“شيريهان حسن” مراسلة شغوفة بنقل صوت البسطاء إلى المسؤولين
قريبة من البسطاء دائمًا، حريصة على الاستماع إلى مشاكلهم تسعى لحلها ولا تسعى إلى الشهرة أو اللحاق بـ”التريند”، على مدار عشر سنوات أو ما يزيد قليلًا، استطاعت أن تترك بصمات واضحة في مجال الإعلام، غيّرت حياة العديد من أبطال قصصها التلفزيونية وأجرت لقاءات مع مشاهير المجتمع حتى باتت معروفة بـ”حب الشارع”.
البداية
خلال فترة دراستها بكلية الإعلام جامعة القاهرة، استطاعت المراسلة التلفزيونية المصرية”شيريهان حسن” أن تحجز لنفسها مكانًا بين الجمهور- وإن كانت على نطاق ضيق في ذلك الوقت- من خلال تجربة راديو شبابية قامت على جهود ذاتية شاركت فيها و زملاء/ات الجامعة، انطلقت باسم”زووم نيوز”، كانت تتولى إعداد وتقديم برنامج سياسي ساخر باسم” إن كان عاجبك” استطاعت خلاله أن تكتسب مهارات التقديم والإلقاء وكسر رهبة التواصل مع الجمهور.
كانت “شيريهان” كلما جلست أمام الشاشة الصغيرة تتابع برنامج الإعلامي الراحل” وائل الإبراشي”، تحلم بلقائه والعمل معه، وفي سبتمبر عام 2012 تحولت الأمنية إلى حقيقة، جمعها لقاء عفوي بالإعلامي الراحل داخل قناة دريم انضمت بعده إلى فريق مراسلي برنامجه التلفزيوني “العاشرة مساء” على قناة دريم في ذلك الوقت.
“العاشرة مساءً”.. الانطلاقة الأولى
كانت محطة”العاشرة مساء” الانطلاقة الأولى للمراسلة الشابة في مجال التلفزيون، وبحسب حديثها مع مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، كانت أولى تجاربها في العمل الميداني إلا أنها، ورغم عدم سابق خبرة لها، استطاعت أن تثبت جدارتها حتى وثق بها الإعلامي الراحل وائل الإبراشي وكان يعتمد عليها في تغطية الأحداث المشتعلة التي شهدها الشارع المصري خلال عامي 2012 و2013
استمرت علاقة”شيريهان” ببرنامج العاشرة مساءً لمدة خمس سنوات، استفادت خلالها بخبرات عديدة أولها، بحسب وصفها، اكتسبت حب القصص الإنسانية والاستماع إلى شكاوى ومطالب البسطاء في الشارع من الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، إلى جانب حرصها على المهنية ونقل الحقيقة من مصادرها بعد التحقق منها، وهو ما اكتسبته مع مُعلمها الأول ومثلها الأعلى في المهنة “الإبراشي” كما وصفته.
كواليس صعبة خلف الكاميرا
مهنة المراسل التلفزيوني ليست سهلة على الإطلاق، بحسب تعبير”شيريهان” حيث تتطلب الانتقال من مكان لآخر بشكل مستمر، وتتطلب أيضًا الجرأة لتغطية بعض الأحداث الصعبة والشائكة، وتروي المراسلة الشابة واقعة تعرضها للإصابة بطلقات”خرطوش” في جسدها أثناء تغطيتها لأحداث اشتباكات وعنف خلال عام 2012 لا تزال أثارها باقية في جسدها حتى الآن.
محطة جديدة
من قناة دريم إلى قناةdmc الفضائية، انتقلت”شيريهان” إلى محطة جديدة في مسيرتها المهنية في عام 2017، لتبدأ خطوة جديدة في مهنة المراسل التلفزيوني، وكانت تلك المرة مع الإعلامية “إيمان الحصري” عبر برنامج “مساء dmc
تقول المراسلة الثلاثينية عن تلك التجربة، إنها وضعت فيها كل خبرتها في شغل الشارع والقصص الإنسانية التي تعلمتها من الإعلامي “وائل الإبراشي” ودعمتها في ذلك المسار الإعلامية”إيمان الحصري” التي تحب هي الآخرى نقل صوت المواطن البسيط وتسليط الضوء على مشكلات الشارع المصري.
كعادتها تنجح في إثبات نفسها في كل خطوة جديدة، خلال فترة عملها في مساء dmc استطاعت “شيريهان حسن” أن تجذب الأنظار إليها بتقارير تلفزيونية مصورة أجرتها بنفسها نقلت خلالها مطالب البسطاء من الناس، وساعدتهم في نقل صوتهم/ن حتى استجاب لها كبار المسؤولين، وبحسب روايتها نجحت في حل مشكلات عديدة في الأحياء المصرية كمشكلات تتعلق بالكهرباء والمياه وتدخل المسؤولين لحلها استجابة لتقاريرها الخاصة المعروضة على شاشة القناة.
استجابات حكومية ورئاسية
لم تقتصر مهارة المراسلة الشابة على الحصول على استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبعض الحالات المصورة تلفزيونيًا، منها حالة سيدة تدعى”فريال محمد” التي ناشدت الدولة بالتكفل بمصاريف علاجها حيث تعاني من أمراض عديدة، وبناء على توجيهات الرئيس، توجه فريق التدخل السريع التابع لوزارة التضامن الاجتماعى إلى السيدة فريال وتم نقلها لمستشفى دار الشفاء ومتابعة حالتها الصحية وتوفير كل الاحتياجات الطبية اللازمة، وقيام الوزارة برفع كفاءة منزلها وتوفير الأثاث المناسب لها.
لقاءات مميزة
تعتز “شيريهان” بتقرير تلفزيوني أجرته مع الفنان يوسف فوزي أثناء محنة مرضه، فاجأته خلاله بالاحتفال بعيد ميلاده أثناء التصوير، ك لفتة إنسانية منها ومن فريق التصوير، بصحبة الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، حيث تعتبر دعوات الناس لها هي المكسب الحقيقي لها من مهنتها، بحسب تعبيرها، إلى جانب لقاء آخر تعتز به المراسلة الشابة خلال عملها في مساء dmc، كان حوار تلفزيوني مطول مع وزيرة التضامن الاجتماعي سابقا الدكتورة غادة والي.
تجربة مختلفة
في عام 2022 وأثناء عملها في قناة dmc كانت المراسلة النشيطة على موعد مع تجربة جديدة ومختلفة تلك المرة، حيث تعاونت مع شركة “DS” للإنتاج لإعداد برنامج”حياة كريمة” البرنامج الاجتماعي الذي انطلق في رمضان عام 2022 من تقديم المذيع أيمن مصطفى، وحقق نسب مشاهدات عالية، حيث ارتبط به الجمهور وكان قريبا من البسطاء في الشارع.
اعتبرت”شيريهان” تلك التجربة فاصلة في مسيرتها المهنية، حيث غيّرت حياة العشرات من البسطاء على مدار عامين متتالين طوال شهر رمضان، وبحسب قولها، كان البرنامج يقدم مساعدات مالية للمحتاجين من أبطال الحلقات، إلى جانب توفير فرص عمل أو سكن كريم لهم بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة، حتى وصل صداه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أشاد بالبرنامج خلال حفل إفطار الأسرة المصرية في رمضان.
استجابات رئاسية
من عشرات القصص الإنسانية التي كانت”شيريهان” سببًا في تغيير حياتهم للأفضل، ضمن حلقات برنامج” حياة كريمة” قصة سيدة الكشري أم يوسف، الذي صرف لها البرنامج مساعدة مالية كبيرة تساعدها على نفقات أبناءها، وبعدها بعدة أيام تم شراء “التروسيكل” الذي تحلم به”أم يوسف” لتوصيل علب الكشري إلى المنازل.
أيضا كانت”شيريهان” سببًا في تكريم رئيس الجمهورية لفتاة تدعى”سارة” تعمل في مهنة توصيل الطلبات للمنازل لتنفق على طفلها الوحيد، بعد أن ظهرت في برنامج حياة كريمة خلال شهر رمضان عام 2022، وحصلت الفتاة البسيطة على مبلغ مالي من الدولة لمساعدتها على الحياة.
وخلال تعاونها مع شركة الإنتاج نفسها، شاركت”شيريهان” في إعداد العديد من أفلام الافتتاحات الرئاسية خلال عام 2023.
تجربة المذيع التلفزيوني
لم يقتصر ظهور”شيريهان حسن” على الشاشة الصغيرة كمراسلة فقط، بل شاركت في تجربة تقديم برنامج”سوشيال ميديا” على الصفحة الرسمية لقناة DMC وكان البرنامج بعنوان”أصله وفصله” يروي تاريخ الأقوال الشهيرة والأمثال الشعبية القديمة، واعتبرته تجربة جديدة استفادت منها، فهي كانت تظهر دائما كمراسلة فقط وكانت تلك التجربة مؤهلة لها للانتقال إلى محطة جديدة فارقة في مسيرتها.
تلفزيون الإمارات
في مطلع العام الجاري، وفي يناير 2024 كانت المراسلة المصرية الدؤوبة على موعد مع فرصة جديدة في قناة الفجيرة الإماراتية، كمنفذ برامج ومقدم فقرة في برنامج”صباح الخير يا وطن” على القناة نفسها، تقول عنها شيريهان، إنها تجربة جديدة لها لأول مرة خارج وطنها مصر، وضعت فيها كل خبرتها التي اكتسبتها في المحطات السابقة وتسعى خلالها إلى تطوير مهاراتها في التقديم التلفزيوني.
طموحات مستقبلية
تسعى المراسلة الشابة إلى تطوير مهارات الإلقاء دائما لديها، تتابع البرامج التلفزيونية في كافة المحطات سواء المصرية أو غير المصرية للاستفادة من تجارب الآخرين، ورغم نجاحها الذي حققته في دولة الإمارات تلك الفترة، إلا أنها دائمًا يراودها الحنين إلى الشارع المصري و حكايات البسطاء من أبناءه.