بروفايل

سامر عبد الله.. مصور وصلت لقطاته إلى العالمية

 سامر عبد الله.. مصور وصلت لقطاته إلى العالمي

من الشارع وشغف التنقل بين الوجوه لالتقاط ما يحمل التفاصيل ويروي الحكايات، بدأ حب سامر عبدالله للتصوير، ومن ثم مصاحبة الكاميرا التي أصبحت مع الوقت بمثابة عينه ومعينته على الحياة، حتى تخطت صوره الجرائد المحلية إلى الدولية.

 التصوير من البداية:

 دفع حب سامر للتنقل بين الأماكن وتوثيق ما يلفت نظره من مواقف أو أشخاص إلى تعلم التصوير بشكل أكثر احترافية، يقول للمرصد المصري للصحافة والإعلام: “شعرت أن علاقتي بالكاميرا مثل الشباك المفتوح على ردود فعل الناس التي ترى نفسها بشكل مختلف من خلال صوري”.

ورغم دراسة سامر لمجال النظم والمعلومات البعيدة عن التصوير والصحافة، إلا أن تشجيع الأسرة بتتبع حلمه وهوايته في التصوير دفعه للمضي قدما نحو المهنة، ومع الوقت زاد فخرهم به مع كل صورة حملت اسمه وزينت الجرائد والمنصات الإخبارية.

يحكي سامر للمرصد عن تلك البدايات: “انطلقت لتجربة واكتشاف كافة أنواع التصوير الصحفي وغير الصحفي، قمت بتصوير أحداث فنية ورياضية، وفعاليات ونمط حياة مسائية، وأحداث سياسية، لمست في جميعها فرحة على الأخص لمن أوصلت صوتهم من خلال لقطة”.

محطات مهنية:

تنقل سامر بين العديد من المواقع والجرائد المصرية، وبدأت انطلاقته من جريدة الفجر، ومن بعدها البوابة نيوز، ثم موقع صدى البلد، وموقع مبتدأ، وجريدة الدستور التي استكمل فيها رحلته حتى وصل لترأس قسم التصوير فيها.

وفي الوقت نفسه كان يعمل مع مكاتب وكالات الأنباء العالمية مثل

AP – AFP – EPA – DPA- AA

إنجازات مهنية:

ينتمي سامر إلى جيل المصورين الذين وثقت صورهم فترة الثورة منذ أحداث 25 يناير 2011 وما تبعها من وقائع سياسية واجتماعية متتالية في مصر، وأعطاه تواجده في الشارع فرصة كبيرة لنقل الأحداث على مستوى الصحف الدولية، يقول: “كنت شاهد عيان على أحداث مهمة كثيرة حدثت في مصر منذ 2012 حتى 2021.

واستفدت من فترة الزخم تلك بانتشار صوري، ومشاركتها في مسابقات صحفية مختلفة حتى اختيرت إحدى صوري في أحداث “جنازة شهداء كنيسة الإسكندرية”، ضمن أفضل صور على مستوى العالم لعام 2017 على الموقع الرسمي لـCNN، والتي نشرت في وكالة AP.

التصوير الرياضي:

خاض سامر تجربة جميع أنواع التصوير المختلفة، لكن بسبب حبه لكرة القدم أولى اهتمامًا خاصًا لتطوير نفسه في مجال التصوير الرياضي، حتى جاءته فرصة ليكون المصور الرسمي لنادي بيراميدز عام 2019، بعدها أصبح المصور الرسمي في نادي الزمالك، ثم عاد مرة أخرى إلى بيراميدز.

تحديات مهنية:

بقدر ما كان نقل الأحداث مباشرة مفيدًا بالنسبة إلى المصور الشاب، بقدر ما كان يحمل من الخطورة والتحديات الكثيرة بخاصة في فترات الاشتباكات وأحداث العنف التي شهدتها مصر.

يقول: “كل يوم تواجدت فيه ميدانيًا فرق معي، وزادني، وكنت أتواجد دائما بقلب الأحداث المتوترة لنقل الصورة الحقيقة كاملة لشعوري الدائم أن التغطية الإعلامية لأي حدث هي أمانة أمام الناس والتاريخ”.

ويحكي بشيء من التفصيل: “وثقت أحداث شديدة القسوة، ومشاهد مؤلمة كنت دائمًا أحاول تجاوزها حتى لا تؤثر على صحتي النفسية وبالتالي على عملي والصور التي التقطها”.

لكن التحدي الأكبر الذي كان ولا يزال يواجهه سامر هو عدم تفهم الكثير من الناس مهنة التصوير الصحفي، وأحيانا وجود حالة عداء أو تربص لكل من يحمل كاميرا، يوضح: “البعض لا يصدق أو يتخيل أهمية الصورة لدرجة أنها تحرك الأحداث وتغير الكثير من الوقائع، فبسبب صورة يمكن إنقاذ أو مساعدة أشخاص وتغيير حياتهم، أو يمكن تغيير قوانين ومشروعات بالكامل بفضل لقطة واحدة”.

قيمة الصورة:

بشكل عام يرى سامر أن التصوير الصحفي من أهم المهن الخدمية ولها دور كبير ومؤثر في صناعة التاريخ وتشكيل وعي المجتمع وتوثيق كل الفترات الزمنية المختلفة.

ويعتبر سامر أن الصورة القيمة لا تأتي من صدفة أو فراغ، فهي نتاج رحلة الصحفي مع التعليم المستمر، وتطوير أدواته، ومحاولة تغذية ذاته بصريًا طوال الوقت، يقول: “قبل أي عمل أكلف به أهتم بالمذاكرة الجيدة عن طبيعة الفعالية أو الحدث الذي سأقوم بتصويره، وهي مرحلة تحضيرية لا بد منها”.

 ويطمح سامر أن يظل مجال التصوير صوت قوي يعبر عن الناس والشارع في كل أحوالهم، وأن تبقى الجرائد المطبوعة مستمرة في إصداراتها، وتعود لسابق عهدها من الانتشار والتأثير الجماهيري.

أما على المستوى الشخصي، يطمح بأن يستمر في مهنته لأطول فترة ممكنة لتكون صوره ذكرى لكل الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى