رضا عبد السلام… الحياة بالإرادة
قَدًر الله للإذاعي رضا عبد السلام، أن يعيش حياته دون ذراعين، فكافح وتحدي الصعوبات، وطل بصوته الهادئ المتميز على قلوب وأذان المستمعين أكثر من 30 عامًا، حتى أصبح أول مذيع من ذوى الاحتياجات الخاصة يتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم
وُلد رضا عبد السلام، فى محافظة المنوفية، وعانى منذ مولده من ضمور الذراعين، وعندما جاء سن دخوله المدرسة كان هناك قرارًا بعدم دخول ذوي الإعاقة المدارس، ولكن والده أصر على تعليمه، وذهب إلى مدير مديرية التربية والتعليم، وقال له: “ابني بدون تعليم كأنه ميت”، ونجح والده في إدخاله المدرسة، وكان يكتب بقدمه، ثم بدأ تعلم الكتابة بأسنانه حتى أصبح بعد فترة من أحسن الخطوط في المدرسة.
قراءاته الكثيرة في علم النفس ساعدته على فهم نفسه والتغلب على التحديات الشخصية وتحديات المجتمع ومعرفة نقاط الضعف والقوة، ولهذا قرر منذ طفولته أن يعتمد على نفسه بشكل كامل دون مساعدة من أحد، وقد رأى أن فقدان الذراعين تعتبر منحة من الله ولابد أن يبحث عن قدراته.
تسببت إعاقته في البداية في حرمانه من الالتحاق بالإذاعة المصرية، ولكن إصراره على العمل بالإذاعة جعله يلتحق بها عام 1987 مذيعًا في إذاعة وسط الدلتا، واستمر عمله مذيعَ ربطٍ طوال هذه السنوات.
اشتهر بنقل الأمسيات الدينية وجولات إذاعة القرآن الكريم في قرى ومدن مصر، وغطى مناسك الحج عام 2006 وشارك في تقديم مسابقة القرآن الكريم العالمية بدبي، وصدرت له 4 كتب آخرها “نقش على الحجر”، و قدم العديد من البرامج الإذاعية الشهيرة منها: “قطوف من السيرة، وسيرة ومسيرة”، وفى برنامجه “مساجد لها تاريخ” تناول ما يقرب من 700 مسجدا على مستوى العالم من الناحية الدينية والمعمارية.