محمد يحيى.. مدرسة في الصحافة الرياضية

بطل هذا الأسبوع هو الصحفي والإعلامي الرياضي محمد يحيى، كانت الكتابة هي البوابة الأولى أمام محمد يحيى كي يعرف منها حبه للصحافة، والتفت إلى موهبته فيها بعدما أخبرته إحدى معلماته أنه سيكون أديبًا أو كاتبًا ذو شأن كبير.
محطات في عالم الصحافة:
في المرحلة الجامعية وبالتزامن مع دراسة الصحافة بكلية الآداب، حقق إنجازات على المستوى الرياضي، إذ كان لاعب محترف لمنتخب المصارعة المصري، وحين شارك أصدقاؤه في تجربة العمل بالصحافة وقع اختياره على القسم الرياضي، ليوازن بين هوايتيه الكتابة وممارسة الرياضة من أخرى.
عمل “يحيى” في مجلة 90 دقيقة، وبعد شهرين نجح في الحصول على فرصة بجريدة المصري اليوم في بداية اطلاقها، وبثقة مديريه كان يكتب صفحة كاملة بمفرده، يقول لـ”المرصد” عن هذه التجربة: “اكتسبت خبرات كبيرة من قيادات في الجريدة أصبحوا الآن رؤساء قنوات ورواد للإعلام الرياضي في مصر”.
كان لأسرته دورًا كبيرًا في تشجيعه ودعمه على المستويين المادي والمعنوي، يقول: “الصحافة زي النداهة، تسحب الشخص من حياته مهما كلفه الأمر من تحديات وهذا يحتاج إلى دعم من المحيطين وهو ما فعلته معي أسرتي”.
ويستكمل: “عملت لمدة عام على الأقل بدون مقابل مادي، ثم حصلت على مكافأة وبعدها مرتب، لأتواجد بشكل رسمي وأكون مع الوقت أصغر المنضمين إلى نقابة الصحفيين فور انتهائي من الدراسة الجامعية عام 2009، بعد اجتيازي اختبارات الجريدة قبل التعيين تضمنت الكتابة والمعلومات العامة والمقابلة الشخصية، وتجاوزتها بشكل جيد”.
قدم محمد تغطيات كبيرة لأحداث رياضية مهمة، ومنها أولمبياد بكين 2008، واستكمل في الصحافة الرياضية باستثناء فترة ثورة يناير 2011 طلب من رئيس تحرير المصري اليوم وقتها مجدي الجلاد تغطية الأحداث في جمعة الغضب، وبالفعل خرج إلى الشارع ليقدم تغطيات حية للأحداث على مدار 18 يومًا، حتى وصل أنه كان الثاني على مستوى المصري اليوم إنتاجًا للمواد الصحفية، وحصل وقتها على مكافأة مادية.
في 2012 انطلقت تجربة جديدة في الصحافة وهي جريدة الوطن، ومعها بدأ يحيى رحلة جديدة، وتدرج في المناصب من نائب رئيس قسم، ثم رئيس قسم، إلى نائب مدير تحرير في الجريدة.
بالتزامن، اشتغل محمد في الإعلام المرئي، وتنقل منذ 2008 بين عدد من القنوات، ومنها قناة الحياة إلى 2012 تولي الملف الرياضي في إذاعة البي بي سي بالشرق الأوسط، وكان ومسؤولًا عن النشرة الرياضية من 2011 حتى يناير 2023، كما عمل في قنوات أون تايم سبورت، وحاليًا تولى منصب رئيس تحرير فيها، وقبلها كان رئيس تحرير لبرنامج رياضي حقق نسب متابعة كبيرة، وهو برنامج “أوضة اللبس” الذي قُدم على قناة النهار، هذا بالإضافة إلى عمله في أكثر من قناة فضائية ومنها المحور وأبو ظبي الرياضية.
إنجازات صحفية:
في الفترة من 2016 لـ 2019 عمل محمد يحيى على تحقيقات صحفية مهمة، منها تحقيق عن المنشطات وأضرارها، وكشف أن الترامادول مادة محظورة في مصر ومجرمة، لكن على المستوى الدولي هناك اتحادات لا تمنعها، حتى أن رياضيين من مصر يتناولونها بشكل خاطىء، وحصل هذا التحقيق على جائزة تقديرية، والمركز الثاني في جائزة مصطفى وعلي أمين 2017، كما أنجز تحقيق آخر عام 2019 عن حلم المصريين لإعداد محمد صلاح جديد، ونصب العديد من المراكز الرياضية على الأهالي وأبنائهم باستغلال هذا الحلم، وحصل التحقيق على مركز أول في نفس الجائزة السابقة.
كما قدم حوارات مع نجوم الكرة والرياضة، مثل أول حوار صحفي مع اوتوفيستر المدير الفني السابق لنادي الزمالك، وحوار مع كالوشا بواليا نجم منتخب زامبيا، وحوار مع أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ويورغن كلينسمان نجم منتخب ألمانيا، وغيرهم من نجوم الرياضة العالميين، وعلى المستوى المصري مع كل نجوم الكرة المصرية منهم حازم إمام، وأحمد حسام ميدو، ووزير الشباب والرياضة السابق خالد عبد العزيز، غيرهم كثيرين.
يجد محمد سعادته في العمل الصحفي الخدمي، الذي يقدم منفعة للناس أو يرد حق مظلوم، وقدم هذا بالفعل حين اتهم مدير فني لمنتخب المصارعة ظلمًا في قضية أخلاقية تابعها المهتمون بالرياضة، وتتبع محمد القضية حتى أثبت براءته خلال تحقيق صحفي استطاع أن يرد عن المدير الفني ظلمه.
وأيضًا في وقت اوليمبياد لندن 2012 كان المصارع كرم جابر يحاول يستعد للبطولة، وكانت تواجهه العديد من المشكلات التي كادت تثنيه عن المشاركة، واستطاع محمد من خلال التواصل معه تأسيس حملة صحفية ساعدته في العودة للتدريب قبل الأوليمبياد بـ 3 أشهر، وأحرز وقتها ميدالية فضية وأجرى معه حوارًا خاصًا، وأخبره وقتها كرم جابر أنه صاحب الفضل في عودته للتدريب والاشتراك بالأوليمبياد.
ومن الحوارات التي يفخر بها محمد حواره مع النجم شيكابالا الذي نشر في أول عدد لجريدة الوطن، وكان بعد مذبحة بورسعيد، وتحدث فيه شيكابالا بانفتاح يحمل الكثير من المشاعر الصادقة.
كما أنجز تحقيقًا كشف فيه تعاقد نادي الزمالك مع لاعب وكيله إسـ رائيلي، وخاض معركة صحفية كبيرة وتم اتهامه فيها بتزوير العقد وقتها، ولكن القضاء أثبت أن العقد سليم والواقعة التي كتبها سليمة.
ويرى محمد أن الصحافة الرياضية تتطور بسرعة كبيرة، وعلى الصحفيين الجدد مواكبة هذه السرعة بإنتاج تقارير معمقة ومصنوعة وعدم الاكتفاء بخبر عمره قصير في عصر السوشيال ميديا، كما يحلم باستمرار العمل في الصحافة الخدمية مؤمنًا أن الرياضة ليست مجال ترفيهي فقط، بل من خلالها يتواصل مع أحلام الناس والشباب ويمكنه تحقيق الكثير منها من خلال تقارير إعلامية تقف بجوار الموهوبين، وتفتش عن أصحاب الهوايات الرياضية في كل مكان في مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى