بروفايلسلايدر رئيسي

سامح اللبودي.. صحفي عابر للحدود وسيرة تصنعها التحقيقات والأفلام

سامح اللبودي.. صحفي عابر للحدود وسيرة تصنعها التحقيقات والأفلام
🌟 في زمنٍ باتت فيه الصحافة مرهونة بالسرعة والسطحية، يظهر صوت اختار أن يسلك الطريق الأصعب بالتنقيب عن الحقيقة مهما كلفه الأمر.
🌟 سامح اللبودي ليس مجرد صحفي استقصائي، بل هو حارس للوقائع. فمنذ صباه لم تكن الصحافة له حلمًا عابرًا، بل مصيرًا واضحًا رسم معالمه بنفسه، بدءًا من الإعدادية الأزهرية، وصولًا إلى جوائز عالمية توجت كل تحقيق وكل فيلم، وكل سطر كُتب بحبر المسؤولية.
🌟 يعمل كصحفي استقصائي ومخرج أفلام وثائقية، وعضو هيئة تدريس بكلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر بالقاهرة، وهي الكلية ذاتها التي تخرج فيها عام 2007 بتقدير “جيد جدًا مع مرتبة الشرف”.
📌 بداية المسيرة:
🌟 بدأ اللبودي مسيرته الصحفية مبكرًا، إذ التحق عام 2005 بمؤسسة “جود نيوز” التي كانت تصدر عنها صحف “العالم اليوم”، و”نهضة مصر”، ومجلة “كل الناس”. ومنها انطلق إلى العمل بعدد من الصحف المصرية، قبل أن ينتقل إلى مجال الإعداد التلفزيوني منذ عام 2010، حيث بدأ في قناة “أون تي في”، ثم “سي بي سي”، كما تعاون لاحقًا مع قنوات دولية من بينها “DW” الألمانية و”فرانس 24″.
🌟 نُشرت تحقيقاته الصحفية في العديد من المنصات العربية والدولية المرموقة، من بينها “رويترز”، و”الحياة اللندنية”، و”الشرق الأوسط”، وعلى المستوى المحلي كتب في “المصري اليوم” و”المنصة”.
📌 إنجازات في عالم الصحافة الاستقصائية:
🌟 منذ عام 2014، وجه اللبودي اهتمامه بشكل أكبر نحو الصحافة الاستقصائية وصناعة الأفلام الوثائقية، ومنذ ذلك الحين حصل على ثماني جوائز دولية، من بينها:
🌟 جائزة أريج للصحافة الاستقصائية في أعوام: 2015، 2017، 2021، و2024.
🌟 جائزة الاتحاد الأوروبي لقضايا الهجرة لثلاثة أعوام متتالية: 2017، 2018، 2019.
🌟 جائزة الإعلام العربي بدبي في عام 2025، عن أفضل تحقيق صحفي في العالم العربي.
🌟 كما يُعد أول صحفي مصري يصل إلى القائمة القصيرة لجائزة Global Shining Light العالمية مرتين، وهي جائزة تمنح لأفضل التحقيقات الاستقصائية في العالم. بلغ القائمة لأول مرة عام 2019 عن تحقيق تلفزيوني بعنوان: “تجار الحرب”، وفي المرة الثانية عام 2025 عن تحقيق مكتوب بعنوان: “صناعة اليونان الثقيلة”، والذي نافس فيه أكثر من 410 تحقيقًا من أنحاء العالم.
📌 محطات ونجاحات:
🌟 إلى جانب التحقيقات، أنجز سامح اللبودي عددًا من الأفلام الوثائقية، من أحدثها فيلم “عائدون من مصر”، والذي عُرض على قناة “سي بي سي”.
🌟 على الصعيد الأكاديمي، مرّ اللبودي بمحطات شكلت تحولات كبيرة في مسيرته. فهو لم يدخل مجال الصحافة مصادفة، بل بدأ التخطيط لها منذ المرحلة الإعدادية الأزهرية، ونجح في الوصول إليها رغم التحاقه بكلية لا تدرّس الصحافة، بل تدرّس الأدب. وقد كان هذا أول تحول محوري في مسيرته، حين أدرك أن الصحافة تتطلب أساسًا معرفيًا عريضًا في العلوم الإنسانية.
🌟 أثناء دراسته الجامعية، تخصص في اللغتين الإيطالية ثم اليونانية، كما التحق خلال سنوات الدراسة بعدة مؤسسات صحفية مثل “العالم اليوم” و”نهضة مصر” و”دار المعارف” للعمل كصحفي أخبار، وكان هذا هو التحول المهني الثاني في حياته. ثم تطور اهتمامه لاحقًا بالصحافة الاستقصائية، والتي كانت مفتاحه نحو الجوائز والتقدير المهني.
🌟 في عام 2012، عُيّن معيدًا بالجامعة، وسعى منذ ذلك الوقت إلى المزج بين ما تعلّمه من العمل الصحفي والخبرة الأكاديمية. تناولت رسالته للماجستير العلاقة بين أدب الرحلة قديمًا والصحافة، حيث سعى لإثبات أن الرحالة في عصور سابقة كانوا بمثابة “مراسلين صحفيين” بمعايير عصرهم، وكان منهجه هو تقديم تفسير إعلامي للنص الأدبي. حصل على درجة الماجستير من جامعة عين شمس عام 2016 بتقدير “امتياز”، مع التوصية بتبادل الرسالة بين الجامعات.
🌟 في مرحلة الدكتوراه، انتقل إلى أثينا باليونان، والتحق بكلية العلوم السياسية، حيث واصل الربط بين العلوم السياسية والدراسات الإعلامية. ركزت أطروحته على تحليل الخطاب الإعلامي للصحف التي تناولت حياة الجاليات الأجنبية في مصر خلال الأربعينيات والخمسينيات. وفي عام 2022، حصل على الدكتوراه بتقدير “امتياز”.
🌟 يواصل اللبودي حتى الآن العمل في التحقيقات الاستقصائية، إلى جانب انشغاله حاليًا بإنتاج فيلم وثائقي يتناول زاوية دقيقة في تاريخ مصر الحديث، ويأمل أن يرى هذا المشروع النور قريبًا.
📌 رؤية وطموحات المستقبل:
🌟 في رؤيته لمهنة الصحافة، يرى سامح اللبودي أن الصحفي الحقيقي يجب أن يكون قادرًا على الكتابة في كل القضايا وكل المجالات، فالتنوع هو الضمانة لتكوين صحفي مثقف وقادر على التعامل مع مختلف القضايا. وقد عمل خلال مسيرته في ملفات متعددة مثل الهجرة، والتاريخ الحديث، والفنون، والمحاكم، وغيرها.
🌟 يؤمن اللبودي بأن بداية المسار الصحفي لا بد أن تعتمد على تدريب جاد ومباشر على يد صانعي المهنة الحقيقيين، بعيدًا عن الشعارات الرنانة التي لا تخلق صحفيًا. ويؤكد على ضرورة التمييز بين “فن الصحافة” وبين الأدوات الحديثة التي تخدم هذا الفن. فرغم أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي والتدقيق وتحليل البيانات، إلا أن استخدامها يجب أن يأتي بعد التأسيس الجيد للصحفي في قواعد المهنة. فهذه الأدوات لا تخلق صحافة، بل هي أدوات مساندة لا تحل محل الجوهر.
🌟 يطمح سامح اللبودي أن يستمر في ممارسة مهنته ما يحيى، وأن يكون ما يقوم به من عمل خالصًا لوجه الله، وأن يكون موضع رضا الله سبحانه وتعالى. وإن كان في ما سبق من عمل يُعد إنجازًا، فذلك بفضل الله وحده، فهو الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى