محمد علاء.. صحفي صاحب بصمة في ملفي الإسكان وصحافة البيانات

محمد علاء.. صحفي صاحب بصمة في ملفي الإسكان وصحافة البيانات
محمد علاء، هو ابن مدرسة الصحافة الميدانية، الذي شق طريقه من قلب الأحداث إلى عمق التحليلات فلم يكتفِ بتغطية الأخبار، بل جعل منها نافذة على هموم الناس ومشكلاتهم، لتدرك عند قراءة موضوعاته أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل حياة تُعاش بكل تفاصيلها.
ملامح مهنية وشخصية:
محمد علاء، صحفي مصري يبلغ من العمر 33 عامًا، يعمل حاليًا صحفيًا متخصصًا في ملفي المياه والإسكان بجريدة “الشروق”، كما يشغل موقع محرر نشرة “حابي” الاقتصادية. تخرج في قسم الإعلام (شعبة الصحافة) بكلية الآداب – جامعة حلوان عام 2012. يتمتع بشغف دائم بالتعلم والتدريب المستمرين.
بدأ محمد رحلته مع الصحافة فور تخرجه، حيث التحق متدربًا ببوابة جريدة “الوفد” لنحو شهرين، قبل أن ينضم إلى “الشروق” في نهاية أغسطس 2012، حيث عمل صحفيًا ميدانيًا ومحررًا بالقسم السياسي حتى نهاية عام 2014، ثم انتقل إلى قسم الأخبار، متوليًا تغطية وزارتي الموارد المائية والري، والإسكان.
وخلال السنوات الأخيرة، اتجه إلى العمل على القصص الصحفية المعتمدة على تدقيق المعلومات، وكتابة التحقيقات والتقارير الصحفية المعززة بالبيانات، إلى جانب عمله في تغطية الملفات الخدمية الكبرى.
محطات مهنية:
عمل محمد طوال مسيرته المهنية في عدة مؤسسات صحفية، أبرزها جريدة “الشروق”، التي يعمل بها منذ عام 2012، بواقع 13 عامًا من الاستمرارية، وعمل في “إرم نيوز” الإماراتية، ومحرر ديسك في موقع “البداية”. وفي مجال العمل التلفزيوني، شارك في إعداد الموسم الأول من برنامج “كلمة حق” على قناة “MBC مصر”.
كان دعم الأسرة حاسمًا في حياة محمد المهنية، إذ لطالما كانت أسرته سندًا له، وعلى رأسهم والدته – رحمها الله – التي يعتبرها صاحبة الفضل الأول في أي خطوة موفقة في حياته. كما يشيد دائمًا بدور زوجته التي يعتبرها شريكة الرحلة، والقارئة والناقدة الأولى لموضوعاته الصحفية، إلى جانب الدعم المستمر من والده وشقيقته.
جوائز وتكريمات:
حصل محمد علاء على عدد من الجوائز والتكريمات المهنية، من أبرزها:
جائزة الصحافة المصرية (فرع صحافة البيئة) عام 2022.
جائزة “رادار نيوزليتر” لأفضل تقرير تدقيق معلومات عام 2023.
جائزة المركز الثاني لأفضل مشروعات دورة صحافة البيانات التي نظمتها نقابة الصحفيين بالتعاون مع مؤسسة هيكل للصحافة العربية عام 2024.
تكريم من جريدة “الشروق” عام 2024، تقديرًا لعطائه المهني.
تكريم من وزارة الموارد المائية والري والاتحاد الأوروبي عام 2018، تقديرًا لإسهاماته في رفع الوعي بترشيد استهلاك المياه.
ملفات فارقة:
على مدار سنوات عمله، غطى محمد عددًا كبيرًا من الملفات، وقدم عشرات الحوارات الصحفية والتقارير والتحليلات في ملف المياه، خاصة ما يتعلق بأزمة سد النهضة، والإسكان، مع التركيز على مشروعات الإسكان الاجتماعي، وتطوير العشوائيات، وملف الإيجار القديم.
أجرى لقاءات صحفية مع عدد من الوزراء المعنيين بملف المياه في مصر، وجنوب السودان، ولبنان، والعراق، إلى جانب حوارات مع عدد كبير من العلماء والخبراء المصريين، ومسؤولين دوليين، مثل نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، وألفريدو أباد، المدير الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي.
أنجز محمد عددًا من التحقيقات الصحفية الهامة في مجال المياه، منها:
“نهر النيل.. جلطات التلوث تسد شريان الحياة”
“فلاتر التنقية.. كوب ماء نظيف محفوف بالمخاطر”
“الترشيح الطبيعي.. تقنية خضراء منخفضة التكاليف والفواقد لإنتاج مياه الشرب النظيفة” – وهو التحقيق الفائز بجائزة الصحافة المصرية.
وفي مجال صحافة البيانات، أنجز تحقيقات وتحليلات نوعية، من أبرزها:
“حوادث الطرق في مصر.. نزيف دم لا يتوقف”.
“لهيب الحرائق يلاحق أرواح المصريين.. 400 حادث كل 3 أيام”
“انهيار العقارات في مصر.. أزمة مستمرة وحلول مجمدة”
“حلول لأزمة مياه مصر المفقودة.. 3 مليارات متر مكعب ضاعت بين وصلات مخالفة وشبكات متهالكة”.
من بين أكثر الموضوعات التي أثرت فيه شخصيًا، يروي محمد في حديثه للمرصد، واقعة حدثت في بداية عمله الصحفي بجريدة الشروق، حينما ارتكب خطأ في تغطية مؤتمر لرئيس حزب سياسي، نتيجة تسرعه في النشر دون مراجعة دقيقة. ترك هذا الموقف أثرًا عميقًا في نفسه، وغرس فيه أهمية مراجعة المادة الصحفية بدقة قبل النشر. كما شكلت التغطية الميدانية، خاصة أثناء الاشتباكات، وعيه بأن سلامة الصحفي فوق كل اعتبار، وأن مهمته الأساسية أن يكون عين القارئ في الميدان دون انحيازات شخصية.
شارك محمد في تغطية أحداث محورية، منها: التظاهرات والاشتباكات أمام قصر الاتحادية، والكاتدرائية المرقسية في العباسية، ومكتب الإرشاد بالمقطم، ودار القضاء العالي، وميدان التحرير، واعتصام رابعة العدوية. كما غطى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، واستفتاءات الدستور منذ عام 2012، إلى جانب تغطية فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، وجولات التفاوض بشأن سد النهضة، والمنتدى الحضري العالمي.
تحديات وطموحات:
واجه محمد تحديات عديدة خلال مسيرته، أهمها العمل في بيئة اقتصادية مرهقة، تضطر الصحفي للعمل في أكثر من جهة ولساعات طويلة دون مقابل عادل. كما عانى، مثل كثير من زملائه، من ظاهرة “الشِّلل الصحفية”، التي تحجب أحيانًا فرصًا مهنية مستحقة. كذلك شكلت صعوبة الوصول إلى المعلومات الدقيقة والكاملة تحديًا يوميًا، خاصة في ظل ضعف استجابة كثير من الجهات الحكومية، و”صمت” بعض المتحدثين الرسميين، الذين لا يردون أو لا يقدّمون معلومات صالحة للنشر.
يذكر محمد مثالًا على ذلك بتواصله مع متحدث رسمي لإحدى الوزارات لطلب بيانات ضمن تحقيق كان يعده، وقد وعده المتحدث بتوفير البيانات بعد الرجوع إلى المعنيين، لكنه لم يرد حتى بعد نشر الموضوع في أكتوبر 2024، رغم متابعة محمد له باتصالات ورسائل متكررة على مدى أسبوعين.
يشير محمد إلى أن سنوات الخبرة علمته كيف يجد لنفسه مدخلًا للكتابة عن الموضوعات “الحساسة”، دون الوقوع في مأزق “رفض النشر”.
من الشخصيات التي أثّرت في تكوينه المهني، يذكر محمد كتابات أساتذة كبار مثل سمير عطا الله، وسناء البيسي، وجميل مطر، الذين تعلم منهم مهارة الصياغة والسرد الصحفي العميق.
يركز محمد حاليًا على توظيف صحافة البيانات في تغطية قضايا الناس ومشكلاتهم الحياتية، ويسعى لتقديم محتوى بسيط يشرح الأزمات ويوضح تأثيرها المباشر على الجمهور، ويقترح حلولًا ومداخل بديلة. كما يواصل اهتمامه بملفي المياه والإسكان، ساعيًا إلى تقديم قيمة مضافة للقارئ بالتحليل والتوثيق والربط بالمعلومات والبيانات.
أما عن طموحه في السنوات القادمة، فيأمل محمد بتحسن أوضاع الصحفيين، لا سيما على الصعيد المادي، بحيث لا يُضطر الصحفي للعمل لساعات طويلة بأجور زهيدة. كما يطمح إلى مواصلة التعلم ومواكبة الجديد في عالم الصحافة، مع تركيز أكبر على صحافة البيانات، وألا يكون مجرد اسم عابر، بل أن تترك كتاباته أثرًا حقيقيًا في حياة الناس. كذلك يخطط لخوض تجربة التدريب الصحفي والعمل الأكاديمي في المستقبل القريب.
رسالة للمستقبل:
يوجه محمد في ختام رحلته هذه رسالة إلى الجيل الجديد من الصحفيين والصحفيات، قائلاً:
“اقرأ كثيرًا. اهتم دائمًا بأمرين: الوصول إلى المعلومة الصحيحة والكاملة، وطريقة عرضها. تحقق من المعلومات ولا تكتفِ بمصدر واحد. كن صادقًا وموضوعيًا. احذر من الحشو، وركّز على ما يخدم قصتك. راجع النص جيدًا بعد الكتابة. تذكّر أن كل موضوع له زوايا متعددة، وروايات مختلفة. وتذكر أن تنوع أدواتك ومهاراتك يفتح أمامك فرصًا. أفضل الموضوعات هي التي تتحدث عن الناس، وإليهم، دون استعراض لغوي”.