بروفايلسلايدر رئيسي

شعبان بلال.. تحقيقات من قلب القرى إلى حصد الجوائز الدولية

شعبان بلال.. من قرى سوهاج إلى صدارة الصحافة البيئية والاستقصائية

 

في قرية صغيرة بمحافظة سوهاج، كان طفل صغير يقف صباحًا في طابور المدرسة يقرأ فقرات الإذاعة بكل شغف، لا يعلم أن هذا الصوت الصغير سيكبر يومًا ليصير صوتًا للمهمّشين والبيئة والملفات المعقّدة التي يصعب على كثيرين الاقتراب منها. شعبان بلال لم تكن قصته مع الصحافة صدفة، بل كانت قدرًا يتشكل مبكرًا، بين الإذاعة المدرسية وحب الكتابة، وبين الوعي المبكر بالمشكلات التي تحيط به مثل. نقص الرعاية الصحية والفشل الكلوي، و تردي الخدمات، وغيرها من الموضوعات التي تحولت إلى قضية شخصية لديه.

تخرج شعبان بلال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، قسم الصحافة، ويشغل حاليًا منصب رئيس قسم الشؤون الخارجية بموقع القاهرة 24، كما يعمل مراسلًا لصحيفة الاتحاد الإماراتية في القاهرة، ويقدّم برنامج “من سيزرع المليون” المتخصص في الشؤون البيئية والزراعية على قناة الحدث اليوم. وإلى جانب ذلك، يعمل كصحفي تحقيقات حر لعدد من المنصات العربية والأجنبية.

 

بدأت رحلته الفعلية مع الصحافة بمجرد دخوله أبواب كلية الإعلام، حيث انخرط في التدريب والعمل الصحفي منذ سنته الأولى، وحقق خلالها عدة جوائز، وكتب في عشرات الصحف. هذا الولع بالمهنة ترجمته مسيرة طويلة بدأت بصحيفة الصباح، مرورًا بـ الدستور، الشاهد الإخباري، القاهرة 24، صحيفة الاتحاد الإماراتية، سكاي نيوز عربية، ساينتفك أمريكان، بالإضافة لعمله كرئيس تحرير برامج بقنوات CBC والحدث اليوم، وتعاونه مع مؤسسات كبرى مثل طومسون رويترز، أريج، وغيرها.

تخصص بلال في التحقيقات الاستقصائية، خاصة تلك التي تمس البيئة، إلى جانب ملفات الشؤون الأفريقية، والزراعة، والمياه، والشؤون الخارجية.

كانت أسرته الداعم الأول في رحلته، سواء معنويًا أو ماديًا، ويمتلك في قلبه امتنانًا دائمًا لأهله الذين ساندوه حتى وصل لما هو عليه الآن.

نال بلال جوائز عديدة، من بينها:

جائزة نقابة الصحفيين المصرية 4 مرات عن فئتي التحقيقات والبيئة.

جائزة منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) – المركز الأول.

ترشح مرتين لجائزة الصحافة العربية في دبي عن فئتي التحقيقات الاستقصائية والبيئة.

جائزة أفضل تحقيق بيئي من معهد جوته الألماني.

الجائزة الأولى لصحافة البيئة من وزارة البيئة وجمعية كتاب البيئة، إلى جانب عدد من الجوائز الأخرى.

من أبرز أعماله الصحفية:

“البودرايت”.. فضلات البشر التي تقتلهم – مرشح لجائزة الصحافة العربية (فئة الاستقصائي).

“الأنفار”.. عمالة خارج حماية القانون – تحقيق استقصائي منشور في جريدة الصباح وشبكة أريج

“تهريب خارج الحدود” – تحقيق يوثق رحلة تهريب أسماك مصر عبر 6 دول (بالتعاون مع رويترز – حائز على جائزة سمير عبد القادر من نقابة الصحفيين).

“اللقاحات المضروبة.. سر نفوق الدواجن في مصر”

“مافيا تهريب الصقور المصرية النادرة” – حائز على جائزة نقابة الصحفيين (فئة البيئة)

“رمال جدباء للبيع” – تحقيق مكتوب ومصور حول أراضي غير صالحة تم تسليمها لمواطنين ضمن مشروع الـ1.5 مليون فدان

تحقيق حول تأثيرات تغير المناخ على إنتاجية القمح في مصر – حائز على جائزة وزارة البيئة.

“حفّارو الآبار ضحايا الآلات والمقاولين” – نُشر في Erem News

“تهجير إجباري.. أخطاء في التعميق تقضي على الأسماك وأرزاق صيادي أكبر بحيرة في مصر.

يرى بلال أن أبرز التحديات التي واجهته في مهنته كانت القدرة على الاستمرار في إنتاج موضوعات صحفية متميزة وسط سباق متغير ومتسارع في الأدوات والمعايير، وكان التعلّم المستمر هو سلاحه الأساسي في مواجهة هذه التحديات.

كما تأثر بعدد من الصحفيين، من زملاء وأصدقاء ومديرين، قدموا له الدعم والمعلومة والنصيحة في محطات مختلفة من مسيرته.

أما عن تجربته كمراسل تلفزيوني، فقد قدّم برنامج “من سيزرع المليون” لأكثر من 8 سنوات على قناة الحدث اليوم، وهو برنامج متخصص في قضايا الزراعة والبيئة والمناخ، تُذاع حلقاته أيضًا عبر وسائل التواصل ويتابعه أكثر من مليون شخص، ويحقق مشاهدات تصل إلى 20 مليون شهريًا. البرنامج يعتمد على التقارير الميدانية من قلب المحافظات المصرية، ويعكس التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، من أمراض وتغيرات مناخية وأزمات مياه وغير ذلك.

طموحه في السنوات المقبلة هو الاستمرار في إنتاج تحقيقات مؤثرة تمسّ حياة المواطن، إلى جانب تقديم محتوى إعلامي متخصص يخدم القارئ والمشاهد.

وفي رسالته للجيل الجديد من الصحفيين والصحفيات، يقول:

التعلم المستمر هو أساس البقاء في المهنة.

تدرب وتعلم من كل فرصة، زمالة أو منحة أو دورة تدريبية.

اقرأ باستمرار، واطّلع على كل ما يُكتب.

التخصص هو سر التميّز، ركز على ملف واحد وكن خبيرًا فيه.

لا تتوقف أبدًا عن التطوير، فكل يوم هناك أداة جديدة أو مهارة مختلفة يجب امتلاكها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى