بروفايلسلايدر رئيسي

شادي الجيلاني.. مسيرة إعلامية حافلة من الصحافة إلى التحليل الرياضي

شادي الجيلاني.. مسيرة إعلامية حافلة من الصحافة إلى التحليل الرياضي

منذ سنوات الطفولة، كان شادي الجيلاني شغوفًا بالرياضة والصحافة، وهو الشغف الذي دفعه لرسم طريقه مبكرًا في عالم الإعلام الرياضي. لم يكن مجرد محب لكرة القدم، بل سعى جاهدًا ليكون أحد أبرز الأصوات الصحفية التي توثق أحداثها، وتنقل تفاصيلها بأمانة ومهنية.

البدايات: عشق الصحافة من المدرسة إلى الجامعة

وُلد شادي الجيلاني في مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، ونشأ وسط أسرة عاشقة لكرة القدم، وهو ما عزز لديه اهتمامه بالمجال الرياضي. منذ سنوات الدراسة، كان حريصًا على المشاركة في الأنشطة المدرسية، وخاصة الإذاعة المدرسية، حيث بدأ في صقل مهاراته الصحفية وصياغة الأخبار. هذا الشغف قاده إلى الالتحاق بكلية الآداب – قسم الإعلام، شعبة الصحافة، بجامعة الزقازيق.

قبل التخرج، بدأ أولى خطواته في العمل الصحفي، حيث التحق بجريدة الجمهورية خلال السنة الأولى من دراسته، ليخوض تجربة معايشة لمدة شهر داخل القسم الرياضي. بفضل اجتهاده وتميزه في تغطية أخبار النادي الأهلي، نال ثقة الأستاذ جمال هليل، الذي منحه فرصة الاستمرار داخل الجريدة، رغم صعوبة المنافسة آنذاك.

لم تكن رحلته سهلة، إذ استغرق الأمر أكثر من سبع سنوات من العمل المتواصل حتى تم تعيينه رسميًا. وخلال هذه الفترة، أثبت قدرته على تقديم الأخبار الحصرية والانفرادات الصحفية، ليصبح أحد الصحفيين البارزين في متابعة أخبار الكرة المصرية.

الانتقال إلى الإعلام التلفزيوني وتولي المناصب القيادية

لم يقتصر مشواره على الصحافة المكتوبة، بل امتد إلى الإعلام التلفزيوني، حيث تولى إدارة وتحرير العديد من البرامج الرياضية على قنوات مثل “القناة والناس”، و”زوم سبورت”، و”مودرن سبورت”، والفضائية المصرية.

التجربة الأبرز: المنسق الإعلامي للمنتخب المصري

بعد سنوات من العمل الصحفي والتلفزيوني، خاض الجيلاني تجربة مختلفة، حيث أصبح جزءًا من المنظومة الإعلامية للأندية والمنتخبات. بدأ كمُنسق إعلامي للمنتخب الأولمبي، ثم تولى منصب المسؤول الإعلامي لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي، قبل أن ينتقل إلى نادي بيراميدز في نفس الدور. لاحقًا، تولى مهمة التنسيق الإعلامي للمنتخب المصري الأول لكرة القدم، وهي التجربة التي يعتبرها الأهم في مسيرته المهنية.

يتحدث شادي الجيلاني عن تلك المرحلة قائلاً:

“لقد كانت تجربة مليئة بالتحديات، حيث تعرضنا لظلم واضح خلال بطولة أمم إفريقيا، وتم إقصاؤنا بطريقة غير عادلة، رغم الأداء الجيد للمنتخب تحت قيادة الكابتن حسام البدري.”

لم تقتصر خبرته على المنتخبات والأندية المصرية، بل كان له دور في العديد من البطولات القارية، حيث شغل منصب المنسق الإعلامي لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 بمصر، لمجموعة الدفاع الجوي. كما شارك في تغطية بطولات عالمية كبرى، أبرزها كأس العالم 2006 بألمانيا، وكأس العالم 2018 في روسيا، حيث كانت مصر مشاركة في البطولة.

التوجه نحو التحليل الرياضي

لم تتوقف طموحاته عند العمل الإعلامي، بل قرر تطوير نفسه في مجال تحليل الأداء، حيث حصل على دورات تدريبية متقدمة، بعضها في أوروبا. عمل كمحلل أداء للعديد من الفرق، من بينها نادي المقاولون العرب، ومنتخب الشباب، ومنتخب الناشئين، ونادي حرس الحدود، بالإضافة إلى نادي المروج الليبي.

كما كان له شرف العمل في الأجهزة الفنية لعدد من المدربين الكبار، مثل حسام البدري، حسام حسن، إبراهيم حسن، أحمد أيوب، محمود جابر، حسين عبد اللطيف، ومحمد مكي. كما خاض تجارب مع المدربين الأجانب، أبرزهم الخبير لافولبي.

التحديات والنجاحات

في مشواره المهني، واجه شادي الجيلاني العديد من التحديات، أبرزها إثبات ذاته في مجال يُعرف بصعوبته الشديدة، خاصة في بداياته، حيث كان عليه أن يكسب ثقة المصادر الصحفية المختلفة. لكنه تمسّك بالمصداقية كقاعدة أساسية، وهو ما ساعده في بناء علاقات مهنية قوية، وتحقيق نجاحات متتالية.

رؤية مستقبلية وطموحات جديدة

رغم الإنجازات العديدة، لا يزال الجيلاني يسعى إلى تطوير نفسه، خاصة في مجال تحليل الأداء الرياضي، ويطمح في أن يكون جزءًا من الجهاز الفني للمنتخب الوطني المصري يومًا ما.

حين يُسأل عن الجوائز والتكريمات، يجيب ببساطة:

“أنا لا أسعى إلى الجوائز، بل أؤمن بأن التقييم الحقيقي يأتي من الجمهور ومن تأثير العمل الذي أقدمه”.

شادي الجيلاني هو نموذج للصحفي الذي بدأ من الصفر، وصنع اسمه بفضل اجتهاده وتفانيه. بين الصحافة المكتوبة، والإعلام التلفزيوني، والعمل كمنسق إعلامي، وتحليل الأداء، استطاع أن يبني مسيرة مهنية غنية بالتجارب، جعلته من الأسماء البارزة في مجال الإعلام الرياضي المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى