شروق ياسر.. صحفية استقصائية تفنى جهودها لكشف حقائق مسكوت عنها

شروق ياسر.. صحفية استقصائية تفنى جهودها لكشف حقائق مسكوت عنها
منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، بدأت الصحفية شروق ياسر تدرك أهمية الصحافة في فهم الواقع السياسي ونقل الحقيقة إلى الناس. كان عمرها آنذاك 14 عامًا، لكنها كانت شغوفة بمتابعة الأحداث ومحاولة استيعاب تعقيدات المشهد المصري، ما دفعها لاحقًا لاختيار دراسة الصحافة كمسار مهني وأكاديمي. حصلت على بكالوريوس الإعلام – قسم الصحافة من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم تابعت تطوير مهاراتها من خلال التخصص في صحافة البيانات والصحافة الاستقصائية.
البداية المهنية.. بين الصحف المحلية والاستقلالية
بدأت شروق ياسر مسيرتها الصحفية بالتدريب والعمل في عدة مؤسسات مصرية، من بينها جريدة الفجر، روز اليوسف، الأهرام أونلاين (النسخة الإنجليزية)، راديو حريتنا، موقع الموقف، وموقع شفاف، حيث عملت في الأخير لمدة عام ونصف. لكن مع مرور الوقت، شعرت برغبة متزايدة في التحرر من قيود السياسة التحريرية والبيروقراطية داخل المؤسسات الإعلامية، ما دفعها إلى اتخاذ قرار بالعمل كصحفية مستقلة.
تحديات الإحباط والعودة بقوة إلى الصحافة
في عام 2019، تحت وطأة الإحباط، قررت الابتعاد عن الصحافة، وخاضت تجارب مهنية مختلفة، مثل كتابة المحتوى السياحي، إدارة حسابات التواصل الاجتماعي، والتدريس. لكنها أدركت سريعًا أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل شغف لا يمكن استبداله. وفي عام 2020، عادت إلى المجال بقوة من خلال الصحافة الاستقصائية بعد اختيارها للمشاركة في تدريب “أساسيات الصحافة الاستقصائية” التابع لمؤسسة أريج، والذي شكّل نقطة تحول في مسيرتها.
التخصص في المصادر المفتوحة.. خطوة نحو الصحافة العالمية
في عام 2021، حصلت على دبلوم في صحافة البيانات من أريج والمركز الدولي للصحفيين (ICFJ)، ما مكنها من استخراج قصص استقصائية من البيانات وتحليلها بطرق مبتكرة. لاحقًا، التحقت بـمدرسة البيانات التابعة لجامعة كامبريدج، حيث تلقت تدريبًا مكثفًا تحت إشراف أساتذة من كلية العلوم الإنسانية بجامعة كامبريدج وصحفيين من مؤسسات دولية.
ومع اندلاع العدوان الإسـ رائـ يلي على غ* زة في أكتوبر 2023، أدركت أهمية صحافة المصادر المفتوحة في كشف الحقائق وسط حملات التضليل الإعلامي، خاصة أن هذا التخصص لا يزال نادرًا في العالم العربي. بدأت بالتعاون مع مؤسسات متخصصة، مثل مشروع “نوى ميديا”، والعمل على تحقيقات تكشف زيف الدعاية الإس*رائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان.
التعاونات الصحفية.. والعمل في مناطق النـ زاع
تعمل شروق ياسر حاليًا كصحفية استقصائية مستقلة مع مؤسسات عربية وأجنبية، إلى جانب عملها كمحررة ومترجمة في موقع “العرب في بريطانيا”. كما انضمت حديثًا إلى فريق مؤسسة “العمل ضد العنف المسـ لح” (AOAV)، وهي مؤسسة بحثية بريطانية تغطي النزاعات العالمية، حيث تساهم في مشروع يرصد حوادث إطلاق النار الجماعية حول العالم.
كما تعاونت مع عدة مؤسسات إعلامية بارزة، مثل:
مجتمع التحقق العربي، أريج، زاوية ثالثة، درج، TRT عربي
وتتواصل حاليًا مع مؤسسات دولية متخصصة في المصادر المفتوحة لتعزيز التعاون في إنتاج مشاريع صحفية تخص منطقة الشرق الأوسط.
تحقيقات فارقة
تقول في حديثها للمرصد: “حظى تحقيق “فخ المناطق الآمنة” بإشادة واسعة من صحفيين مخضرمين، عرب وأجانب، نظرًا لما كشفه من أدلة موثقة حول استهداف الجيش الإسرائـ يلي لمناطق زعم أنها “آمنة” في غزة. وقدمت التحقيق إلى منظمة Justice For All، التي أدرجته ضمن الأدلة المقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية، لدعم الاتهامات الموجهة للجيش الإسرائيـ لي بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة”.
وأخيرًا.. تواصل شروق ياسر مسيرتها الصحفية بشغف والتزام، مؤمنةً بدور الصحافة الاستقصائية في كشف الحقائق وإحداث التأثير. من خلال تخصصها في صحافة المصادر المفتوحة، تعمل على تسليط الضوء على القضايا التي تمس حقوق الإنسان وتسهم في صناعة وعي حقيقي. ورغم التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة، فإنها تواصل سعيها لإنتاج تحقيقات دقيقة وموثقة، متعاونةً مع مؤسسات عربية ودولية. بالنسبة لها، فإن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية ورسالة تسعى من خلالها إلى تحقيق العدالة وإعلاء صوت الحقيقة.