رحمة خليفة.. صحفية تجيد البحث عن القصة المبهرة بين الناس العادية

من المنوفية وبالتحديد في قرية ميت ربيعه، بزغت أحلام الصحفية الواعدة رحمة خليفة 26 عامًا، التي كانت بعيدة في بداياتها عن مجال الصحافة. أما الآن فهي تعمل صحفية شاملة تنتج قصصًا مصورة من الكتابة للإعداد الفني، كما تقدم برنامج على موقع اليوم السابع اسمه “تكية رحمة” تلتقي فيه الناس تعمل في إعداد أو صناعة الطعام سواء بطرق مبتكرة أو من لديهم قصص ملهمة في علاقتهم مع المطبخ، ذلك بعدما حصلت على جائزتين من نقابة الصحفيين.

خطوات دراسية ومهنية

تفوقت في دراستها بالمراحل الأولى، وكانت تسعى لاستكمال التعلم في كلية الصيدلة، غير أن مجموعها بالثانوية العامة أهلها للالتحاق بكلية الآداب، لتختار قسم الصحافة الذي أحبته فيما بعد، وأصبح الباب الرئيسي لمجال عملها في بلاط صاحبة الجلالة، ومن ثم الانطلاق نحو أحلام جديدة ونجاحات لم تكن في الحسبان.

عام 2015 انطلقت رحمة نحو دراسة الصحافة، بجامعة المنوفية. أما والدها كان لازال متعلقًا بحلم دراسة ابنته للصيدلة، وحزن لعدم تمكنها من ذلك، لكنه لم يبخل عليها بأي مساندة ودعم معنوي أو مادي من أجل عالمها الجديد، ما جعلها تسعى بكامل طاقتها للتفوق والتعلم المستمر.

تقول رحمة لـ”المرصد”: “بعد أشهر معدودة من التحاقي بالكلية، أدركت أن الجانب النظري وحده لا يكفي، وأحتاج للبحث عن فرصة لتطوير ذاتي لأسباب عدة لعل أولها التماس سعادة أبي ورضاه، وجعله فخورًا بي وباختياري الجديد، حتى وجدت إعلان عن أكاديمية اليوم السابع للتدريب العملي على الصحافة. 

دعمتها أسرتها كثيرًا في طريقها الجديد، تقول رحمة: “اشترى لي والدي كاميرا تعينني على عملي، أما والدتي رافقتني في المجيء للقاهرة بهدف إتمام فترة التدريب في اليوم السابع.

وشكلت هذه المحطة خطوة مهمة في مشوار رحمة المهني، من وقتها بدأت تتعلم الخروج للشارع لتصوير قصص مبهرة تبحث عنها بين الناس العادية، وتعلمت بخلاف الكتابة فنون التصوير، المونتاج في المركز الثقافي الروسي، والمعالجة الفنية للفيديو، أي العمل بطريقة “وان مان كرو” أو  عمل الصحفي/ة الواحد/ة كفريق كامل. 

تدربت رحمة داخل عدد من المواقع الإلكترونية والجرائد للتعرف على أكثر من مدرسة صحفية، ومنها موقع القاهرة 24، والبوابة نيوز، وصوت الأمة، إلى أن عادت مرة أخرى للعمل والاستقرار في اليوم السابع. 

بعامها الأخير من دراستها الجامعية 2019، نجحت رحمة في إعداد مشروع للتخرج بالتعاون مع زملاء/زميلات آخرين/ات، لفت أنظار دكاترة الكلية، وكان تأسيس أول موقع إلكتروني لصحافة الفيديو متخصص في قضايا المرأة. 

جوائز صحفية

في العام نفسه 2019، حصلت رحمة مناصفة مع زميلها أحمد جمال الدين على جائزة مركز أول في مسابقة نقابة الصحفيين على إحدى موضوعاتها.

وفي عام 2023 حصلت على جائزة الصحافة المصرية عن إجمالي موضوعاتها في عام 2021 مناصفة مع الصحفية هاجر السبيري. 

قصص فارقة وتحديات

تقول رحمة: “كل قصة صحفية صنعتها بحب وبإخلاص شديد، لكن هناك موضوعات تعلقت بها كثيرًا، ولاتزال عالقة في ذاكرتي، منها موضوع بعنوان “احتضان نيللي” عن أسرة احتضنت طفلة يتيمة، وقصة عن الحجة زبيدة من المنوفية، وهي كانت ابنة لأب صعيدي لم يكن لديه وعي بأهمية التعليم، حتى بدأت رحلة التعليم في عمر 85 عامًا. 

وقصة ثالثة تركت تأثيرًا كبيرًا لدى رحمة كانت بعنوان: “المنسيون أحياء وأموات”، كانت عمل مشترك مع الصحفي أحمد جمال الدين، العمل كان معايشة مع الناس في عنابر مستشفى الخانكة  للأمراض النفسية، ومن وصلوا لأعمار كبيرة وتركهم الجميع من أسرة وأصدقاء، وحتى بعد موتهم تكفل المستشفى كافة الإجراءات من غُسل ودفن دون وجود أي شخص من أقاربهم. 

وتتحدث أيضًا عن قصة بعنوان: “دموع في عيون مقاتلة” عن أمهات ذوي متلازمة داون، كنَ من قبل رافضات لحالة أطفالهن، ومن بينهن أم رفضت تربية ابنتها وتركتها لشقيقتها، ومع الوقت ندمت على هذه الفترة، وأحبت ابنتها ولا تزال تفخر بها مع كل خطوة أو نجاح تصل له ابنتها.

وتجد الصحفية الشابة المجال الصحفي في الوقت الحالي شديد التنافسية والصعوبة، ومن التحديات التي تواجهها صعوبات أثناء التصوير في الشارع، والتعرض لمضايقات البعض أو رفض تعاونهم، على الأخص عند السفر والتنقل من بلدة لبلدة في مصر. 

لكن هذه التحديات لا تشكل عقبة لرحمة التي ترى أن التعلم بشكل مستمر هو طوق النجاة بالنسبة إلى أي صحفي/ة يرغب/ ترغب في تطوير أدواته/ا ومن ثم استمراره/ا في المهنة.