شجّع الأهلي والزمالك ويرى أن “المهنية” هي الحل.. من هو الإعلامي الرياضي المُميّز محمد المحمودي؟
بلغ أقصى درجات النُضج والتوازن في عمله، حتى أصبح أهم الإعلاميين الرياضيين في فئة الشباب، على الرغم من أنه لم يتخرّج من كلية الإعلام، إلا أنه تميّز فيه، وحفر طريقه نحو العالمية والنجومية بنفسه.
هو الإعلامي الرياضي المتميّز محمد المحمودي، الذي ظلّ انتماؤه الأول والأخير هو الانتماء المهني فقط، لم ينحاز يومًا لأي ناديٍ أو طرفٍ على حساب ضميره المهني والإعلامي، وحقق انفرادات قوية، تحدّثت عنها الصحف المحلية والأجنبية.
كيف بدأت قصّته مع الصحافة؟
محمد المحمودي صاحب الـ37 عامًا، ابن مدينة المحلة الكُبرى بمحافظة الغربية، الذي تخرّج في كلية الهندسة قسم الاتصالات، وانتقل للعيش في محافظة القاهرة خلال دراسته، ثم عمله بالصحافة والإعلام.
كتب القدر لـ”المحمودي” قصة أخرى؛ ففي الوقت الذي كان يدرس فيه الهندسة، شاءت الصدفة أن تبدأ حكايته مع الصحافة والإعلام، خلال زيارة لأحد الصحفيين لجامعته، والذي كان يُعد لها تقريرًا، وفي هذا الوقت شعر أن داخله شغفٌ للعمل الصحفي والإعلامي، خاصة في الملف الرياضي، الذي طالما كان له حبٌ خاص داخله.
بدأت رحلة “المحمودي” مع الصحافة الرياضية في جريدة صغيرة، والتي انتقل منها إلى صحيفة أكبر، وهي “القمة”، لرئيس تحريرها آنذاك أحمد سعد، ثم بدأ مشواره مع البطولات الأوروبية مع إذاعة الشباب والرياضة، ومنها إلى “جول إف إم”، والتي كانت نقطة التحوّل بالنسبة له، وذلك مع الإذاعة الكبير مجدي كامل، والذي وصفه بأنه “صاحب فضلٍ كبيرٍ عليه”.
حكاية “المحمودي” مع الإعلام الرياضي
حقق محمد المحمودي قصص نجاحٍ مختلفة ومتميّزة في الإعلام الرياضي، من كُبرى البرامج الرياضية والقنوات، والتي بدأت مع الكاتب الصحفي والإعلامي محمد شبانة، محللًا للكرة العالمية، ومراسلًا لبرنامجه في قناة مودرن سبورت.
انتقل بعد ذلك إلى قناة القاهرة والناس، ثم ميلودي سبورتس، وبعد ذلك حقق نجاحًا آخر بالعمل في موقع “في الجول”، وانتقل منه إلى العمل في صحيفة ” لاغازيتا دييلو سبورت”؛ وهي أحد أكبر الصحف الرياضية الإيطالية، والتي عمل بالتوازي معها في برنامج الإعلامي أحمد شوبير على قناة صدى البلد، وكانت هذه نقطة تحوّله في مسار عمله ونجاحه، وكان وقتها مُقدّمًا لنشرة عن الكرة الأوروبية، ثم عمل في برنامج “كالتشيو” عام 2016، على قناة أون تايم سبورتس، وقدّم برنامجًا عن الدوري الإيطالي.
بدأ “المحمودي” تقديم برنامج “سوبر لييج” على قناة أون تايم سبورتس، وهو أكثر برامج القناة تميّزًا، والذي وسّع دائرة تغطيته من الكرة الإيطالية، ثم باقي الدوريات الأوروبية والعربية، والدوري المحلي.
لماذا الإعلام الرياضي على وجه التحديد؟
يقول “المحمودي” إنه أحب الإعلام الرياضي؛ لأنه الأقرب إلى قلبه وشخصيته، على الرغم من التحدّيات التي واجهها في بداية مشواره، والتي كان أبرزها عدم اقتناع والده بالعمل في هذا المجال، خاصة وأنه تخرّج من كلية الهندسة، إلا أنه نجح في إقناعه، وذلك من خلال النجاحات التي حققها في سن صغير.
شقّ “المحمودي” طريقه إلى النجاح بنفسه، ولم يكن الأمر سهلًا عليه أبدًا، خاصة وأنه ليس لاعب كرة سابق، ولم يكن له أقارب أو أصدقاء في هذا المجال، فسلك الطريق وحيدًا، والذي يحتاج إلى مجهود كبير، وعلاقات قوية، خاصة التلفزيون.
شخصيات أثّرت فيه
خلال مشواره العملي والمهني، تأثّر الإعلامي محمد المحمودي بعدد من الشخصيات، التي كان لها دورٌ في تشكيل مهارته الإعلامية والصحفية المتميّزة، أبرزهم الإعلامي مجدي كامل، ثم الكابتن أحمد شوبير، وأيضًا الإعلامي محمد شبانة.
كما وجّه الشكر خلال حديثه معنا إلى أحمد عز الدين، الذي وصفه بأنه أعطى له فرصة كبيرة في موقع “في الجول”، والذي كان بداية طريقه لدخول قناة “أون تي في”.
جوائز وتكريمات حصل عليها
يعتبر “المحمودي” أكبر جائزة يمكن أن يحصل عليها، هو التأثير الإيجابي في الجمهور، وعدم البحث عن “التريند”، ولكن البحث عن تقديم صحافة وإعلامي حقيقيين للناس.
حصل الإعلامي محمد المحمودي على العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزهم جائزة أفضل مذيع في استفتاء “أون سبورت إف إم”، وجائزة أفضل مذيع في استفتاء “زد” عن برنامج “هاف تايم”.
كما كرّمته الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، التابعة لمدينة الإنتاج الإعلامي، بالإضافة إلى عددٍ من التكريمات والجوائز الأخرى، عن برامجه المختلفة والمتميّزة.
السر وراء نجاح محمد المحمودي
يرى “المحمودي” أن السر الحقيقي وراء نجاح مشواره الصحفي والإعلامي، هو التفريق بين الانتماء المهني والرياضي؛ فالصحفي أو الإعلامي الذي يعمل في المجال الرياضي يجب أن يعمل على تنحية انتمائه جانبًا، وتصبح أولويّته هو المهنية فقط.
يقول في حديثه لنا: “كنت مشجعًا لناديي الأهلي والزمالك؛ فقد أحببت الكابتن حسام حسن بشكل كبير، وكنت مشجعًا كبيرًا له فترة طويلة، ما دفعني لتشجيع النادي الأهلي، ثم كنت مشجعًا في وقت مُعيّن لنادي الزمالك؛ وذلك بسبب حبي للكابتن حازم إمام، وكان مؤثرًا في حياتي بشكل كبير، ومن بعد ذلك عملت في مجال الإعلام، فأيقنت ضرورة ألا يكون ليّ أي انتماء رياضي سوى للمهنة فقط، العمل في الإعلام الرياضي يدفع المذيع أو الصحفي لأن يحب الإعلام من أجل الإعلام فقط”.
أما الجانب الآخر من حياة الصحفي أو الإعلامي، يجب أن يكون لها دورٌ في حياته، فيقول محمد المحمودي: “الموازنة بين الأسرة والعمل هو سر النجاح، يجب أن يشعر الإعلامي باستقرار أسري، وتكون أسرته هي الداعم الأول له في حياته وعمله”.
بداية قصته مع “أون سبورت”
بدأت رحلة “المحمودي” مع قناة “أون تايم” من خلال الدوري الإيطالي، عندما كان أسامة الشيخ رئيسًا للقناة، والذي كان متعاقدًا على مجموعة من الحقوق الخاصة بالكرة الإيطالية، وعمل فيها مذيعًا لبرنامج الكرة الإيطالية، واعتمد خلالها على علاقاته منذ وقت عمله بالصحافة.
ونجح خلال تلك الفترة في عمل لقاءات متميّزة وانفرادات مع شخصيات قوية في الدوري الإيطالي، منهم “فرانشيسكو تولدو”، و”خافيير زانيتي”، وغيرهم، وهو ما أشادت به الصحافة الإيطالية في ذلك الوقت، ومن بعدها بدأت رحلته مع برنامج “سوبر لييج”.
الأقرب إلى قلب “المحمودي”
عمل “المحمودي” في كل أشكال الإعلام، مكتوب، أو مسموع، أو مرئي، ولكن ظلّ للتلفزيون مكانًا خاصًا في قلبه.
يرى “المحمودي” أن ما يميّز البودكاست هو الحرية أكثر من الإذاعة والصحافة أو الإعلام؛ فالإعلام يفرض على المذيع بعض القوانين، وأن يكون لديه حد كبير من الوقار والأسلوب المهني والأكاديمي.
وتابع: “أحب شخصيتي في أشكال الإعلام الثلاثة، ولكن الأقرب إلى قلبي في البداية هو التلفزيون، ثم الراديو، والذي يضيف بعض المرح على المُستمعين، خلال القيادة في سياراتهم، وهو ما يعمل بشكل أساسي على الترفيه عليهم في ذلك الوقت”.
وكشف عن الفرق بين التحليل الرياضي والصحافة، قائلًا: “التحليل الرياضي يحتاج إلى دراسة التدريب، ولكن التحليل الصحفي مبني على مواقف وحكايات وكواليس، يجب أن يهتم الصحفي بأن تكون شيّقة، وأن يكتب المضمون بشكل أكثر جذّبًا”.
تحدّيات تواجه الإعلام الرياضي
يرى محمد المحمودي أن أبرز التحدّيات التي تواجه الإعلام الرياضي، هو صناعة محتوى شيّق للجمهور، دون تعصب، وألا يكون للصحفي أو الإعلامي أي انتماء لأي نادي، وألا يكون منحازًا لطرف على حساب الآخر.
وعن كيفية مواجهة ذلك، وجّه رسالة للصحفيين والإعلاميين بضرورة ضبط الميزان الإعلامي، وعدم الانحياز قدر المستطاع لأي طرف، بل تناول قضايا وتحليلات محايدة.
ماذا يتمنّى محمد المحمودي في مستقبله؟
تمنّى الإعلامي محمد المحمودي أن يحقق برنامجه “سوبر لييج” نجاحات أكبر خلال السنوات المقبلة، وأن ينجح في تغطية الأحداث الهامة، واستضافة النجوم العالمية، ويعرض قصص حياتهم للجمهور، والذي وصفه بأنه “الحُلم الأكبر”.
رسالة للصحفيين والإعلاميين الرياضيين
ووجّه محمد المحمودي رسالة للصحفيين والإعلاميين بشكل عام، قائلًا: “راعِ ضميرك في عملك الصحفي والإعلامي، واعمل بشكل مهني، حتى لو سيكون ذلك سببًا في أي هجوم ضدك، ولكن اسلك طريق الحق فقط”.
وأضاف: “التعصب في الإعلام لا يخلق سوى الأزمات، بالفعل يخلق تريند، ولكن سرعان ما يموت، ما يفيد الجمهور فقط هو ما يستمر طوال العمر”.