بروفايلسلايدر رئيسي

محمد أكرم دياب: من الزراعة إلى الصحافة.. رحلة شغف وتفانٍ

محمد أكرم دياب: من الزراعة إلى الصحافة.. رحلة شغف وتفانٍ

نشأ بطل هذا الأسبوع، في كفر شكر، حيث تأثر بوالده المهندس الزراعي، مما دفعه للالتحاق بكلية الزراعة. ورغم تحقيق رغبة والده، إلا أن شغفه الحقيقي كان يتجه نحو الصحافة منذ السنة الأولى في الجامعة، يرى في المهنة سلطة رابعة بحق، لقدرتها على تغيير الواقع وإيجاد حلول للعديد من المشكلات، وهو ما حاول بالفعل تقديمه من خلال تحقيقاته التي صنعت اسمه وحققت الكثير من ردود الفعل والانتشار.

الانطلاقة الصحفية: التعلم من الرواد

بدأت مسيرة محمد دياب الصحفية بالعمل في جرائد بسيطة وغير معروفة، حيث تعلم الكثير على يد المرحوم محمد فاروق، مدير تحرير مجلة الزمالك، الذي كان الأب الروحي له في هذا المجال، ثم تنقل إلى تجارب أكبر بالعمل في جريدة الفجر، المصري اليوم، روزاليوسف.

تجارب مهنية متنوعة: من التحقيقات إلى التخصصات

في حديثه للمرصد، يقول محمد: “عملت في عدة جرائد ومجلات، حيث توليتُ تغطية مصادر مهمة مثل وزارة الخارجية، رغم صغر سني وعدم انضمامي للنقابة آنذاك. تنقلتُ بين ملفات متعددة، منها التحقيقات في مجالات الري والزراعة، وبالأخير مصدر وزارة الداخلية، واكتسبتُ خبرات قيمة من زملاء وقادة صحف مميزين مثل منال لاشين ورامي رشدي”.

تحقيقات بارزة: تأثير ملموس على المجتمع

أنتج دياب العديد من التحقيقات التي حركت مياه راكدة، وغيرت مسار الكثير من الإشكاليات، ومن أبرزها:

تحقيق عن سرقة قضبان القطارات (2017): أجرى معايشة حية لكشف هذه السرقات، مما ساهم في زيادة الوعي حول هذه القضية.

الدولار الأسود (2017): كشف عن سوق غير قانونية لتداول الدولار، مما أدى إلى تدخل الجهات المختصة وضبط العصابات المتورطة.

قطرة توسيع قاع العين: ويقول عن هذا التحقيق: “كنتُ أول من تحدث عن استخدامها من قبل المدمنين، مما دفع وزارة الصحة لإدراجها ضمن قائمة المخدرات المحظورة”.

ختم النسر: تحقيق كشف عن سرقة الأختام في جهات حكومية متعددة، مما أدى إلى تقديم طلبات إحاطة في البرلمان للتحول إلى الأختام الإلكترونية.

كما كشف الصحفي الهمام عن طرق نصب حديثة من خلال تطبيق استطاع النصب على تجار الذهب في ما يقرب من 30 مليار جنيه، ونجح في مساعدة الداخلية بالقبض على العاملين على الأبلكيشن،  وفي 2019 أجرى تحقيقا عن عصابات سرقة المولاس، وهي عصابات في الصعيد مخصصة في سرقة المولاس من شركة السكر التابعة لوزارة التموين، الذي يدخل في صناعة الكحوليات والعطور، ثم توقفت السرقات بعد نشر التحقيق في جريدة الفجر، وأحدث صدى واسعا.

ومن الموضوعات التي أثرت في دياب، كانت تلك المتعلقة بالغرق أو القتل، فحين غرقت مركب في كفر الشيخ عام 2017 كانت تحمل شباب راغبين بالهجرة غير الشرعية، وقتها توجه إلى القرية، وسجل مع أسر الضحايا وتأثر كثيرا بحكايات الغرقى وعلى الأحص شقيقان كان أحدهما عريس جديد، وكلاهما أفقدهم الحلم حياتهما.

التحديات والتطلعات: من المحلية إلى العالمية

يقول دياب: “واجهتُ تحديات عديدة، منها التنقل اليومي من كفر شكر إلى القاهرة، والعمل لفترات طويلة دون رواتب ثابتة. رغم ذلك، واصلتُ تطوير مهاراتي، حيث حصلتُ على دبلوم إعلامي وأتابع حاليًا دراسات الماجستير في الإنتاج التلفزيوني”.

إنتاجات إعلامية: نقل القصص إلى الجمهور

بخلاف الصحافة، أنتج دياب برامج وبودكاست تسلط الضوء على قصص النجاح، منها

“ماتش فراودة”: برنامج مسابقات تعليمية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.

“المثلث”: بودكاست يروي قصص نجاح الشباب.

“مونو بيزنس”: بودكاست يركز على قصص النجاح في مجال الأعمال.

الرؤية المستقبلية: إعلام يبرز التنوع الثقافي

يأبى دياب أن يتوقف قطار طموحه عند حد معين، إذ يحلم بإنتاج برامج تسلط الضوء على التنوع الثقافي في مصر، وتسليط الضوء على الغنى الموجود في مناطق مثل دهب، النوبة، وشرم الشيخ، بهدف تعزيز السياحة وإبراز البيئات المتنوعة في البلاد.

الدعم العائلي: الركيزة الأساسية للنجاح

كان والداه الداعم الأكبر لمسيرة دياب، حيث شجعاه باستمرار وكان لهما دور كبير في تحقيق أي نجاح أحرزه.

الجوائز والتقدير: النجاح الحقيقي في التأثير

رغم عدم تقديمه في مسابقات خاصة بالجوائز للصحفيين، إلا أنه يعتبر أن الجائزة الحقيقية هي تقديم موضوعات تحقق ردود فعل إيجابية بين الناس، سواء على المستوى المهني أو في الواقع.

يؤمن دياب بأن الصحافة هي السلطة الرابعة التي تكشف ما لا يراه الآخرون، وتؤثر في المجتمعات نحو الأفضل. يقول: “أسعى دائمًا لتقديم محتوى يساهم في التغيير الإيجابي، ويعكس التنوع الثقافي والإنساني في مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى