بروفايلسلايدر رئيسي

ليلى العبد.. صحفية تتحدث بصوت الناس

 

ليلى العبد.. صحفية تتحدث بصوت الناس

وسط قاعة مكتظّة بالمسؤولين والصحفيين، كان الجميع يتهيّأ لسماع أرقام لامعة وإنجازات محسوبة بدقة. انتهى المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية من كلمته، فسكنت القاعة للحظة، قبل أن تقطعها ليلى العبد بصوتٍ خرج من قلب الشارع، لا من ورقة الأسئلة الجاهزة.

لم تسأل عن الاستثمارات، ولا عن الشركات الأجنبية، بل اختارت أن تتحدث عن “أنبوبة البوتاجاز” وسعرها الذي لم يعد في متناول اليد، عن الفواتير التي تُنهك المواطن، عن صوت لا يسمعه أحد.

لم يكن سؤالها متوقعًا، ولا محسوبًا، لكنها كانت تعرف أن الصحفي لا يُقاس بما يكتبه فقط، بل بما يجرؤ على قوله في الوقت الذي يصمت فيه الآخرون.

تلك اللحظة لم تكن مجرد مواجهة، بل كانت إعلانًا عن صحفية اختارت أن تبقى في صف الناس، لا في ظل السلطة.

ليلى العبد، الصحفية التي لم تجعل تخصصها في الاقتصاد والطاقة حاجزًا بينها وبين الشارع، بل جسرًا للعبور إلى هموم الناس، وأداة لكشف المستور في ملفات تمس كل بيت مصري.

ليلى العبد في سطور:

صحفية اقتصاد متخصصة في ملف الطاقة بموقع نيوز رووم الإخباري.

خريجة كلية الإعلام، جامعة القاهرة، بدأت مسيرتها المهنية من الصحافة الإقليمية بمحافظة الغربية، وتدرّجت بين عدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية، حتى أصبحت واحدة من أبرز الصحفيات المتخصصات في تغطية ملف البترول والكهرباء.

بدأت ليلى أولى خطواتها المهنية في جريدة إقليمية بالغربية، ثم التحقت بموقع “الصباح المصري” وإذاعة “علشان بلدنا” كمراسلة للمحافظة. بعد ذلك، عملت بجريدة “النبأ” مراسلة أولًا، ثم محررة حوادث، ومنها إلى قسم التحقيقات، حيث لمعت في تغطية ملفات الأمن ونقابة المحامين، وكانت لها انفرادات مهمة ومغامرات صحفية حظيت بتقدير واسع. خلال تلك الفترة، عملت أيضًا مراسلة لقناة المحور، وبدأت تجربتها كمعدة برامج.

استمرت رحلتها بين عدد من المنصات مثل جريدة وموقع “فيس مصر”، جريدة “الدستور”، قنوات “دريم”، و”القاهرة والناس”، ثم انتقلت لاحقًا إلى العمل في العلاقات العامة، والتحقت بجريدة “أهل مصر”، إلى أن استقرت حاليًا في موقع نيوز رووم.

في التلفزيون، شغلت منصب رئيس تحرير بعدد من القنوات، وأشرفت على برامج بارزة منها: الأفوكاتو، برنامج قانوني.

مايند مايكرز، برنامج اقتصادي اجتماعي على قناة النهار، وحكايات بنات على قناة تن، وعقار واستثمار، والصرح، وحكاية عقار على قناة الشمس، وأمنية مصرية على قناة دريم.

تنوع محتوى برامجها بين القانوني، الاقتصادي، العقاري، والاجتماعي، ما يعكس خبرتها ومرونتها المهنية.

أبرز المحطات المهنية:

جريدة النبأ تمثل المدرسة التي صقلت شخصيتها المهنية، وتعتبرها مؤسستها الأم، حيث تعلّمت قيم الجسارة الصحفية واحترام الكرامة المهنية، وبنت علاقات مهنية متينة لا تزال مستمرة حتى اليوم.

الداعم الحقيقي:

تُرجع ليلى نجاحها الكبير إلى دعم أسرتها، خاصة زوجها وأولادها، الذين تحملوا غيابها وضغط العمل. وتخص بالذكر زوجها الذي كان “الظهر والسند” في الفترات الصعبة. كما تستحضر بتأثر كبير دعم عمّها الراحل المهندس جمال الدين فكري، الذي تعتبره مرجعًا فكريًا وسياسيًا أثّر بشدة في مسارها.

الملف الحالي ومحطات بارزة:

تركّز ليلى العبد حاليًا على تغطية ملف الطاقة، خصوصًا قطاعي البترول والكهرباء، وتعمل على كشف الفساد وإهدار المال العام، وتقديم تحقيقات تمس حياة المواطنين اليومية.

وقدمت سلسلة ملفات مؤثرة تناولت فساد شركات كبرى مثل الشركة العامة للبترول، السويس للبترول، التعاون للبترول، وبتروجيت.

تميّزت هذه الملفات بعمقها المهني وعدم انتفاعها الشخصي منها، مما عزّز مصداقيتها وثقة المصادر بها.

ومن أبرز محطاتها في هذا الملف، كانت تغطيتها الميدانية لأزمة تسعير أنابيب البوتاجاز، حيث واجهت وزير البترول بسؤال جريء: “هل تعلم أن شركة بوتاجاسكو تبيع إسطوانة البوتاجاز بسعر 250 جنيهًا في المناطق العشوائية؟” خلال مؤتمر رسمي، متحدّية التوقعات ومتحدثة باسم المواطن البسيط، ما أثار ردود فعل واسعة دفعت الجهات المعنية إلى التحرك، وفتح تحقيقات ومتابعة ميدانية على مستوى الجمهورية.

 

تكريمات:

حصلت ليلى على تكريم من اتحاد عمال مصر كأصغر أم مثالية، تقديرًا لتوازنها بين الحياة المهنية والعائلية.

 

طموحات مستقبلية ورسالة مهنية:

تحلم ليلى بعودة الصحافة المصرية إلى قوتها، وأن تستعيد نقابة الصحفيين دورها الريادي في حماية المهنة، وأن تتبنى المؤسسات الإعلامية قيم المهنية الحقيقية، لا أن تظل مجرد “أماكن” مملوكة لأفراد لا يدركون قيمة الصحفي.

تؤمن ليلى العبد أن الصحفي لا يمكن أن يعمل بكامل طاقته دون مؤسسة قوية تحترمه، وإدارة تدرك قيمة دوره، ونقابة تقف في ظهره وقت المواجهة. رسالتها أن تبقى صوتًا للناس، وأن تواصل دورها في كشف الحقيقة دون مهادنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى