سامية الإتربي.. إعلامية بالجلابية
بطلة هذا الأسبوع كانت صورة جديدة وغير نمطية للمذيعة على التليفزيون المصرى، حيث تخلت عن الشكل التقليدي المعتاد لبنات جيلها (البلوزة والجيبة)، وكانت ترتدي الجلاليب الشعبية في حياتها العملية والعادية.. فى برنامجها “حكاوي القهاوي”، تركت الاستديوهات وسافرت قرى ونجوع مصر مقتربة أكثر من الطبقات البسيطة.. التف حولها مواليد الثمانينات والتسعينات فكانت “شهرزاد” التي تحكي للأطفال، لا لشهريار، أجمل حكايات السندباد البحري.. لونت برامجها بهدوء صوتها ونعومته فـ امتلكت قلوب المشاهدين الذين كانوا ينتظرون بشغف إطلالة سامية الإتربي على الشاشة الصغيرة.
ولدت الإعلامية سامية الإتربي، في 1 يناير عام 1942، وهى تنتمى لعائلة إعلامية كبيرة فأختها الكبيرة هى الإعلامية الراحلة “سهير الإتربى رئيس التليفزيون الأسبق، وأختها الصغيرة هى المذيعة عزة الإتربى نائب رئيس التليفزيون الأسبق.
ووفقا لحوار أجرته رشا الجمال ابنة الإعلامية الكبيرة سامية الإتربي، مع موقع مصراوي عام 2018، فإن دخول والدتها، مجال الإعلام جاء بالصدفة البحتة، حيث كانت تتمنى أن تلتحق بكلية الإعلام لكن والدها لم يوافق وطلب منها أن تلتحق بكلية الآداب، لكنها كانت صاحبة شخصية “عنيدة” فرفضت والتحقت بكلية الحقوق، وبعدما تخرجت في الجامعة عملت في المؤتمر الآسيوي الإفريقي، وبعدها مع الروائي الكبير يوسف السباعي في المجلس الأعلى للفنون والآداب، وفي تلك الفترة تم فتح باب التقديم للمذيعات بالتلفزيون المصري، وكانت شقيقتها سهير الإتربي قد استطاعت أن تعمل بالتلفزيون وأقنعتها بالتقديم، وبالفعل قدمت وتم قبولها هي ومجموعة من المذيعات الأخريات، ومنهن أحلام شلبي وسهير شلبي وفاطمة الكسباني.
قررت سامية الإتربي أن تعيش مع المواطن البسيط فى أفراحه وهمومه، فقدمت برنامج “حكاوي القهاوي”، أحد أشهر البرامج في التلفزيون المصري، ومن خلاله رأينا من خلاله مصر أخرى خارج حدود القاهرة، حيث سافرت الإتربي قرى ونجوع مصر متخلية عن أرستقراطيتها، مقتربة أكثر من الطبقات الشعبية البسيطة التي تحكي تاريخ عن مصر بشكل تلقائي.
بالإضافة إلى “حكاوي القهاوي”، قدمت سامية الإتربي عدد من البرامج الأخرى التي اهتمت بالثقافة بشكل عام، مثل: “دنيا الثقافة، المسرح العالمي، أدم وحواء، دائرة المعارف وشخصيات سينمائية”،
وقدمت برامج متميزة للأطفال، من بينها “كاني وماني” و “زبدة و عسل بالفرعونية”، وقد تربي الأطفال من مواليد الثمانينات والتسعينات على قصص السندباد البحري التي كانت تحكيها الإعلامية سامية الإتربي.
رغم أن لبس مذيعات التلفزيون المصرى كان يقتصر على “البلوزة والجيبة”، إلا أن الإتربي كانت ترتدي الجلاليب في حياتها العملية والعادية أيضا، بل كانت تحضر بها مناسبات اجتماعية مهمة، وكان الكثيرون ينتقدونها كونها من عائله ارستقراطيه و ترتدي تلك الملابس الشعبية البسيطة لدرجة أن ابنتها رشا، كانت تشعر بالحرج من لبس أمها العجيب، وكانت تقول لها، “انتِ هتخرجي معانا بالجلابية والقبقاب؟” وكانت ترد سامية عليها بثقه، “أنا سامية هانم الإتربي بالجلابية، وهي نفسها سامية هانم بالبيجامة، وهي نفسها سامية هانم بالسواريه، والمهم إن الإنسان يتمسك بالحاجة اللي بيحبها و بيعملها حتى لو كانت في اللبس اللي بيلبسه، ومش مهم كلام الناس”.
وظلت سامية الإتربي تمارس حياتها بنفس الأسلوب في تجميع الجلاليب والعبايات، وتسافر إلي قري ونجوع مصر، وأنشأت مع البسطاء علاقات وطيده فكان يأتيها حرفيون من ربوع مصر حاملين التمر والمشغولات الفضية خصيصا لها، وكانت تستضيفهم في بيتها بحي الزمالك.
تولت “الأتربي”، العديد من المناصب بفضل نجاحها وتميزها، منصب رئيس البرامج الثقافية في التليفزيون المصري، وعدد من المناصب الأخرى، ورحلت عن عالمنا في 12 يناير عام 2007، بعد معاناتها مع مرض السرطان لمدة 18 عامًا.
عشق “الإتربي” لمجال الإعلام لم يمنعها من أن يكون لها عمل آخر، حيث كانت تملك إحدى المحال بمنطقة الزمالك، وتقول رشا إن نصيحة أمها الدائمة لها كانت أن من يعمل في مجالي الفن أو الإعلام، لا يجب أن يكتفي بهما كمصدر دخل حتى لا يتم “لوي دراعه” ويصبح “أرزقي”.
المصادر :
بروفايل| “السندباد” يبحر في عوالم سامية الأتربي
سامية الأتربي.. إعلامية وثقت الفلكلور والتراث المصري في برامجها