عفاف الهلاوي.. صانعة ذكريات جيل الثمانينات
بطلة الأسبوع صنعت ذكريات جيل الثمانينات، عُرفت بطلتها التي جمعت بين الذكاء والعفوية، هي الإعلامية الكبيرة ماما “عفاف الهلاوي”، تركت بالتلفزيون المصري علامة خاصة في قلوب مواليد الثمانينيات من القرن الماضي وهي تقدم برنامج سينما الأطفال بعد انتهاء تتره الأشهر “سينما الأطفال فيها الحقيقة وفيها الخيال”.
بين أربعة أخوة ذكور ولدت “عفاف الهلاوى” بمدينة بورسعيد، باسم عفاف محمد محمود الهلاوى، والدها الفنان والشاعر محمد الهلاوى.
وتخرجت الهلاوي في كلية الآداب قسم علم نفس واجتماع بجامعة عين شمس. تشبعت بالميول الفنية من أسرتها، أحبت الشعر والموسيقى، واشتركت فى كل الأنشطة الفنية بالمدرسة، والتحقت بفريق التمثيل بالجامعة كما كان لها نشاط سياسى بالجامعة وانضمت للاتحاد الاشتراكى، وكتبت في مجلة الجامعة. تدربت فى جريدة أخبار اليوم بعد تخرجها من الجامعة، بترشيح من الصحفى مصطفى أمين، ولكن القوى العاملة رشحتها للعمل بالتدريس بمدينة الزقازيق، وعندما أعلن التليفزيون عن حاجته لمذيعين، قدمت أوراقها، وتدربت فى معهد الإذاعة والتليفزيون، وبعد نجاحها تركت مهنة التدريس، لتلتحق بالتليفزيون عام ١٩٦٣، وقدمت برامج المرأة لمدة ١١ عاما، ثم تولت عام ١٩٧٤ تقديم سينما الأطفال لأول مرة بالتليفزيون. تزوجت عفاف الهلاوى فى عام ١٩٦٥ وأنجبت.
قدمت برنامج “سينما الأطفال” في الثمانينيات، كل يوم جمعة في تمام الساعة العاشرة صباحا كان يلتف الصغار حول التليفويون، لمشاهدة هذا البرنامج الساحر منذ أول نغمات تتره، مروراً بفكرته التي اعتمدت على الحضور المباشر للأطفال في الكثير من الحلقات.
وفي كتاب”نجوم ماسبيرو يتحدثون” تقول الهلاوي: جاءت فكرة برنامج “سينما الأطفال” عندما طلب يوسف السباعي تقديم ساعة يوميًا للأطفال، وبدأنا نفكر في أفكار برامج وتوزيع أيام الأسبوع على المذيعات، وكلهن رفضن العمل يوم الجمعة، وأنا وقتها كنت أذهب كل جمعة 9 صباحًا إلى سينما مترو مع أولادي ليشاهدوا أفلام الرسوم المتحركة، لذلك طرحت على محمد الأمين مدير برامج الأطفال عمل برنامج يعرض أفلام رسوم متحركة للأطفال وأقدمه يوم الجمعة، وقد كان.
وتحكي عفاف الهلاوي إنها كانت تختار الأفلام من المكتبة ثم يحجزوا قاعة سينما لمشاهدتها، وأحيانًا كانوا يأخذوا الأطفال معهم للمشاهدة حتى يقيسوا مدى إعجابهم بالفيلم، وتشرح في حوار لها، حاولت على مدار 18 عامًا أن أعطي المعلومة للطفل بشكل بسيط وساعدتني في ذلك دراستي لعلم النفس والاجتماع حيث كانت لديّ خلفية علمية في التعامل مع الأطفال.
وعن مشوارها المهني بأكمله تقول “ماما عفاف” إنها تأثرت بضيوف ظهروا معها في برامج المرأة منهم نجيب محفوظ ويحيى الرخاوي في بداياته ومحمد عوض تاج الدين.
ومن الأمور المُربكة التي تحكيها إن شائعات حول وفاتها تطولها من وقت لآخر، حتى أنها كانت تقرأ عناوين وتقارير كاملة عن انتهاء حياتها وتتحدث عن تاريخها المهني.
تولت عفاف الهلاوي عدد من المناصب الإدارية في التلفزيون المصري منها:
مدير إدارة برامج الأطفال في القناة الثانية سنة 1990 م ورئيسة القناة الرابعة سنة 1994 م
وهي متزوجة وأم لولدين معتز ويعمل محاسب، وليد وهو خريج كلية الفنون الجميلة وقد هاجر إلى أمريكا وأحيلت للتقاعد سنة 2001.