رجائي الميرغني.. أحد رموز الصحافة المصرية (بروفايل)
رحل اليوم الأربعاء 3 يونيه 2020، عن عالمنا الكاتب الصحفي الكبير رجائي الميرغني عن عمر ناهز الـ72 عامًا، إثر أزمة قلبية قلبية مفاجئة، ونعى عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين الكاتب الصحفي الذي ولد في 25 من شهر سبتمبر من العام 1948 في محافظة المنيا بصعيد مصر.
امتلك الصحفي تاريخ نضالي طويل ناصع، ليس على مستوى النضال من أجل حرية الصحافة واستقلالية النقابة والدفاع عن المهنة فقط، بل يمتد إلى الدفاع عن أرض الوطن من خلال مشاركته في حرب أكتوبر عام 1973 والقتال ضمن قوات اللواء 16 مشاة في معركة “المزرعة الصينية” بالدفرسوار، والتي تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وأصيب على أثرها الصحفي الفقيد بشظية مدفعية خلال هذه المعركة.
هذا التاريخ النضالي بدأ من الجامعة، إذ امتلك الصحفي الراحل تاريخ نضالي طلابي مشرف وخصوصًا مع الحركة الوطنية للطلاب في جامعة القاهرة التي درس فيها الصحافة، وتخرج منها عام 1970 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، ومن ثم عمل “الميرغني” محررًا صحفيًا بقسم الأخبار التابع لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وتنقل بين مختلف الأقسام، وتخصص في الشأن العربي والفلسطيني، وعمل مديرًا لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في صنعاء في الفترة من 1988 حتى عام 1992، وأخيرًا تقلد منصب نائب رئيس تحرير الوكالة، والمسؤول عن شبكة المراسلين منذ عام 2007. كما شارك في الكتابة داخل صفحات جريدة البديل اليومية، وذلك من خلال عموده الأسبوعي “قاب قوسين” خلال الفترة الزمنية من عام 2008-2009.
وعُرف عن الفقيد نضاله النقابي الكبير الذي تكونت بداياته منذ عام 1980، وكان حاضرًا في مختلف معارك النقابة مدافعًا عن استقلاليتها وحرية الصحافة، حتى انتُخب “الميرغني” عضوًا في مجلس نقابة الصحفيين دورتين متتاليتين؛ الأولى؛ في دورة 1995 – 1999، والثانية في دورة 1999 – 2003 ، وأختير وكيًلا أول للنقابة ورئيسًا للجنة القيد. وقد قام الراحل بإجراء بعض التعديلات على شروط القيد، وجعلها أكثر موضوعية، وشارك في لجنة الإشراف على إنشاء وإستلام مبنى النقابة الجديدة، وتحديث النظام الإداري والخدمات المقدمة للأعضاء، وشارك في صياغة ميثاق الشرف الصحفي، الذي اعتمدته نقابة الصحفيين في شهر يونيو من العام 1996، ووكلت له مسؤولية الاهتمام بتراث النقابة والحفاظ على الكتب القديمة.
ولا ينسى دوره الهام، في التصدي لمحاولة تمرير القانون رقم 93 لسنة 1995 المعروف بقانون “اغتيال الصحافة” الذي يمتاز بالعقوبات والجزاءات الغليظة، والذي يسمح بحبس الصحفيين في قضايا النشر، وهو الذي رفضته النقابة آنذاك بقوة حتى قامت السلطة التنفيذية بسحبه وسن قانون جديد، وهو القانون رقم 96 لسنة 1996. وشارك الصحفي في لجنة صحفية قانونية ضمت كلًا من الأساتذة أحمد نبيل الهلالي، والمستشار سعيد الجمل، والدكتور نور فرحات، وحسين عبدالرازق، ومجدي مهنا، بهدف إعداد مشروع قانون بديل في مواجهة قانون “اغتيال الصحافة”.
وفي نفس السياق؛ وتقديرًا لعمله الدءوب؛ أختير “الميرغني” أمينًا عامًا مساعدًا للجنة الدائمة للحريات باتحاد الصحفيين العرب عام 2001. كما تم اختياره أمينًا عامًا للمؤتمر الرابع للصحفيين من قِبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر برئاسة النقيب جلال عارف، والذي انعقد فى الفترة من 23 فبراير إلى 25 فبراير من العام 2004. وشارك أيضًا في المؤتمر التأسيسي للمنظمة العربية لحرية الصحافة الذي عقد في لندن عام 2000، واختارته لجنة تفعيل ميثاق الشرف الصحفي مقررًا لأعمالها في يونيو 2007.
وتم تكريمه عام 2010 من قبل الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، ضمن 34 شخصية عامة أسهمت فى تعزيز جهود التحول الديمقراطى خلال العقد الأول من الألفية الثالثة، وأخيرًا تم اختياره منسقًا عامًا للائتلاف الوطني لحرية الإعلام في عام 2011.
ويمتلك الفقيد رصيد كبير من الكتابات والمقالات والدراسات من أهمها؛ كتاب “الصحفيون في مواجهة القانون 1993” الذي صدر عن دار الهلال، وكتاب “نقابة الصحفيين” الذي صدر عام 2005، ضمن سلسلة النقابات المهنية التي يشرف عليها مركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة الأهرام.