بروفايل

رنا الجميعي.. صحفية تتقن البحث عن الحكايات المنسية

 

✨ تؤمن أن لكل منا حكاية تستحق إعلانها جهرًا، وأن الاختلاف بين البشر كنز يحوي تفاصيل مدهشة يمكن نسجها في قصة صحفية تعيد من رحل عن الحياة مرة أخرى إلى عالم البشر؛ لا تنبهر بالقصص البراقة بل تبحث عن تفاصيل محجوبة لترويها بطريقتها الخاصة بعد رحلة من البحث، والاستماع للناس.

 

💥 ربما كانت قصتها المنشورة على موقع مصراوي “لا تبكي يا ميري”.. حكاية سيدة خطفت الأنظار في حفل “أم كلثوم”، عن ميري ميشيل، الدائمة الحضور لحفلات كوكب الشرق، بعد أن بحثت عن حفيدها الذي قص حكاية جدته بالتفصيل، فتتحول إلى ترند يغزو وسائل الإعلام، وتتناقلها عشرات الصفحات الفنية، ربما كانت هذه القصة نقطة في بحر حكايات صنعتها بحرفية.

 

💥 حديثنا عن بطلة هذا الأسبوع، الصحفية رنا الجميعي، التي تعمل حاليًا محررة في مؤسسة “باشكاتب” المعنية بتدريب الشباب والفتيات في أعمار من 12 إلى 18 عامًا على المهارات الصحفية، وتكليفهم بالبحث عن أفكار جديدة،كما تعمل أيضًا باحثة بصرية، في برنامج “الحضارة” الذي يقدمه محمد السعدني عبر منصة العربي تيوب.

 

📢 الدراسة والمسارات المهنية:

 

💥 تخرجت رنا الجميعي عام 2011 من كلية الإعلام قسم صحافة، أما بداياتها الصحفية كانت منذ الطفولة، بحب القراءة ونمو المخزون المعرفي لديها من مجلات سمير وبلبل، وعلاء الدين، مرورًا بالروايات الأدبية، ثم الكتب في مجالات متنوعة، ما سرب لقلبها حب مهنة البحث عن المتاعب.

 

💥 تتذكر رنا بالتحديد سلسلة كتابات كانت بعنوان: “مغامرات سين”، لمحمد سليمان عبد المالك، وكانت بطلة هذه السلسلة صحفية تحقيقات، تقول رنا: “كنت مسحورة بفكرة المهنة التي تحقق وتخوض مغامرات الكشف عن الحقيقة”.

 

💥 كان سؤال مُدرس العربي في صفها الثاني الثانوي “هل تقرأوا جرائد؟” دافعًا لها لتبحث عن جريدة بعينها تقرأها، فوقعت في حب جريدة الدستور بإصداراتها القديمة برئاسة تحرير الإعلامي إبراهيم عيسى.

 

💥 تحكي عن هذه المرحلة، “الدستور كانت تجربة شبابية ملهمة عرفت من خلالها أسماء نجوم الكتابة الصحفية، إبراهيم عيسى، وبلال فضل، ومحمد الدسوقي رشدي، وأحمد العايدي، وطارق إمام، وغيرهم الكثيرين الذين ألهموني بالكتابة الشيقة المحصنة بالمعلومات، ومنها بنيت شخصيتي وتعلمت الكثير منها”.

 

📢 الانطلاقة المهنية:

 

✨ في عامها الثاني الجامعي 2008 كانت رنا مستعدة تمامًا للعمل، كانت البداية من جريدة الشارع، واقترحت أن يكون موضوعها الأول عن مهرجان “بغداد الفني”، وهو مهرجان غنائي يقام في منطقة الكوربة بمصر الجديدة، أسبوعيًا، لكنها فوجئت بعد انتظارها بدأ المهرجان بإلغائه، فغيرت قصتها لمسار آخر، بالحديث عن إلغاء الغناء في الشارع، وتحجيم المساحات الحرة للشباب، وتحدثت مع الناس وأصحاب المحال المجاورة لصناعة قصة متقنة بشكل يختلف عما توقعته لمسارها.

 

✨ من جريدة الشارع خاضت تجربة ثقافية خلال عملها بجريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة، حين وافق الكاتب الراحل صلاح عيسى انضمامها لفريق العمل، ووجهها إلى قسم الأدب بقيادة محمد الشماع، تولت رنا مهمة تغطية الظواهر الثقافية والأدبية الحديثة مثل انتشار الكافيهات داخل المكتبات، وغيرها من التفاصيل الثقافية التي تهم جيلها، كانت تكتب عنها من زاوية مختلفة وعصرية.

 

✨ بعد ذلك انتقلت إلى عدة تجارب مهنية مهمة، منها رصيف 22، والمنصة، وعالم الكتاب، روزاليوسف، واليوم الجديد، سكاي نيوز، ومنها أيضًا مجلة الثقافة الجديدة، وكتبت فيها تحقيقات عن أغلفة الروايات الأدبية، وأجرت حوارًا تفتخر به كثيرًا مع الأديب بهاء طاهر، وأتقنت من خلال خبراتها المتراكمة فن صناعة الفيتشر والقصة المصورة، إلى أن انتقلت لمحطة تعتبرها فارقة وهي موقع مصراوي.

 

✨ عملت في مصراوي من 2013 حتى عام 2021، وحضرت بداية انطلاق قسم الفيتشر مع شروق أحمد، إشراق غنيم، محمد مهدي، محمد زكريا، ويسرا سلامة؛ جميعهم أسماء مهمة في الصحافة الحديثة، وذلك بقيادة رئيس القسم أحمد الليثي الذي تصفه بأنه شخص يجمع بين الجانب الإنساني والجدية المهنية، فكان ملهمًا لها في مسيرتها المهنية.

 

✨ أخذت رنا على عاتقها مسؤولية البحث عن زوايا مختلفة لكل قصة صحفية حتى للأحداث الإخبارية الكبيرة مثل الانتخابات الرئاسية، وتفجيرات كنيستي البطرسية، وطنطا.

 

✨ ومن التقارير المصورة التي أثارت جدلًا تقرير: “كيف عاشت الحالة 99 بـ”نصف وجه” بعد حادث البطرسية؟”، تناولت فيه حكاية سيدة ضحية ﻷحداث تفجيرات كنيسة البطرسية بعد 16 شهرًا على وقوع الانفجار.

 

💥 انطلقت طاقات رنا الإبداعية في أكثر من قسم ولون صحافي، فتعلمت في مصراوي كتابة البروفايلات بشكل إبداعي، وليس مجرد سرد للمعلومات، وصناعة الملفات الصحفية، مثل ملفها عن الروائي جمال الغيطاني، وعطيات الأبنودي، وتولت تغطية مهرجان القاهرة السينمائي من 2014 إلى 2022، بخلاف تغطيات صحفية وتحقيقات وثقت فيها هدم مدافن الإمام الشافعي.

 

📢 حكايات منسية:

 

لم تنس رنا حكايات الناس، ففيها كنز من التفاصيل تجعلهم أولوية لكل القصص الناجحة، تقول: “أحب العمل عن حكايات المنسيين أو المهمشين، فهم الهدف الأساسي من الصحافة التي تصنع من حكايات من لحم ودم”، من هذا المنطلق قدمت سلسلة عن منسيين ومنسيات في عالم الفنون بأنواعها، وركزت على فترة ستينات القرن الماضي من المبدعات مثل مغنية اسمها نازك، ومصمم عرائس أوبريت الليلة الكبيرة، وغيرهم الكثيرين.

 

💥 حكاية أخرى عن عبد البديع وزوجته مارثا الأمريكية، وتسليط الضوء على قصة حبهما التي تحدت الاختلافات الثقافية والدينية.

 

💥 تفخر رنا بكل قصة كتبتها وقدمتها بصدق كبير، ومن الموضوعات القريبة لقلبها تتبع رحلة آخر وحيد قرن في مصر، بعد نفوقها في حديقة الحيوانات قررت تغطية حكايتها بشكل معمق، وتابعت الواقعة عدة أشهر، حيث تم ترميمها وتحنيطها ووضعها في متحف، ومن القصة خرجت بمجموعة قصص جانبية عن الحديقة، وتعاملها مع الحيوانات، وكيفية ترميم مثل هذه الحيوانات النادرة.

 

📢 رحلة التطوير والتحديات:

 

💥 حصلت رنا على دبلوم تنمية ثقافية، لإيمانها بقيمة الثقافة بمعناها الشامل، ورغم تحديات الصحافة من ضعف المرتبات، وانطباع ذلك على حياتها وحياة مئات الصحفيات الشخصية خاصة المغتربات من التنقل بين الأماكن وعدم شعورها الدائم بالأمان، رغم ذلك تشعر رنا أنها محظوظة بعملها مع أسماء مهمة من الصحفيين والصحفيات الشباب.

 

💥 وتحاول رنا اكتساب المزيد من التجارب الجديدة بالتعليم، وتطمح أنثروبولوجي أطور مهاراتي الصحفية طوال الوقت، ومعها تسعى لكتابة رواية كمشروع شخصي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى