محمد المالحي.. صحفي شامل يعشق المهنة ويجيد فنونها
محمد المالحي.. صحفي شامل يعشق المهنة ويجيد فنونه
رغم دراسته البعيدة عن المهنة، إلا أن صوت نداهة الصحافة كان أقوى من تجاهله، فلبى محمد المالحي النداء وشق طريقه في بلاط صاحبة الجلالة.
محمد المالحي في سطور:
حصل على بكالوريوس تجارة وإدارة الأعمال من جامعة حلوان، ويعمل كاتب صحفي ومعد برامج، وهو عضو نقابة الصحفيين، وعضو بجمعية كتاب ونقاد السينما، وباحث دراسات عليا في أكاديمية الفنون، وصاحب كتاب (50 سنة سينما.. درويش) الذي يتناول المسيرة الإبداعية للمخرج أحمد فؤاد درويش، وتاريخ السينما التسجيلية في مصر.
بدايات حب الصحافة:
يتذكر محمد المالحي متى تعلق بمهنة الصحافة، يقول للمرصد: “بدأ حبي للصحافة في المرحلة الثانوية، منتصف التسعينات، بسبب حرص والدي على شراء مجلتي “روز اليوسف”، “صباح الخير” وجريدتي “العربي الناصري”، و”الأهالي”، أسبوعيًا، في أوج مجدهم، وعندما التحقت بالجامعة وكنت مغتربًا وقتها- من إسكندرية وجئت القاهرة- قي الجامعة حرصت على المشاركة في الندوات الثقافية والفنية والأسر الطلابية، والمشاركة في مجلة جامعة حلوان، وعلي نحو كبير تأثرت بفكرة “الكتابة الحلوة- الرايقة” من جريدة “الدستور” وقت إصدارها الأول عام 1996/ 1997 ومجلة “نصف الدنيا” إبان ترأس الكاتبة الكبيرة، الأستاذة سناء البيسي، برئاسة تحريرها، خاصة “الملاحق الخاصة” التي كانت تصدرها المجلة وقتها”.
لعبت المصادفة دورًا كبيرًا في حياة المالحي، وكان عالم “رسم الكاريكاتير”، بوابته الأولى، حيث شجعه صديق الدراسة، الصحفي طارق أمين، ورئيس تحرير برامج قنوات mbc مصر حاليًا، شجعه أثناء فترة الجامعة وقتها، على رسم الكاريكاتير، ومقابلة فنان الكاريكاتير الراحل الكبير مصطفى حسين، بمقر الجمعية المصرية للكاريكاتير، كان ذلك عام 1999.
يقول: “فوجئت بترحيبه وذوقه في التعامل مع البشر، وأبدى لي بعض الملاحظات في ود شديد، وهو نجم كبير وقتها، بعدها مباشرة تعرفت على فنان الكاريكاتير الجميل، سمير عبد الغني، وطلب مني الحضور للجمعية دائمًا والاستفادة من خبرات الفنانين الكبار، وتلك الفترة من أسعد فترات حياتي، ورغم أني لم أستمر في مسار رسم الكاريكاتير إلا أن فناني الكاريكاتير هم الأقرب لقلبي وعقلي في بلاط صاحبة الجلالة”.
في غضون عام 2000 أسس الكاتب الصحفي الكبير، عادل حمودة، جريدة “صوت الأمة” والتحق طارق أمين، بالجريدة، ومن خلاله كانت أولى خطوات صديقه المالحي في بلاط صاحبة الجلالة.
يتذكر الصحفي هذه الفترة، ويصفها: “زيارة واحدة لمقر الجريدة في المهندسين وقتها، بصحبة صديقي غيرت حياتي- ندهتني نداهة الصحافة، استهوتني ووقعت في غرامها بل وعشقها، وتركت “الكاريكاتير” وبدأت العمل متدربا بالقطعة”.
تعتبر تجربة العمل بمكتب جريدة “المصري اليوم” بالإسكندرية قبل ثورة 25 يناير، من أهم المحطات التي غيرت مسار حياة المالحي المهنية، ويدين لها بكثير من الفضل، كذلك عمله في جريدة “الفجر” حتى سنوات قريبة، أما أهم محطة في وجهة نظره فكانت عمله “كمراسل ومعد- حر” بمكتب قناة “سكاي نيوز عربية- بالقاهرة” مع الإعلامي سمير عمر، كذلك ترشيحه من قبل الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، لعمل في راديو BBC عربي، وقت عمله في لندن، لنقل مشاهدات ثورة 25 يناير بمدينة الإسكندرية عن طريق مداخلات يومية.
محطات وتجارب مهنية ثرية:
عمل المالحي في العديد من المواقع والمنصات المصرية والعربية العريقة، ومنها مكاتب صحف “الجريدة- الكويتية” و”الخليج- الإماراتي” بالقاهرة، كمراسلًا من الإسكندرية، قبل نقل إقامته بشكل كامل للقاهرة، وحالياً يعمل صحفي حر، ويعتبرها “هدنة مؤقتة” عن صاحبة الجلالة، متفرغًا للدراسات العليا بأكاديمية الفنون والإعداد التليفزيوني وبعض المشروعات الأدبية المؤجلة، ومنها مشروع كتاب عن المخرج الكبير يوسف شاهين، يضم عدد من أوراقه الخاصة، تنشر لأول مرة.
وبعيدًا عن الصحافة، لدى المالحي خط أدبي أجاده في عدد من الأعمال التي تتبع فيها أوراق خاصة لعدد من مشاهير ونجوم مصر، مثل النجم أحمد زكي، والمخرج يوسف شاهين، والأوراق الخاصة لعالم الجغرافيا الشهير جمال حمدان، كذلك محاضر غرفة صناعة السينما، خلال حقبة الخمسينات والستينات، وأوراق توزيع الفيلم المصري، خلال عصره الذهبي، منذ نشأت السينما المصرية وحتى منتصف الستينات، إضافة لحكايات أديب نوبل نجيب محفوظ، المجهولة، بالإسكندرية، وأصدقائه بالمدينة الساحلية.
موضوعات فارقة:
خلال مشوار المالحي المهني كتب عن العديد من الموضوعات والأحداث المهمة التي شغلت الرأي العام، ومنها سلسلة تحقيقات عن مافيا سرقات “أملاك الأجانب” و”أراضي الدولة” بأوراق مزورة بالإسكندرية، كذلك الموضوعات الخاصة بالوثائق والأرشيفات النادرة، والتي تمثل جزءًا من تاريخ وذاكرة مصر، ومنها أوراق النجم أحمد زكي الخاصة، كذلك بعض أوراق المخرج يوسف شاهين، وحرافيش نجيب محفوظ المجهولة، وملاحظته على سيناريوهات بعض الأفلام، بخط يده، إبان فترة رئاسته لجهاز الرقابة على السينما في مصر منتصف الستينات.
وأثناء تتبعه للكثير من القصص واجهته مواقف إنسانية كثيرة لا تعد ولا تحصى، خاصة من تسبب نشر موضوعات صحفية عنهم في رجوع حقهم أو إنصافهم ورفع الظلم عنهم، ويرى أن هذا أسمى هدف يعمل من أجله.
أما عن أبرز الشخصيات التي يعتز بالحوار معها، فهم: المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية السابق، في أكثر من حوار صحفي، والنائب البرلماني الراحل أبو العز الحريري، والمناضل العمالي الراحل البدري فرغلي.
واجه المالحي العديد من المواقف الصعبة التي تعرض لها بسبب عمله الصحفي، كانت عقب فض اعتصام رابعة العدوية، لأنصار جماعة الإخوان في أغسطس 2013، كان يغطي وقتها اشتباكات بين انصار الجماعة الإرهابية والقوى السياسية الرافضة لحكمهم، بساحة مسجد القائد إبراهيم، بمدينة الإسكندرية، وتعرض لطلقات خرطوش خلال الاشتباكات، كادت أن تودي بعينه، لولا “زجاج نظارته الطبية” التي حمته من الرصاص الطائش.
الصحافة والمستقبل:
يرى المالحي أن الصحافة الورقية في حالة متأخرة، بسبب تشابه المحتوى إلى حد كبير، “رغم وجود كفاءات مهنية وإبداعية عظيمة بها، سواء حكومية أو خاصة، إلا أن بها بعض بوادر الأمل بين الحين والآخر، مثل تجربة ملحق “حرف” الثقافي، للزميل الدكتور محمد الباز، والصادرة عن جريدة “الدستور” على سبيل المثال وليس الحصر”.
ويشير إلى أن المستقبل في صالح الصحافة الإلكترونية بسبب التطور التكنولوجي وسرعة إيقاع العصر، واعتبر نفسه محظوظًا لأنه واكب هذا التطور، وكان من أوائل محرري موقع “الفجر” الإلكتروني وقت انطلاقه في غضون عام 2011.
ويرى الصحفي أن المجال حاليًا به كفاءات شابة شديدة التميز، لديها أفكار رائعة، خاصة على القادرين على التمكن من أدوات العصر الحديثة من منصات السوشيال ميديا، والفيديو جرافيك، وغيرها.
أدوات النجاح وأحلام الغد:
يملك المالحي الكثير من أدوات النجاح، ومع ذلك لا يكف عن التطور والتعلم، يقول: “بعيدًا عن هوس سبق “الترند” الخاطئ أحيانًا، أحاول دائما تطوير أدواتي بمواكبة ذلك التطور من تعلم الأدوات الحديثة مثل الـ”بودكاست” و”صحافة البيانات” وغيره من أدوات الصحافة الحديثة.
كما يحلم بالانتهاء من مشروعاته الأدبية المؤجلة وأن تجد صدى طيبًا لدى القارئ/ة وتبقى في ذاكرة الناس على المدى البعيد.