رحمة ضياء.. صحفية فى مهمة لإنقاذ البيئة 🌍
بطلة الأسبوع الحالي، صحفية مصرية مستقلة متخصصة فى قضايا البيئة والتغيرات المناخية، تؤمن بمسؤوليتها تجاه القضايا البيئية ودورها في رصد المشاكل التي تؤثر على البيئة وتتناولها بشكل مهني.. تغامر من أجل اقتناص المعلومة، متسلحة بالمعرفة العلمية والبيئية، و بقدرتها الكبيرة على التفكير والتحليل وطرح الأسئلة التي تؤدي لفهم الموضوع الذى تتناوله بشكل أوسع، إلى جانب مواكبتها لتكنولوجيا العصر وأدواته التي تسهل عليها القيام بمهامها.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للصحفية رحمة ضياء.
البداية
وُلدت رحمة ضياء في محافظة القاهرة 1991، أحبت الكتابة والصحافة فى صغرها، وتأثرت بشخصية الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، حيث كانت تتأمل فى مسيرته وتشعر بانبهار، وترى أن دوره لم يقتصر على رصد الأحداث التى يتناولها فى موضوعاته الصحفية، وإنما كان جرءًا من كتابة التاريخ وعاملًا مؤثرا في الأحداث من خلال دوره كصحفي.
بعد اتمام المرحلة الثانوية التحقت رحمة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، و انتسبت إلى قسم الصحافة، وفي عام 2012 تخرجت بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف.
بدأت مشوارها المهني وهى في المرحلة الجامعية وتحديدًا فى السنة الثانية بكلية الإعلام، وكانت البداية في جريدة الدستور كمتدربة في قسم التحقيقات، وبسبب تميزها المهني حصلت على مكافأة مالية بعد فترة بسيطة من التدريب، وبدأت تعمل بمقابل مادي وهى طالبة.
محطات
انتقلت رحمة مع عدد من زملائها للعمل فى جريدة التحرير فور تأسيسها، وهناك عملت على ملف المرأة، وفى هذا الملف لم تقتصر تغطيتها الصحفية على أخبار الموضة والجمال والأزياء، وإنما تناولت قضايا تمكين المرأة واهتمت بعرض إنجازات النساء و مساهماتهن في السياسة والاقتصاد.
تخصصت رحمة ضياء فى ملف قضايا البيئة عام 2017، وكانت البداية بتحقيق صحفي عن مصانع الأسمنت التى تستخدم الفحم، وفي هذا التحقيق رصدت بطلتنا التأثيرات البيئية والصحية على السكان فى المناطق المجاورة لهذه المصانع.
وبجانب الدستور و التحرير، عملت رحمة في “أصوات مصرية- رويترز”، واليوم السابع، وراسلت صحفاً مواقع عربية وأجنبية، مثل “للعلم Scientific American”، وتركزت موضوعاتها حول قضايا المرأة والمجتمع والعلوم والبيئة.
وخلال مسيرتها حصلت بطلتنا على العديد من الورش التدريبية داخل مصر وخارجها، حيث حصلت على عدة زمالات حول تغير المناخ والاستدامة، وشاركت في الكثير من ورش العمل والمؤتمرات الدولية في الأردن وهولندا وألمانيا وفرنسا، وإلى جانب هذا حصلت عام 2018، على دبلوم في الترجمة الإعلامية من كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC).
مبادرة مدرسة المناخ
أسست رحمة ضياء مبادرة “مدرسة المناخ” عام 2021، وهى مبادرة غير هادفة للربح، تهدف لدعم مسيرة الصحفيين العرب المهتمين بمجال المناخ والاستدامة عبر مشاركة وإتاحة الفرص والتدريبات عبر الإنترنت، وتشجيع الخريجين الجدد لكليات الإعلام وشباب الصحفيين على الكتابة عن قضايا البيئة والمناخ، ونشر الوعي المجتمعي بهذه القضايا.
تقدم المبادرة فرص تدريبية مجانية لتعلم أدوات جديدة واكتساب مهارات صحفية تدعم مسيرة صحفيين المناخ والاستدامة، كما تعمل على مشاركة الفرص المحلية والإقليمية والدولية الموجهة للصحفيين العرب المهتمين بقضايا المناخ والبيئة، إلى جانب تشجيع الخريجين الجدد وشباب الصحفيين على تغطية قضايا المناخ والبيئة من خلال تقديم الإشراف التحريري لهم، وإتاحة فرص النشر والتشبيك مع منصات مهتمة بمواضيع البيئة، وتنظيم المسابقات التحفيزية.
وخلال سنة من انطلاق المبادرة نظمت أكثر من 10 ورش تدريبية عبر الإنترنت حول التنوع البيولوجي، وكيفية إنتاج الأفكار المتعلقة بتغير المناخ ومعايير الجودة الصحفية في التغطيات الإخبارية، وتغطية قضايا النساء المتعلقة بتغير المناخ، وتغطية مؤتمر الأطراف الـ 27 وغيرها، كما نظمت المبادرة مسابقة لطلبة كليات الإعلام لتشجيعهم على الكتابة عن مواضيع البيئة.
إلى جانب هذا قدمت رحمة كذلك عددا من الورش التدريبية التطوعية بالتعاون مع عدد من المؤسسات مثل “اتحاد إعلاميات مصر”، ومؤسسة “الصحافة الإنسانية في مجال الصحافة البيئية”.
جوائز وتكريمات
وحصدت رحمة ضياء، العديد من الجوائز الصحفية المحلية والدولية، منها جائزة أفضل تحقيق حول قضايا المرأة من مركز “أكت” عام 2017، والمركز الأول في جوائز النادي الإعلامي الدنماركي عام 2018، وجائزة الإعلام لقضايا تعليم الكبار من جمعية المرأة والمجتمع عام 2019، وجائزة مسابقة “العلم حكاية” التي ينظمها معهد جوته الألماني عام 2019، وجائزة هيكل للصحافة العربية عن مجمل أعمالها عن المرأة والبيئة عام 2019، وجائزة الصحفي الواعد الدولية من مؤسسة “تغطية المناخ الآن” عن موضوعاتها حول تغير المناخ عام 2021.
كما اختارتها مجلة “نساء من مصر” ضمن قائمة أكثر 50 سيدة ملهمة لعام 2019، وقائمة نساء مصر المميزات عام 2021، وتم تكريمها في إطار حملة 21 سيدة مؤثرة لعام 2021 التي نظمتها مجلة “احكي” بالتعاون مع السفارة الهولندية بمصر، وكرّمتها مبادرة “يلا نتطوع” مطلع عام 2022 لدورها المجتمعي التطوعي، وحصلت على درع وزارة الثقافة من هيئة قصور الثقافة في مارس 2022.
من الصحافة للأدب
وفي المجال الأدبي، نشرت رحمة ضياء كتاب “بنات بوك” عام 2015، ومجموعة قصصية بعنوان رقصة مع الرومي عام 2017، وصدرت روايتها الأولى “النقشبندي” عام 2022 مع دار الشروق بعد فوزها بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول 2021، وقالت عنها لجنة التحكيم، فى حيثيات الفوز، إنها «تحاول بناء سيرة متخيلة للمنشد الصوفى الشهير، وهى سيرة لم يتم تناولها من قبل، فضلا عن أنّ النص اتسم بإحكام لغوى واضح، وبمزج الواقع بالخيال بطريقة مقنعة على الصعيد الفنى”.