التقارير الإعلامية

دعوة لنبذ الخلاف بين محافظ الدقهلية والصحفيين

فى مقال له بعنوان، “لماذا يكره محافظ الدقهلية الصحفيين؟”، أطلق الكاتب الصحفي نصر عبده، مدير تحرير “البوابة نيوز” مبادرة للصلح دعا فيها محافظ الدقهلية أيمن مختار، إلى نبذ الخلافات بينه وبين الصحفيين، وعدم الدخول فى خصومة قانونية مع صحفيي المحافظي.

وتحدث نصر فى مقاله عن الخلاف الواقع بين محافظ الدقهلية و 16 صحفيًا بالمحافظة فى مقدمتهم غادة عبدالحافظ، ومنى باشا، وتامر المهدي ورامي القناوي، والذى وصل إلى أروقة المحاكم المصرية، مشيرا إلى أنه لا يجد مبررًا، واضحًا يقنعنه أو يقنع أي إنسان، بما يفعله الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية مع الصحفيين، ويبرر ويفند ويكشف للجميع أسباب ما يقوم به تجاههم، حتى يصل الأمر إلى تقديم البلاغات والتقاضي في ساحات المحاكم.

ويرجع سبب الخلاف بين محافظ الدقهلية والصحفيين إلى منتصف مايو 2020، عندما نشرت الصحفية غادة عبد الحافظ مدير مكتب «المصرى اليوم» بالدقهلية، خبرًا عن إصرار المحافظ على نقل زوجته المصابة بكورونا، بسيارة تابعة للمحافظة لعزلها معه باستراحة المحافظ، رغم اعتراض مديرية الصحة لمخالفة ذلك لبروتوكول التعامل مع المصابين بفيروس كورونا، الصادر من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، والذي يؤكد على الحرص في التعامل مع المصابين ونقلهم بسيارات إسعاف معقمة ذاتيًا ومن خلال فريق عزل يرتدي الملابس الوقائية، للحد من تعرض الآخرين للخطر.

وعلى إثر هذا الخبر تعامل المحافظ مع الصحفية بطريقة غير لائقة، لم تعتاد عليها خلال فترة تغطيتها لأخبار محافظة الدقهلية منذ 20 عامًا، فوجئت غادة بحذفها وزملاء آخرين (منى باشا، وتامر المهدي ورامي القناوي)من جروب “الواتس آب” الخاص بالمحافظة، فقامت برفع دعوى ضده في نوفمبر 2020، اعتراضًا على منعها من ممارسة عملها.

وقضت محكمة القضاء الإداري بالمنصورة، بتاريخ 22 أبريل 2021، بإلزام محافظ الدقهلية بإضافة ثلاثة صحفيين لجروب “واتس آب” المسمى الصحافة والإعلام والمنشئ من إدارة الإعلام بمحافظة الدقهلية، وما يترتب على ذلك من آثار أخصها بالذكر تمكينهم من تغطية الأخبار والحصول على البيانات والمعلومات ودخول ديوان محافظة الدقهلية وحضور مؤتمراتها واللقاءات التنفيذية والاجتماعات العامة بها أسوة ببقية الصحفيين، فى المقابل طعن محافظ الدقهلية، أمام الإدارية العليا على حكم دخولهم ديوان عام المحافظة.

وكما قدم المحافظ دعوى سب وقذف ضد غادة عبد الحافظ، إلا أن المحكمة الاقتصادية بالمنصورة، قضت بتاريخ بتاريخ 28 فبراير، ببراءة الزميلة  وإلزام المحافظ بدفع أتعاب المحاماة.

وبسبب تضامنه مع زميلة ثبت براءتها في قضية رفعتها ضدها، أقام أشرف فؤاد مدير مكتب محافظ الدقهلية دعوى سب وقذف ضد الصحفي، رامي القناوي، وقضت محكمة جنح ثان المنصورة، فى 30 مارس 2021 بتغريم القناوي 10 آلاف جنيه، وما دفع الصحفي إلى تقديم استئناف على الحكم، وفى جلستها التى عقدت يوم السبت الموافق 26 يونيو 2021، قضت محكمة جنح مستأنف ثان المنصورة، حكم تغريم الصحفي القناوي 10 آلاف جنيه.

وفى أواخر شهر يونيو الماضي، كشف الصحفي رامي القناوي، للمرصد المصري للصحافة والإعلام، عن قيام محافظ الدقهلية أيمن مختار بتحرير محضر جديد ضده يحمل رقم 11 أحوال، يتهمه فيه بتكدير السلم العام وإثارة الفتن بين المواطنين.

وقال رامي إن محافظ الدقهلية أرسل مدير الشئون القانونية للمحافظة ليحرر البلاغ ضده هو زميلته غادة عبد الحافظ، لقيامه بنشر تدوينه على موقع التواصل الاجتماعي عن قرار المحافظ المتعلق بإزالة حديقة بحي شرق المنصورة لإنشاء محطة بنزين مكانها، وذكر أن سبب البلاغ ضد زميلته غادة عبد الحافظ هو قيامها بتعليق مسيء للمحافظ.

من جانبه دعا الكاتب الصحفي نصر عبده، فى تصريح خاص للمرصد المصري للصحافة والإعلام، أن لاحظ فى الفترة الأخيرة، اتساع فجوة الخلاف بين المحافظ والصحفيين بالدقهلية، حيث قام المحافظ برفع دعاوي قضائية جديدهم ضد بعض الزملاء وألغى جروب الواتس آب وأنشئ قائمة بريدية على “جي ميل” تضمنت أسماء صحفيين جرى اختيارهم وفقًا لمعايير معينه، واستبعد منها قطاع كبير من الصحفيين كانوا على الجروب المحافظ، وقد قابل هذا الإجراء بعض المناوشات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ودعا نصر عبده، محافظ الدقهلية، إلى الجلوس مع الصحفيين والإعلاميين وفتح صفحة جديدة ملؤها التعاون والتكاتف من أجل الصالح العام، موضحا أن العمل العام يحتاج إلى الجميع، والمصلحة العامة تحتاج إلى احتواء الكل، والمواجهة والمكاشفة والمصارحة أقصر طريق لكسب الجميع.

وكان نصر عبد قد أوضح، فى مقاله أن وسائل الإعلام -والصحافة جزء منها- تعمل جنبًا إلى جنب مع المسئول التنفيذي من أجل المصلحة العامة، وإخبار وإعلان الجميع بما يحدث وبما يفعله هذا المسئول، حتى يتشكل الرأي العام، وليس شرطًا هنا أن يكون ما يحدث إيجابيا حتى يُنشر أو يُتحدث عنه، فالصحفي أو الإعلامي ليس موظفا لدى التنفيذي حتى ينصاع له أو ينشر إيجابياته فقط، بل على العكس قد يكون نشر السلبيات طريقًا ودربًا للتوجه نحو الإيجابيات، فعندما يسلط الإعلام الضوء على سلبية ما لا يراها المسئول، أو لا يعلم تفاصيلها، ويتحرك لتتحول السلبية إلى إيجابية، فهنا قد ساعدناك أيها المسئول ولم نقف ضدك أو نترصد بك.

وذكر أن النقد هنا موجه لشخصية عامة، عليها أن تتقبله طالما أنه لم ينحرف إلى الحياة الشخصية، والتزم بآداب النقد، وهدف إلى الصلاح والإصلاح؛ فالإعلام يمثل الرقابة الشعبية على التنفيذيين، وينقل إليهم صوت ونبض الناس، الذي قد لا يصل إليهم بفعل فاعل، وعلى الشخصية العامة طالما وافقت على الوظيفة العامة أن تتقبل النقد؛ لأنها بموافقتها على تلك الوظيفة فقد قَبلت ولو ضمنيا أن تكون محلا للتقييم من الجميع، وأن يعلق الصحفيون والإعلاميون على أدائها مهما اختلفت الآراء، ومهما تفاوتت وجهات النظر.

وتواصل المرصد المصري، مع اثنين من صحفيي الدقهلية (رامي القناوي وغادة عبد الحافظ)، وقالا إن من يمثلهم حاليا فى هذه المشكلة هو ضياء رشوان باعتباره نقيبًا للصحفيين، وأن أي دعوة للتصالح يتم عرضها على مجلس نقابة الصحفيين، وذلك ﻷن للمجلس قواعد محددة فى الصلح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى