صحفيو الصباح قد يلجأون إلى الاعتصام أمام مقر “النقابة” (تقرير)

“مضى شهر على أزمة جريدتنا، ولم يحدث جديد يُذكر، أيام صعاب مرت علينا ونحن نتحمل في سبيل استمرار جريدتنا، حبًا فيها، وحفاظًا عليها، حيث أُغلق المقر، واتُخذت إجراءات لتصفية العاملين، ومن ثم حُكم على الجريدة بالموت، ورغم ذلك لم نرضخ ولم نسلم أو نرضى بالتصفية، ولن نقبل أن تذهب جريدتنا إلى زوال”.

السطور السابقة هي جزء من البيان الأخير الذي أصدره صحفيو جريدة “الصباح” الأسبوعية، تعليقًا على أزمتهم مع إدارة الجريدة، التي بدأت مطلع العام الجاري بعد اتخاذ الإدارة قرارًا بإغلاق مقرها، وهو ما ترتب عليه وقف طباعة الأعداد لمدة 5 أسابيع دون تحديد مصير صحفيي الجريدة.

للاطلاع على تفاصيل الأزمة: اضغط هنا، وهنا

اجتماع المجلس

عقد مجلس نقابة الصحفيين، اجتماعه الأسبوعي، يوم الخميس، الموافق ٦ فبراير ٢٠٢٠، وشمل الاجتماع جلسة مع عدد من صحفيي جريدة “الصباح”، لمناقشة ما تردد حول التلويح بإغلاق الجريدة.
وفي ضوء ذلك، أصدر مجلس نقابة الصحفيين، برئاسة ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، بيانًا عن اﻷزمة، أكد فيه حرصه الكامل على حقوق الصحفيين، واستمرارية صدور الصحيفة، واستقرار الأوضاع بها، مع بذل كل الجهود مع كافة الأطراف خلال الأيام القادمة، للوصول إلى حلول نهائية وفقًا لخطة متكاملة للتحرك بما يحفظ حقوق الصحفيين، وحرية الصحافة والتعبير، والحفاظ على الجريدة كواحدة من المنابر الصحفية المستقرة في مصر.

من جهتها، سعت إدارة جريدة الصباح إلى عقد اجتماع مع الصحفيين، في اليوم السابق لاجتماع مجلس النقابة، ما قابله الصحفيين بالرفض، قائلين: “الإدارة طلبت مننا نروح نقعد معاها ليلة الاجتماع مع النقيب واحنا رفضنا، عشان كنا فاهمين غرضهم من دا إيه”.

مفاوضات

وفي تصريحات خاصة للمرصد المصري للصحافة والإعلام، أوضح عدد من صحفيي “الصباح”، أنه عقب انتهاء المجلس من اجتماعه؛ دخلوا في مفاوضات مع إدارة الجريدة، طيلة أسبوعين، حتى يوم الخميس الموافق 20 فبراير 2020، التزامًا بالاتفاق الذي قطعه الصحفيون على أنفسهم مع النقيب، إذ طلب منهم خلال هذه المدة عدم كتابة منشورات عن الأزمة على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، أو إصدار أي بيانات، لحين التوصل إلى حل وسط يُرضي جميع الأطراف.

وعلى الرغم من اعتراض عدد من الصحفيين على قبول طلب النقيب، والتفاوض مع الإدارة، “لأنهم شايفين إنه مش هيرسى على حاجة” على حد تعبيرهم، إلا أنهم اضطروا إلى الموافقة امتثالًا لرأى الأغلبية، خاصةً وأن البعض كان يرى أنه ليس من اللائق اتخاذ أي قرار دون أن تكون النقابة طرفًا فيه، أو على الأقل على علم مسبق به.

وفي المقابل وطوال أسبوعي التفاوض، لم يقم نقيب الصحفيين، ضياء رشوان بالرد على اتصالات الصحفيين.

تهديد بالتصعيد

وبناءً عليه، هدد عدد من صحفيي “الصباح” باتخاذ خطوات تصعيدية خلال الفترة المقبلة، يكون أولها، الدخول في اعتصام مفتوح، أمام مقر نقابة الصحفيين، خاصةً بعد مماطلة إدارة الجريدة في الاتفاق على إيجاد حلول جذرية للأزمة طوال الفترة الماضية، قائلين : “الإدارة مُصرة على تسوية مستحقاتنا بشرط أن نمضي على إخلاء طرف”.

وأشار صحفيو “الصباح” أنه خلال الأسبوعين لم يجتمع صحفيي الجريدة مع الإدارة في مكان واحد، واستطردوا :” احنا ماكناش بنجتمع معاهم ولا بنشوفهم ولا عارفين حتى عنهم حاجة.. كله كلام بيوصل عن طريق ناس، وبيوصل لنا في الآخر على جروب الواتس آب”، مستنكرين ما يحدث، وواصفين إياه بأنه “فض مجالس”.

وإعمالًا بمبدأ حق الرد، حاولت مؤسسة “المرصد المصري للصحافة والإعلام”، على مدار يومين، التواصل مع محمد شبانة، السكرتير العام لنقابة الصحفيين، باعتباره أحد الأطراف المشاركة في المفاوضات التي تتم بين الصحفيين والإدارة، ولكن لم نتلقى أي رد.

رئاسة التحرير

قرر أسامة عز الدين، رئيس مجلس إدارة الصباح، يوم الخميس، الموافق 13 فبراير 2020، إعفاء سالي عاطف من رئاسة تحرير الجريدة، وتفرغها لمتابعة مشروعات الشركة الخارجية، بجنوب السودان.

وعلى الرغم من صدور قرار بإعفاءها من منصبها كرئيس التحرير التنفيذي للجريدة، إلا إن اسم”سالي عاطف” لا يزال متصدرًا ترويسة الموقع  الإلكتروني، دون أي تغيير فيه.

ومع تفاقم الأزمة، تأثرت طباعة وتوزيع العدد الورقي سلبًا، إذ توقف عن الصدور، يوم الاثنين، الموافق 3 فبراير 2020، بسبب إغلاق المقر القديم للجريدة بحي الدقي، عقب قرار نقله إلى مدينة السادس من أكتوبر، إلا أن هذا لم يؤثر مطلقًا على سير العمل بالموقع الإلكتروني الذي لم يتوقف يومًا واحدًا منذ بداية الأزمة، وحتى الآن، بالرغم من توقف الصحفيين عن العمل.

وتعليقًا على ذلك، استنكر صحفيو “الصباح ” المتضررون، استمرار النشر على الموقع الإلكتروني للجريدة على الانترنت، طوال الفترة الماضية وحتى الآن، بالرغم من كونهم موقوفين عن ممارسة عملهم منذ أواخر يناير الماضي، وتساءلوا متعجبين: “مين اللي بينشر وتبع مين وبإذن من الإدارة ولا لأ.. ودي علامة استفهام مش معروفة لينا إطلاقًا كصحفيين أعضاء نقابة، ومعينين بالجريدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى