بروفايل

#علياء_أبو_شهبة.. نصيرة الفئات الموصومة مجتمعيا

بطلة اليوم صحفية متميزة أنتجت العديد من التحقيقات الصحفية المتعلقة بقضايا الوصم الاجتماعي، ركزت فيها على البعد الإنساني لهذه القضايا ومدى تأثيرها على البشر المتضررين. هي قدوة ومثل أعلى للكثير من الصحفيين/ات لأن ما حققته من نجاح في مهنة البحث عن المتاعب لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة تراكم معرفي وفكري ليبرز اسمها بحروف من نور في هذا المجال.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتبة الصحفية علياء أبو شهبة نصيرة الفئات الموصومة مجتمعيا.

البدايات
وُلدت علياء أبوشهبة، في محافظة الجيزة يوم 16 فبراير 1984، وبعد إتمام المرحلة الثانوية، التحقت بكلية آداب جامعة عين شمس “قسم الإعلام”، و تخصصت فى الإذاعة لتحقيق حلمها بأن تصبح مذيعة بالراديو.

وعلى مدار 4 سنوات دراسية استمتعت علياء بدراسة المواد الأدبية وعلوم النفس والاجتماع فى كلية الآداب، ودخلت مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام عام ” 2001″ كمتدربة صحفية، وفى 2002 التحقت براديو وتلفزيون العرب ART كمتدربة تليفزيونية، وفي 2003 دخلت اتحاد الإذاعة و التلفزيون – إذاعة الشباب والرياضة- كمتدربة إذاعية.

في سنة 2004 حصلت علياء على ليسانس الآداب قسم إعلام بتقدير عام جيد جدًا، وظلت عامين بعد التخرج تبحث عن فرصة عمل مناسبة لها، في الوقت نفسه كانت تلتحق بدورات تدريبية فى الكمبيوتر واللغة الإنجليزية لرفع كفاءتها، إلى أن سنحت لها فرصة الالتحاق بجريدة روزاليوسف في يناير 2006، وكانت البداية بالعمل في قسم الفن.

وﻷن قسم الفن كان بعيدًا عن اهتماماتها وميولها تركته بعد 6 أشهر فقط، وانتقلت إلى قسم المنوعات واستطاعت أن تثبت كفاءتها وعينتها الجريدة عام 2009، أي بعد 3 سنوات فقط من الالتحاق بالجريدة وكان عمرها وقتها 25 عامًا، وقيدت بنقابة الصحفيين المصرية عام 2011.

مثلت ثورة 25 يناير نقلة كبيرة فى مسيرة علياء المهنية، فعقب الثورة دخلت المؤسسات الصحفية الدولية مصر ونظمت دورات تدريبية للصحفيين، واغتنمت بطلتنا هذه الفرصة وحصلت على مجموعة تدريبات متعددة ومتنوعة من “رويترز” و “بي بي سي”، و “المركز الدولي للصحفيين”، وغيرها من المؤسسات، فتحولت من مجرد صحفية تقليدية تعتمد على تغطية عادية سريعة و فورية للأحداث والوقائع الإعلامية المطروحة على المستوى الدولي أو المحلي، ‏إلى صحفية غير تقليدية تسعى للكشف عن التفاصيل المخفية للجمهور، والتي تم إغفالها.

الدورات الحاصلة عليها
خلال مشوارها المهني حصلت علياء على دورات في اللغة الإنجليزية من المركز الثقافي البريطاني، ودورة تغطية قضايا العمل والعمال من المركز الدولي لتدريب الصحفيين، ودورة استخدام الأدوات الإلكترونية في تغطية قضايا الخدمة العامة من المركز الدولي لتدريب الصحفيين، ودورة مكثفة بمركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودورة تغطية قضايا المرأة من طومسون رويترز، وورشة تدريبية من طومسون رويترز حول تغطية القضايا المتعلقة بمرض الإيدز، وتدريب الأخطاء اللغوية الشائعة من الجامعة الأمريكية.

وحصلت أيضًا على دورة تدريبية في أسس الكتابة للمواقع الإلكترونية من أكاديمية دويتشه فيله، ودورة أساسيات الصحافة الاستقصائية من شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)، وتدريب “السياسات الإعلامية في مصر” في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وورشة الصحافة بمساعدة الكمبيوتر بتنظيم من مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية، وتدريب السلامة المهنية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، وورشة التغطية الإخبارية التلفزيونية في مناطق النزاعات بالتعاون مع مؤسسة الصحافة النرويجية، وورشة تدريبية بتنظيم من صندوق الأمم المتحدة للسكان عن تغطية قضايا اللاجئات السوريات.

بالإضافة إلى هذا حصلت أيضًا على ورشة إنتاج تقارير تلفزيونية باستخدام الموبايل من مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية، وورشة تغطية القضايا البيئية من المعهد السويدي في الإسكندرية ومركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية، وتدريب الإسعافات الأولية من الهلال والصليب الأحمر، وتدريب أساسيات الصحافة العلمية من معهد جوته في القاهرة، وورشة السرد القصصي التلفزيوني بتنظيم من مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية، وتدريب إدارة وسائل الإعلام )النساء في غرف الأخبار (بالتعاون بين منظمة وان إيفرا والجامعة الأمريكية في القاهرة، وتدريب المدربين TOT بتنظيم من منظمة وان إيفرا ، وتدريب كتابة مقترح تحقيق تلفزيوني من أكاديمية أريج للتدريب.

محطاتها المهنية
في جريدة روزاليوسف عملت علياء أبو شهبة محررة صحفية بدءًا من يناير 2006 – و حتى كتابة هذه السطور- بأقسام :” الأخبار- المنوعات- التحقيقات- المرأة”، وتدرجت فى المناصب حتى أصبحت مساعد مدير تحرير، وأشرفت فى جريدة روزاليوسف على صفحة “اتنفس حرية” بالتعاون مع زميله لها، وكانت الصفحة تتناول كل الأحداث التى وقعت بعد ثورة يناير بداية من أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء. كذلك كانت تشرف على صفحة منوعات خلال شهر رمضان اسمها “اصحي يا نايم”.

بالإضافة إلى روز اليوسف، عملت علياء محررة في الموقع الإلكتروني “إسلام أون لاين” منذ عام 2008 وحتى إغلاقه، ويمثل هذا الموقع أحد أفضل التجارب الالكترونية في مسيرتها، وفى عام 2012 عملت في الموقع الالكتروني لجريدة الوطن المصرية لمدة 6 أشهر، هذا إلى جانب كتابة مقالات في الموقع الإلكتروني لشبكة الصحفيين الدوليين ICFJ.

بعد الوطن انتقلت للعمل في قسم التحقيقات بموقع مصراوي من عام 2012 وحتى 2016، وخلال هذه الفترة انتجت أفضل التحقيقات الصحفية في مسيرتها، كما عملت مع فريق عمل عظيم -على حد وصفها- يضم الزملاء أحمد جبريل ومحمد أبو ليلة ومروة عمارة.

في عام 2015، عملت علياء في قسم التحقيقات الاستقصائية بجريدة التحرير، وفى العام ذاته كانت تكتب مقالات في موقع “الصوت الحر”، وفى عام 2016 كانت تكتب موضوعات صحفية لموقع رصيف22 اللبناني، وعملت في مجلة للعلم النسخة العربية من مجلة Scientific American منذ 2017 وحتى الآن، كما عملت في النسخة العربية من مجلة بوبيولار ساينس عام “2019”.

تجربة التدريب
قدمت علياء أبو شهبة عشرات التدريبات في مجالات الصحافة الاستقصائية و الصحافة الالكترونية والصحافة العلمية وكتابة قصة إنسانية عن الفئات الموصومة اجتماعيًا وكيفية كتابة مقترح صحفي وتغطية موضوعات الصحة بالتعاون مع نقابة الصحفيين، وجامعة القاهرة، وجامعة عين شمس، وجامعة الأزهر، واتحاد إعلاميات مصر، وأكاديمية روزاليوسف للتدريب، ومنظمة وان إيفرا، و أكاديمية DW للتدريب، ومؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية

رحلة البحث فى القضايا المتعلقة بالوصم الاجتماعي
تعتبر الورشة التدريبية التى حصلت عليها علياء أبو شهبة عام 2012 من مؤسسة “طومسون رويترز ” حول تغطية القضايا المتعلقة بمرض الإيدز، هي بداية رحلة بحثها في القضايا المتعلقة بالوصم الاجتماعي، ففي الورشة التدريبية كتبت بطلتنا فقرة حملت معنى وصفته المدربة الصحفية في رويترز هبة قنديل بأنه يحمل وصمًا مجتمعيًا، وهو ما لفت انتباه علياء للكلمة وقررت بعدها الحصول على تدريب عن الكتابة عن قضايا المتعايشين مع الإيدز ومن خلاله تعرفت على مشكلة تحقيقها الاستقصائي الشهير ”الترياق القاتل” الذي عملت عليه لمدة سنتين، والذى تناول مشاكل منظومة صرف الدواء المجاني من وزارة الصحة.

بعد نشر التحقيق وتتابع التغطيات الصحفية عن الفئات الموصومة اجتماعيًا وليس المتعايشين مع الإيدز فقط ثم تنظيمها لتدريبات صحفية تهدف لتعريف الصحفيين بالقواعد الأخلاقية للكتابة عن الفئات الموصومة اجتماعيًا، ومع استمرار التدريبات بالأخص في جامعتي القاهرة وعين شمس لمست علياء أبو شهبة غياب وجود وعي كافي بفيروس نقص المناعة البشري وطرق انتقاله، وأيضًا غياب الحماس الكافي لدى المقبلين على تعلم الصحافة على تحمل صعابها؛ لذلك أردت مشاركة تجربتها وكواليس تحقيقها الاستقصائي، في كتاب حمل اسم” الوصم”، ليكون بمثابة صرخة لنبذ هذا السلوك السلبي (الوصم الاجتماعي) الذي يحرم أصحابه من التعايش في المجتمع.

الكتاب عبارة عن قصص واقعية لمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري ومعاناتهم بسبب الوصم المجتمعي، ويشمل الكتاب بخلاف قصص لمتعايشين مع الإيدز من فئات عمرية مختلفة ومن الذكور والإناث، عرضا مبسطا لمعلومات موثقة عن الفيروس وطرق انتقاله وما إذا كان يمكن علاجه أو التطعيم للحماية منه، وكيف تأثر بفيروس كورونا، ولمحة علمية مبسطة عن وصم المرضى والأمراض.

الجوائز
حصلت علياء أبو شهبة على العديد من الجوائز الصحفية المرموقة خلال مشوارها المهني، منها جائزة المركز الأول فئة الصحافة الاستقصائية من المنتدى الرابع للصحافة الإلكترونية، عن تحقيق “الترياق القاتل”.. متعايشون مع الإيدز يواجهون خطر انهيار المناعة أو الوفاة ديسمبر 2014، وجائزة “سلامة وأمان” لمناهضة العنف ضد النساء عن تحقيق” نساء هربن من الفقر إلى استغلال أزواجهن العرب لممارسة الدعارة”، يناير 2015.

كما حصدت جائزة” الجيل الجديد للصحافة العلمية” من World Health Summit من وزارة الخارجية الألمانية، أكتوبر 2015. عن تحقيق “الترياق القاتل” المتعلق بمعاناة المتعايشين مع الإيدز، وجائزة “صحافة بلا تنميط” من منظمة الأمم المتحدة للمرأة لأفضل تحقيق صحفي إلكتروني عن تحقيق :”أطباء يمارسون الختان تحت مظلة القانون”، نوفمبر 2015، وجائزة مصطفى وعلي أمين فئة التحقيق الصحفي، عن تحقيق “التجارب السريرية للدواء في مصر” مارس 2017، وجائزة “سلامة وأمان” للكتابة عن قضايا المرأة، عن تحقيق ” العنف الأسري خطر يمزق الأسرة المصرية”، مارس 2017، وجائزة أفضل تغطية صحفية لموضوع مقاومة المضادات الحيوية من منظمة الصحة العالمية،يوليو 2018.

ونالت جائزة بلان إنترناشيونال لأفضل تغطية صحفية عن الفتيات عن تحقيق:”الوصم يقتل أحلام الفرصة الثانية لأطفال بلا مأوى” 2020، وجائزة من منظمة (Africa 21) لأفضل تغطية صحفية عن التنوع البيولوجي عن تحقيق:” هل تنجو السلحفاة المصرية من خطر الانقراض؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى