كما أصدر أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، الاثنين 16 نوفمبر 2020، بيانًا للمطالبة باعتذار وزير السياحة والآثار وإقالة المستشار الإعلامي بالوزارة، وقع عليه ما يزيد عن 200 صحفي حتى الآن.
وجاء البيان نصه ما يلي: “إن ما تعرض له الزملاء في ملف السياحة والآثار يوم السبت ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠، من محاولة التعريض بسمعتهم ونزاهتهم من قِبل خالد العناني وزير السياحة والآثار، أمر يستوجب الوقوف والتصدي له بحسم وقوة ليعرف قدر وقيمة الصحافة المصرية التي لا يحترمها ولا يقدّرها ولا يريد أن تحضر له في فعاليات وزارته.
حينما يدّعي وزير ومسؤول سياسي في محفل يفترض به أنه “دولي”، يدعي أنه أنفق على الصحفيين 750 ألف جنيه، بقوله: “أنا صارف عليكم مليون إلا ربع علشان أجيبكم”، إنه قول يستوجب التوقف أمامه للسؤال والمحاسبة، فيما أنفقت هذه الأموال؟! .
وللعلم، فإن الصحفيين لم يكن لهم مقاعد بالأساس يجلسون عليها، وكل ما كلفوه للوزارة هو الأتوبيس، وسيلة الانتقال من أمام مبنى وزارة الآثار بالزمالك إلى موقع الكشف الأثري بسقارة، وهو أمر يُعرّض بسمعة صحفيين السياحة والآثار، ويشكك في نزاهتهم وعفة أيديهم أمام من يستمع لهذه الكلمات غير المسؤولة، علمًا بأن الصحفيين عادوا من موقع الكشف سيرًا على الأقدام بسبب رفض الوزارة إعادتهم بالأتوبيس المخصص لهم حينما رفضوا لقاء الوزير بعد تعرضهم للإهانة.. هذه واحدة.
الأمر الثاني، حينما أبدوا اعتراضهم على أسلوب وزير السياحة والآثار المهين، بعد أن قال خارج خيمة المؤتمر الصحفي وهو في حالة من الانفعال والغضب الذي لا يليق بمسؤول يتعامل مع دبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم: “أنتوا جايين تشتغلوا ولا تقعدوا، هو ده أسلوبنا وهي دي طريقتنا، واللي مش عاجبه مشوفش وشه تاني”، متوجهًا بعدها بحديثه إلى مستشارته الإعلامية نيفين العارف؛ عضو نقابة الصحفيين والصحفية بمؤسسة الأهرام، ليؤكد عليها عدم دعوة الصحفيين المصريين مرة أخرى. وهذا أمر يؤكد على عدم احترام وزير السياحة والآثار لنقابة الصحفيين، واستهانته بصحافة وطنه الذي يتحدث باسمه في المحافل الدولية.
الأمر الثالث، أن الوزير نعت عدد من الزملاء الصحفيين بـ”عديمي الأدب”، وحينما اتخذنا موقفًا أخلاقيًا بعدم الرد على التجاوز وتفضيل الانسحاب ورفض الجلوس معه، ثار الرجل وغضب، وأمر مكتبه الإعلامي بإزالة الصحفيين الرافضين من الجروب الرسمي الذي يتم إرسال البيانات الصحفية من خلاله في الساعة الثانية صباحًا، وهو أمر مثير للضحك، ويؤكد أن الرجل بات ليلته يُخطط لطريقة يخيل له أنه من خلالها يعاقبهم.
وبعدما تقدمنا بالمذكرة السابقة لنقيب الصحفيين ومجلس النقابة، والتي رصدنا خلالها ما تعرض له الزملاء في ملف السياحة والآثار، خرج مكتبه الإعلامي ليقول كذبًا إنهم يقومون بإنشاء جروب جديد لإرسال البيانات الصحفية من خلاله، لذلك قاموا بحذف رافضي الجلوس مع الوزير في الثانية صباحًا، وهو حديث عبث، يدل على ضبابية الرؤية والتخبط الذي يعيشه المكتب الإعلامي برئاسة نيفين العارف، ومن قبلهم يكشف تضخم مسؤول الآثار الذي حاول الثأر ممن رفضوا إهانته للصحافة المصرية”.
رد الوزارة
في أول تعليق رسمي لها على الأزمة التى نشبت بين وزير السياحة والآثار، والصحفيين، أصدرت الوزارة في الساعات الأولي من صباح أمس الثلاثاء 17 نوفمبر 2020، بيانًا رسميًا بأول تعليق لها، على ماحدث أعربت خلاله عن احترامها وتقديرها الكاملين لمهنة الصحافة والصحفيين كافة.
وأوضحت الوزارة: “بمناسبة الكشف الأثري الكبير الذي تم الإعلان عنه يوم السبت الماضي بمنطقة آثار سقارة، وبحضور أكثر من 200 صحفي وإعلامي مصري ومراسل أجنبي، تؤكد وزارة السياحة والآثار احترامها وتقديرها الكاملين لمهنة الصحافة والصحفيين كافة”.
وأضافت: “وإذ تعبر الوزارة عن حرصها الشديد على التعاون مع الصحفيين المختصين بملف الآثار الذين لعبوا دورًا مهمًا خلال السنوات الماضية، في إبراز إنجازات الوزارة من افتتاحات واكتشافات أثرية عديدة بمختلف أنحاء الجمهورية، فإنها تؤكد أيضًا عزمها على الاستمرار في تقديم التعاون الوثيق معهم جميعًا، لتسهيل أداء عملهم وتوصيل الصورة الحقيقية لما يتم في مصر من جهود متواصلة في مجال الآثار، بما يليق بتاريخها العظيم، في إطار العمل المشترك والاحترام المتبادل”.
هذا وقد استنكر صحفيو الآثار؛ البيان الصادر عن المكتب الاعلامي للوزارة، مؤكدين أنه لا يعبر عن مطالبهم ولا يتضمن اعتذارًا من وزير الآثار على خلفية إهانته لهم، ولا يحقق المطالب التى تقدموا بها خلال مذكرتهم، معلنين تمسكهم بموقفهم السابق، وما جاء في المذكرة المقدمة للنقيب، والبيان المفتوح لتوقيع الجمعية العمومية للنقابة.
موقف النقيب
وفي سياق متصل أعرب نقيب الصحفيين، ضياء رشوان، عن ترحيبه بما جاء في بيان وزارة السياحة والآثار، من تأكيد على احترام وتقدير الوزارة الكاملين لمهنة الصحافة والصحفيين كافة، وكذا حرصها الشديد على التعاون مع الصحفيين المختصين بملف الآثار، وتثمينها لدورهم المهم خلال السنوات الماضية، في إبراز إنجازات الوزارة من افتتاحات واكتشافات أثرية عديدة بمختلف أنحاء الجمهورية.
وأضاف نقيب الصحفيين، في بيان أمس الثلاثاء 17 نوفمبر 2020، أنه باسم زملائه الذين يمثلهم، يقدر ويرحب بإعلان الوزارة عزمها على الاستمرار في التعاون الوثيق معهم جميعا لتسهيل أداء عملهم وتوصيل الصورة الحقيقية لما يتم في مصر من جهود متواصلة في مجال الآثار.
وفي هذا الإطار، أكد أنه من خلال التواصل مع الدكتور خالد العناني، تم الاتفاق على تنظيم لقاء مشترك خلال أسبوع لتوثيق تعاون الزملاء مندوبي الصحافة المصرية بالوزارة وتسهيل عملهم وحل أي مشكلات أو عوائق تقف في طريقه، وتجاوز ما لحق بهذا التعاون مؤخرًا من بعض الشوائب.
وأوضح “رشوان”، أنه سيسبق هذا الاجتماع دعوة الزملاء المعنيين للاجتماع بالنقابة معه، لبحث مطالبهم المتعلقة بتسهيل عملهم الصحفي بالوزارة، موجهًا التحية لكل الزملاء الصحفيين متابعي ملف السياحة والآثار على ما يقومون به من جهود مهنية راقية في هذا الملف.
من جهته أجرى المرصد المصري للصحافة والإعلام اتصالًا هاتفيًا بالمستشارة الإعلامية لوزارة الآثار نيفين العارف، والتي رفضت التعليق على الأزمة، قائلة:” أنا مستشار إعلامي لا أتحدث في الصحافة، ولم يسبق أن أدليت بتصريحات صحفية من قبل”. وبسؤالها عن إمكانية التواصل مع الوزير، أشارت إلى أنه “مشغول” باجتماع الحكومة الأسبوعي بمجلس الوزراء.
ليست المرة الأولى
أزمة وزير الآثار مع الصحفيين تكررت في مناسبات عدة. حسبما قال مندوب الأخبار المسائي لدى وزارة الآثار، محمد طاهر، خلال حديثه مع المرصد المصري للصحافة والإعلام، إنه في السابق كان هناك مقاعد مخصصة للصحفيين في المؤتمرات التى تعقدها الوزارة: “في حالة وجود ضيوف، كنا نترك مقاعدنا لهم”، معتبرًا أن ما حدث في الفترة الاخيرة هو نوع من التجاهل للصحفيين، وتهميش دورهم ، خاصة أن الوزير قد أعلن أكثر من مرة أن الصحفيين الأجانب أهم من الصحفيين المصريين، والسبب على حسب قول طاهر: “لأن الأجانب يبرزون الاكتشافات الأثرية في الصحف العالمية، بشكل مجاني ممكن لو الوزارة عملته يكلفها إعلانات”.
وأضاف أن ما بدر من الوزير ضد الصحفيين هو اضطهاد لكل صحفي يقوم بعمله بنشر الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، وهو ما يستنكره الوزير: “عايز من الصحفيين ينشروا فقط البيانات التى ترسلها الوزارة”، إذ أن نشر السلبيات أمر يعتبره هجوم على شخصه، وليس بهدف كشف الفساد ومحاسبة المتسببين فيه، مشيرًا إلى وجود نوع من التستر المقصود على هذه الجرائم.
وعن تفاصيل واقعة منعه من دخول الوزارة، كما أشار إليها الوزير في حديثه مع الصحفيين خلال مؤتمر سقارة الأخير، ذكر “طاهر” أنه مُنع من حضور المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه الوزير في مطلع أغسطس 2019، في المتحف الكبير، للكشف عن التلفيات التي لحقت بتابوت توت عنخ آمون: “فوجئت بالمستشارة الإعلامية للوزارة تمنعني من دخول القاعة، على عكس زملائي الآخرين بما فيهم المصور الذي جاء معي، حتى أن الأمن طالبني بمغادرة المكان لأن اسمي لم يكن موجودًا في كشوف المدعوين، واضطررت وقتها إلى الخروج بهدوء منعًا للشوشرة على المؤتمر أمام وسائل الإعلام الأجنبية”.
كما أوضح أن تلك الواقعة سبقها قيامه بنشر مجموعة تقارير، من بينها تقرير عن تابوت الملك توت عنخ آمون، وهو بالمناسبة قطعة ثمينة ونادرة، شهد جريمة متكاملة الأركان لم يتم محاسبة المسؤول عنها حتى الآن، لحق به تلفيات ـ من المستبعد حدوثها فيه، وهو ما اضطرهم لاحقًا إلى الاعتراف بذلك لتبرأة أنفسهم، خاصة بعد نشره عن الأمر، فضلا عن ذلك كان هناك اهتمامًا من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالأمر، والذي حرص ـ شخصيًا ـ على حضور المؤتمر الصحفي، الذي مُنع “طاهر” من المشاركة فيه، رغم أنه كان سببًا في انعقاده من الأساس. لافتًا أنه اكتشف حذفه من جروب الواتس آب الخاص بالوزارة، وامتناع المكتب الإعلامي عن إرسال أي أخبار أو بيانات له عن طريق الإيميل، وتعمدهم عدم دعوته لأي لقاء أو تغطية خاصة بالوزارة، رغم أنه يعمل في ملف الآثار منذ 15 عامًا، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها لذلك.
واستطرد “طاهر”: “أتذكر أن الوزارة في أحد المرات أصدرت 4 بيانات على فترات متقاربة تتضمن أرقامًا متضاربة عن القطع الأثرية التي تشارك بها مصر في معرض توت عنخ آمون المقام بالولايات المتحدة، ولاهتمامي به كاكتشاف أثري ثمين لم تتعرض مقبرته بكامل محتوياتها للسرقة كما هو معلوم، أجريت اتصالًا بالأمين العام لتوضيح الأمر، لكنه رفض إعطائي أي معلومات، وما زاد الأمر سوءً اختفاء الأثري المرافق للمعرض في ظروف غامضة، وذلك له مدلولات كثيرة، اضطررت وقتها للكتابة عن ذلك في تقرير نشرته، بعنوان “آثار توت عنخ آمون العدد في الليمون”، بعد أن قمت بالتواصل مع نيفين العارف، وهذه من المرات القليلة التى تلقيت فيها ردًا منها، حيث أكدت على أن الارقام المُعلنة حقيقية ولا يوجد بها أي تضارب، لكن من واقع إلمامي بملف الآثار؛ عمليًا عندما تزيد الأرقام فإن ذلك يعطي مؤشرًا أن هناك قطعًا تعرضت للكسر “يعني القطعة أصبحت اثنين”، وهو ما يؤكد شكوكي!”. مؤكدًا أن هذا التقرير كان مدعومًا بالأرقام من واقع بيانات الوزارة، وهو ما جعلهم يكفون عن إرسال أي بيانات لي بعدها.
مشيرًا إلى أنه حرص على تقديم مذكرتين في نفس يوم الواقعة؛ واحدة للنقابة وأخرى للهيئة الوطنية للإعلام، لكنه لم يتلق سوى وعد من النقيب ضياء رشوان بحل المشكلة بطريقة ودية، ونصحه بعدم تحرير محضر كما كان يرغب، وهو ما التزم “طاهر” به، وحتى الآن لم يحدث جديد في الأمر، لكنه فوجئ كغيره بذكر الوزير اسمه للصحفيين خلال مؤتمر سقارة الأخير، مؤكدًا بقوله: “جميع الادعاءات التي يسوقها الوزير ليس الهدف منها سوى حشد الزملاء الصحفيين ضدي، وهو أمر أتعجب منه”، موضحًا في الوقت نفسه أنه تولى تغطية ملف الآثار منذ عام 2005، ولم يحدث طوال سنوات تغطيته لأخبار الوزارة أن تم منعه من دخولها، أو منع أخبارها وبياناتها عنه، وهو الأمر الذي آلمه وأثر فيه.
ويتذكر ” طاهر” في حديثه مع “المرصد” أنه خلال فترة تولي ممدوح الدماطي؛ الوزارة، عانى من صعوبة التواصل معه، مرجعًا السبب إلى المستشارة الإعلامية للوزارة نيفين العارف، التي حالت بينه وبين لقاء الوزير مرات عديدة، حتى سنحت له الفرصة بإجراء حوار صحفي معه، استطاع وقتها أن يكشف له فساد عدد من المسؤولين في الوزارة، وهو الأمر الذي تجاوب معه “الدماطي” وأصدر قراره الحاسم بتحويلهم إلى النيابة للتحقيق معهم فيما هو منسوب إليهم.