“محمد عوض”.. صحفي متعدد المهام تحرر من قيود صحافة الأقاليم
حب الصحافة تملّكه منذ كان صغيرًا في المرحلة الابتدائية، حيث اعتاد مراجعة حصة الإملاء مع “خاله” الذي كان يشجعه على قراءة الصحف الورقية وعدم الاكتفاء بالكتاب المدرسي، فاعتاد قراءة الصحف صباح وارتبط ارتباطًا وثيقًا بالقراءة طوال سنوات الدراسة المدرسية حتى نصحه أحد معلميه في المرحلة الثانوية بالاتجاه لدراسة الإعلام لتوظيف هوايته.
البداية
تخرّج الصحفي الشاب من كلية الآداب قسم الإعلام جامعة الزقازيق عام 2003، ومن بداية تخرجه بدأت مسيرته المهنية في مجال الصحافة، ولكونه واحدًا من أبناء الأقاليم وليس العاصمة، فكان مراسلًا صحفيًا لصالح المؤسسات التي عمل بها في بداية حياته؛ وقبل ذلك تدرب أثناء دراسته الجامعية لمدة عام كامل في إحدى الصحف المحلية التي تصدر عن ديوان محافظة الإسماعيلية.
تخرّج الصحفي الشغوف وانطلق بعدها في مسيرته المهنية الفعلية، وكان محظوظًا بالعمل في بعض الصحف الشهيرة منها جريدة الدستور و”الكورة اليوم” وتخصص في الصحافة الرياضية ثم انتقل بعدها للعمل بالقاهرة، وهنا انطلق نحو تجربة جديدة بالعمل في ملف الصحافة الثقافية.
تجربة الصحف العربية
كان لـ”عوض” تجارب صحفية مختلفة في قسم الثقافة ببعض الصحف العربية منها جريدة المدينة السعودية، وجريدة الراي الكويتية، وظل في تلك المرحلة حتى عام 2011 حتى جاءته فرصة جيدة للعمل في جريدة اليوم السابع التي كانت حديثة في تلك الفترة وواحدة من أشهر الصحف الخاصة.
مرحلة جديدة بالعاصمة
انتقل “عوض” إلى محطة مهنية جديدة داخل جريدة اليوم السابع وتخصص في أقسام الثقافة والتحقيقات ولكن تلك المرة كمراسل مقيم بمدن قناة السويس وسيناء، استمرت تلك المرحلة لمدة سبع سنوات حتى عام 2018.
اعتبر”عوض” تلك المرحلة مهمة ومؤثرة في مسيرته المهنية، حيث بدأ خلالها تجربة صحافة التحقيقات الممتعة التي أفادته على المستويين المهني والشخصي خاصة بعد أحداث يناير عام 2011 وما تبعها من أحداث سياسية في الشارع المصري، أنتج خلالها تحقيقات تمس اهتمامات الشارع المصري حينها خاصة في المناطق التي شهدت تلك الأحداث كميدان التحرير وشارع محمد محمود ومنطقة الاتحادية.
ضريبة المهنة
شارك “عوض” في تغطية أحداث عنف في الإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء، والقاهرة والإسكندرية، خلال الفترة ما بين 2011 وحتى 2014، إلا أنه تأثر نفسيا بالأحداث وأصيب باضطراب ما بعد الصدمة وضغط نفسي مزمن، وخضع لعلاج طبي مع متخصصين بسبب مشاهد العنف التي شارك في تغطيتها، وبعدها حصل على تدريبات للدعم النفسي مع شبكة الصحفيين الدوليين، للمرونة النفسية لتخطي مصاعب التغطية الميدانية.
الصحافة الحرة
انتهت علاقة “عوض” بجريدة اليوم السابع في عام 2018 لتبدأ بعدها مرحلة مهنية جديدة، حيث اتجه الصحفي الشاب إلى العمل الحر مستفيدًا من خبراته السابقة في صحافة التحقيقات لإنتاج تقارير مصورة لصالح وكالات أنباء وقنوات ومجلات ومواقع صحفية مختلفة منها “رصيف 22″ و”المنصة”.
موضوعات مميزة
لم يسعى الصحفي الشاب محمد عوض دائما وراء الجوائز الصحفية، بحسب تعبيره، إلا أن أرشيفه الصحفي يزخر بالعشرات من الموضوعات المميزة وتظل أقربها إلى قلبه هي الموضوعات التي أنتجها لصالح الوكالات والمواقع الصحفية الحرة، منها قصة صحفية على موقع “رصيف 22” بعنوان “الجري”.. أرخص رياضة تأتيكم في مصر بأعلى الأسعار، عن تأثر رياضة الجري بتراجع قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية وارتفاع رسوم الاشتراك في تلك الرياضة، وبحسب روايته، حظيت القصة برواج بين الرياضيين/ات وقتها.
وفي تحقيق آخر كشف “عوض” عن تفاصيل هامة في مجال السياحة البيئية ومبادرات تصوير وتوثيق مسارات هجرة الطيور، وأعيد نشر التقرير في منصات مهتمة بالطيور والسياحة البيئية.
تحقيق ثقافي آخر أنتجه “عوض” عن آلة السمسمية التراثية، بعدما أعلنت مصر نيتها لتسجيل الآلة ضمن التراث غير المادي، تتبع خلاله خلافات عن تاريخ الآلة، ونقاشات حول الجذور من بين الأصول إن كانت وصلت إلى مدن القناة مع القادمين/ات من السودان أم من العائدين/ات من الحجاز.
مهارات أخرى
بجانب الصحافة اتجه “عوض” للعمل في التدريب الصحفي للطلاب وصغار الصحفيين/ات بشكل جزئي في محاولة منه لاكتساب لون جديد في المهنة، بدأ بالحصول على تدريب للعمل كمدرب صحافة مع مؤسسة ألمانية عام 2015، ثم مع منصة إدراك، ويقدم حاليا تدريبات بشكل تطوعي لبعض المنصات المحلية.
صعوبات صحافة الأقاليم
يرفض “عوض” مصطلح “صحفي الأقاليم” لعدم ترسيخ مركزية القاهرة، حيث يعتبر أن أن المعايير الأساسية للصحافة تكمن في مهارة الصحفي/ة تطبيقها في أي مكان والنشر مع أي وسيط، ولكن من المعروف أن الصحفيين/ات في المحافظات يواجهون صعوبات مختلفة من حيث بعد القرى والمدن المكاني، وأزمة التنقلات والصعوبة الأكبر في ضعف الرواتب المخصصة للصحفيين/ات العاملين/ات في محافظات خارج القاهرة، حيث تكون رواتبهم/ن أقل من العاملين/ات في المركز الرئيسي، ومن ثم تقل فرصهم/ن في الترقي ورفع المرتبات.
وتابع ابن محافظة الإسماعيلية، في حديثه للمرصد المصري للصحافة والإعلام، عن مصاعب مهنة الصحافة، بالإشارة إلى أن المؤسسات التي تضع ضغوطا هائلة على صحفيين/ات المحافظات البعيدة، ليكون عليهم العمل بدوام كامل، للتعامل مع أي خبر على مدار اليوم دون إجازات، في حين يعمل الصحفي/ة في المركز الرئيسي لمدة محددة في اليوم.
كما يحتاج الصحفيون/ات للتنقل بين مدن المحافظة المكلفين/ات بتغطيتها، وفي نفس الوقت يُطلب منهم عدد مبالغ فيه من الأخبار يوميًا، فيلجأ بعضهم/ن إلى الاعتماد على بيانات رسمية وأخبار مكررة للوفاء بعدد الأخبار المطلوبة، وهو ما يؤثر على جودة المنتج النهائي، حسب تعبير “عوض”.
وتجنبًا لتلك المصاعب السابق ذكرها، قرر عوض الاتجاه إلى الصحافة الحرة وعدم استهلاك يومه في ضخ خبري غير مؤثر في حياة الناس والتخصص في إنتاج التحقيقات والقصص المصورة المفيدة للمجتمع.
تطور مهني
يسعى الصحفي الإسماعيلاوي لتطوير نفسه دائمًا في مهنة الصحافة، ولا يزال يحصل على تدريبات تعلم مهارات الكتابة الصحفية لتطوير أسلوب الكتابة، إلى جانب تدريبات تعلم التصوير وأصبح بجانب الكتابة الصحفية يعمل كمصور حر لبعض وكالات الأنباء العالمية، مدعمًا مهاراته هذه بإنتاج الفيديو وتعلم برامج المونتاج، كما يتلقى مؤخرًا تدريب على إنتاج البودكاست ومهارات التحقق من الأخبار.
طموحات مستقبلية
يسعى”عوض” حاليا إلى زيادة تواجده الميداني ولا يسعى لأن يصبح مديرًا أو صاحب منصب، حيث يفضل تقديم نفسه على أنه صحفي ميداني أفضل من مدير في منصة ما، ويؤمن دائما أن أكبر جائزة يحصل عليها الصحفي هي رسالة شكر من شخص انتهت مشكلته بعد الكتابة والتنوية عنها، أو يساعد تحقيق أنتجه في إحداث تعديل أو تغيير وضع لشخص تعرض للظلم.