سمر إبراهيم.. إعلامية تعشق أفريقيا

بطلة الأسبوع الحالي، مذيعة وصحفية متخصصة في الشأن الأفريقي.. تتميز عن أقرانها في مهنة البحث عن المتاعب بجديتها وشغفها في التعامل مع خططها وطموحها.. توجهت أنظارها نحو أفريقيا لكسر الصورة النمطية عنها والغوص في أسرارها ونفض الغبار عن خفايا القارة السمراء، وأنتجت لنا تحقيقات وقصص تشد القارئ المصري خاصة، والعربي خاصة.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتبة الصحفية سمر إبراهيم.

وُلدت سمر إبراهيم، يوم 23 أغسطس عام 1991، بحى شبرا التابع لمحافظة القاهرة. تربت على سماع الراديو وإذاعات “صوت العرب”، و”الشرق الأوسط”، ومشاهدة “القناة الأولى”، وتحديدًا نشرة التاسعة مساءً كل يوم، وعندما كانت فى المرحلة الثانوية بدأت تراسل بريد القراء لمجلتي “الأهرام العربي”، و”أخبار النجوم”، وكانت تجربة آثرت فيها وشجعتها على السير فى الطريق الذي كانت تبحث فيه عن شغفها.

بعد إتمامها مرحلة الثانوية العامة، التحقت بكلية التجارة جامعة حلوان عام 2009، وحصلت بعد أربع سنوات على بكالوريوس التجارة وإدارة الأعمال.. لم تثنها دراستها هذه عن مزاولة مهنة الصحافة، ففي سن الـ 18، بدأت تطرق أبواب الصحف، وبمساعدة مدرس اللغة الإنجليزية الذي كان يدرس لها في المرحلة الثانوية حصلت على فرصة للتدريب في جريدة “اليوم” الأسبوعية، بعدها اتجهت إلى كتابة عروض بمجلتي “السياسة الدولية”، و “الديموقراطية” الصادرتين عن الأهرام، وكانت تجربة مهمة لها.

تعددت تجارب سمر المهنية، وتنقلت من جريدة إلى أخرى، فـ خلال مشوارها عملت بطلتنا فى “الدستور”، و”البوابة نيوز”، و”المصري اليوم”، و”الشروق”، وعلى الصعيد المهني تأثرت بالعديد من الشخصيات والقامات الصحفية أبرزهم، عبد الوهاب مطاوع، ومجدي مهنى، وحمدي قنديل، ومحمد حسنين هيكل.

لم يكن دخول سمر إبراهيم، مجال الصحافة أمرًا سهلًا، ففى البداية كان والدها يعارض فكرة عملها بالمجال، خوفًا عليها من مخاطر المهنة، لكن سرعان ما تبدلت مخاوف الأب، وشعر أنه أنجب فتاة بـ 100 رجل عندما شاهدها في أحد البرامج التلفزيونية تتحدث عن المغامرة الصحفية التى خضتها لكشف “رشاوى انتخابات مجلس الشعب عام 2010″، قبيل قيام ثورة يناير بشهر واحد، وكيف أنها تصدت لسماسرة الحزب الوطنى وقتها دون خوف من النظام الحاكم.

اشتغلت سمر في بداية مشوارها على عدد من الملفات الداخلية، وتنقلت ما بين قسم التحقيقات، وقسمي السياسة والتغطية الميدانية خلال ثورة 25 يناير 2011 والأحداث التي لحقت بها، وحتى اعتصام الاتحادية، واقتحام مكتب الإرشاد، ثم تخصصت خلال عملها بقسم الحوادث في ملف محكمة الأسرة لمدة 3 سنوات متواصلة خلال عملها بموقع “دوت مصر”، وحتى انتقالها لجريدة “البوابة”، حيث كانت مشرفة على صفحة أسبوعية متخصصة في هذا الملف (على باب زنانيري)، وحققت انفرادات عدة بقضية نسب أطفال الفنانة زينة للفنان أحمد عز، وكتبت كثيراً عن قانون الأحوال الشخصية ومطالبات الأسر بتغييره، وكذلك قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، واستمر ذلك لسنوات حتى انتقلت للعمل بجريدة “المصري اليوم”، وبدأت في العمل على الملف الأفريقي.

تخصصت في الملف الأفريقي في بداية عملها بجريدة “المصري اليوم”، بعدما أجرت أول حوار صحفي مع السفير الإثيوبي الأسبق بالقاهرة، بتكليف من رئيس التحرير، آنذاك، الكاتب الصحفي محمد السيد صالح، الذى أوكل لها مهمة تغطية الملف الأفريقي والاهتمام بكل ما يخص قارتنا السمراء، وقد تبع هذا الحوار سلسلة ناجحة من الحوارات مع سفراء الدول الأفريقية في مصر.

ومع مرور الوقت انتبهت سمر، إلى عدم وجود تغطية ميدانية لأوضاع الدول الأفريقية المحيطة بمصر، والتي تُعد جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا وهويتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا أيضاً، فبدأت في التفتيش عن فرص للسفر للتعرف عن قرب على ما يحدث في القارة السمراء.

سافرت إلى دولة إريتريا في أكتوبر عام 2017 بعد 3 شهور فقط من بداية عملها في الجريدة، وأجرت حوارات مع مستشاري الرئيس، وأعددت ملفًا نُشر على 4 حلقات بجريدة “المصري اليوم”، كما سافرت إلى مدينة مصوع الساحلية، وأجرت أول زيارة ميدانية إلى جزر دهلك التي كان يقال عنها آنذاك بأن عليها قواعد عسكرية إسرائيلية وإيرانية، فوجدتها فرصة للتأكد من صحة تلك الأنباء، كما أجرت جولات ميدانية عديدة في العاصمة أسمرة، ومدينة مصوع.

واستمرت جولاتها في دول شرق أفريقيا، حيث سافرت إلى “إريتريا، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا”، ومؤخراً سافرت إلى تونس، بعد اختيارها من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي للمشاركة ضمن بعثة الاتحاد للمراقبة على الانتخابات التشريعية التونسية، بصفتها صحفية متخصصة في الشأن الأفريقي.
تولت سمر مهمة تغطية ملف الشأن الأفريقي في جريدة “المصري اليوم”، وجريدة الاتحاد الإماراتية (مكتب القاهرة)، وجريدة الشروق (جهة عملها الحالية)، كما قامت برئاسة تحرير وتقديم برنامج Africa الذي كان يُعرض على قناة Extra News ، حيث قدمت وجبة تليفزيونية مهمة عن القارة السمراء سياسياً واجتماعيًا واقتصاديا وثقافياً، واستغلت خبراتها المتراكمة في الشأن الإفريقي أفضل استغلال لتضيف للبرنامج قوة، تمكنه من جذب المشاهد في كافة بلاد القارة.

واجهت سمر إبراهيم العديد من الصعوبات خلال عملها على الملف الأفريقي، أبرزها صعوبة الحصول على المعلومة الدقيقة والصحيحة خاصة أن معظم مصادر المعلومة في ملفها خارج مصر، وفي قضايا متشابكة وصعبة للغاية، بالإضافة إلى ذلك واجهت العديد من الصعوبات والتحديات خلال سفرها إلى أفريقيا، كـ “عدم توافر برنامج عمل زمني محدد”، فمعظم زياراتها كانت تستغرق ما لا يقل عن أسبوع، وأطول زيارة كانت لمدة 32 يومًا، تحملت خلالها مشقة العمل الصعب، ومسؤولية متابعة الأحداث الصعبة والهامة، والعمل الميداني ومشقة السفر الداخلي براً وجواً إلى ولايات بعيدة كـ “إقليم دارفور” في غرب السودان، أو ولاية النيل الأزرق، والتي تبعد ما لا يقل عن 600 كيلومتر عن العاصمة السودانية الخرطوم.

كما تعرضت لتجربة قاسية للغاية عندما صدر قرار غلق مطارات العالم بشكل مفاجئ بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، وكانت في جوبا آنذاك في مارس 2020، ولكن لحُسن الحظ وصلت إلى مصر على متن آخر طائرة غادرت جوبا، إلى مطار أديس أبابا، ومنه إلى مطار القاهرة الدولي، في رحلة شاقة ومرهقة نفسياً وجسدياً امتدت لـ 9 ساعات قضتها في قلق وذعر، وقد كلَّلَ الله تعالى مجهودها وتعبها في سلسلة تحقيقات “معسكرات النازحين في دارفور”، بالفوز بجائزتين فى أقل من عام واحد، الأولى: جائزة الشباب بجوائز مصطفى وعلي أمين مارس 2022، والثانية: الجائزة الأولى – فرع التغطية الخارجية بجوائز التفوق الصحفي من نقابة الصحفيين المصرية يناير 2023.

ورغم كل ذلك لا يزال الشغف المهني يعصف بوجدان وأفكار سمر إبراهيم، ويملى رغبتها فى مواصلة العمل على هذا الملف، فرغم صعوبة الرحلات، وتطور وتيرة الأحداث، و زيادة تعقيد الملفات في الإقليم والمنطقة بأكملها، لا تزال الرغبة بداخل سمر في التغطية من قلب الحدث، ولا تزال أيضاً تبحث عن السفر لدول أخرى، وإنتاج وتنفيذ أفكار صحفية أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى