محمود الجندي.. إمبراطور صحافة العقارات في مصر 

بطل الأسبوع الحالي، يمتلك المهارات اللازمة للصحفي المتميز، يتولى رئاسة مجلس إدارة وتحرير صحيفة اقتصادية مستقلة، ترصد وتحلل الواقع العقاري والاقتصادي بمهنية وتزود القارئ بأهم الأخبار والمعلومات والتحليلات والمتابعات لكافة القطاعات، الأمر الذي جعلها الأداة الاقتصادية الأهم التي يعتمد عليها صناع القرار ورجال الأعمال والشركات والمستثمرين في القطاع العقاري لتطوير أعمالهم.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتب الصحفي محمود الجندي.

 البداية

وُلد محمود الجندي في يناير 1984 بمحافظة أسيوط، درس فى الأزهر الشريف منذ المرحلة الابتدائية وصولا إلى المرحلة الجامعية، وتخرج في كلية الشريعة قسم القانون سنة 2006، وإلى جانب دراسته للقانون حصل على عدد من الدورات في التغطيات الصحفية من مؤسسات دولية كـ”رويترز – ومركز حماية وحرية الصحفيين بالأردن CDFJ”.

ساهمت دراسته فى الأزهر الشريف، في صقل مهارات الكتابة والإلقاء لديه، ودخل مجال الصحافة عام 2003 خلال فترة دراسته الجامعية، عبر جريدة محلية تصدر في الصعيد وتحمل اسم “المستقبل”.

في هذه الجريدة تدرب الجندي على قواعد التحرير الصحفي، وكان أول تحقيق صحفي ينشر له خلال مسيرته المهنية “عقاري بحت”، تناول فيه المشكلات التي يعاني منها سكان مدينة أسيوط الجديدة آنذاك، وكان ذلك في عهد وزير الإسكان الأشهر محمد إبراهيم سليمان، وقد أحدث التحقيق وقتها أزمة كبيرة.

وفي عام 2004 انتقل بطلنا للعمل كمراسل في جريدة “صوت الأمة” تحت رئاسة الكاتب الصحفي عادل حمودة، وكانت “صوت الأمة” وقتها جريدة تهز مصر بموضوعاتها الجريئة ومحاربتها للفساد بجرأة تحسد عليها. فى البداية كان الجندي يراسل صوت الأمة من أسيوط، بعدها انتقل إلى القاهرة بناءً على طلب من  الكاتب الصحفي وائل عبد الفتاح رئيس قسم التحقيقات وقتها.

على المستوى المهني تأثر بطلنا بالكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، حيث أُعجب بقدرة هيكل على مد علاقاته وأن يكون شريكا في صنع القرار بل وصانعاً له فى ذات الوقت، كما تأثر أيضًا بالكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين، ويومياته فى الأهرام التي كانت ترصد الأحوال الاجتماعية والسياسية والثقافية التى تشهدها مصر بأسلوب رشيق، وعلى المستوى الشخصي والمباشر تأثر بطلنا بعادل حمودة ومدرسته الصحفية.

مدرسة عادل حمودة

بعد “صوت الأمة” انتقل الجندي مع عادل حمودة، إلى جريدة الفجر، فى منتصف 2005، ليبدأ رحلة شكلت وعيه الصحفي وتعلم فيها فنون الكتابة الصحفية الحقيقية، وتدقيق المعلومة والبحث عن الحقيقة دون خوف، ووجد نفسه أكثر حبا لقسم التحقيقات رغم قيامه بالكتابة في أقسام الأخبار والحوادث والفن أحيانا.

وخلال هذه الفترة قدم العديد من التحقيقات الصحفية التي كانت لها أصداء واسعة وقتها، وقد سمحت هذه الفرصة العظيمة بالاقتراب أكثر من عادل حمودة خلال فترة عمله معه، وتعلم منه ومن فريقه الصحفي ومن زملائه الأقدم في الجريدة كيف تكون الصحافة الحقيقية الجادة القوية التي لا تخاف من أحد.

خبطات صحفية 

في تحقيقاته الصحفية التي أنتجها خلال مسيرته المهنية، حرص الجندي على  تسليط الضوء على مشاكل المواطنين، وبعض الظواهر الاجتماعية مثل انتشار تجارة المخدرات والتهريب، كما كشف الإهمال الحكومي فى العديد من المجالات، وأثار الكثير من قضايا الفساد في الجهات الحكومية والمشروعات الكبرى وخلافه.

فعلى سبيل المثال نشر الجندي موضوعا، عن استعداد الحزب الوطني لتزوير انتخابات برلمان 2010 فى الصعيد، الأمر الذى دفع أمانة الحزب بالصعيد إلى رفع دعوى قضائيه ضده هو ورئيس تحرير الفجر عادل حمودة، بتهمة زعزعة ثقة المواطنين في الحزب الحاكم.

وكان لبطلنا السبق عام 2008 بفتح ملف “العطش” في القاهرة، وكشف المتسبب في عطش سكان مدينة نصر وعزبة الهجانة، فعبر تحقيق صحفي ضخم تمكن الجندي من تصوير “إمبراطور العطش” في عزبة الهجانة، الذي استولى على خطوط المياه العامة ليبيع المياه للمواطنين، وحقق التحقيق أصداءً واسعة، وصلت إلى حد قيام  محافظ القاهرة آنذاك الدكتور عبد العظيم وزير بإرسال خطاب شكر للجريدة لمساهمتها في فك طلاسم أزمة المياه وكشف المتسببين فيها. المزيد من التفاصيل فى الرابط التالي: https://bit.ly/3SFVs0L

إلى جانب هذا تمكن بطلنا من اختراق وكر تجارة الهيروين في منطقة كوم السمن بالقليوبية أكبر مركز لتجارة الهيروين، ونشر تفاصيل وصور حصرية، وفى هذا التحقيق، أخفي الجندي هويته الصحفية وطلب العمل مع أحد التجار، وتمكن من رصد تفاصيل حياتهم وتجارتهم وانتهى التحقيق الصحفي بقضية رأي عام ألقى القبض فيها على مسؤول مكتب مكافحة المخدرات بالقليوبية ورئيس المباحث لتورطهم في التعاون مع أشهر تاجر مخدرات هناك “أحمد أدهم”، والذي لقى مصرعه في حملة أمنية موسعة عقب ما نشر في جريدة الفجر، وعلى إثر هذا التحقيق تعرض محمود إلى مطاردة من جانب أتباع تاجر المخدرات وطلب منه الأستاذ عادل حمودة السفر لحين هدوء الأوضاع.  المزيد من التفاصيل فى الرابط التالي: https://bit.ly/3CAH0Se

وكذلك نشر تقريرًا بالصور لتجار مخدرات في إمبابة أثناء تجهيز كميات من الحشيش للبيع، وحدث أن تظاهر ذويهم أمام الجريدة، وأشار الاعلامي أحمد المسلماني إلى هذا التحقيق في برنامجه “الطبعة الأولى” وقتها على قناة دريم، وكيف تمكن صحفي لا يملك سوى ورقة وقلم وكاميرا من الوصول إلى هؤلاء المجرمين في حين لم تتمكن وزارة الداخلية بكل ما تمتلك من امكانيات من الوصول إليهم.

الصحافة الاقتصادية

في نهاية 2007، قرر محمود الجندي الدخول إلى عالم الصحافة الاقتصادية عبر بوابة الكاتب الاقتصادي الكبير حسن عامر مستشار تحرير جريدتي “صوت الأمة” و “الفجر”، ونائب رئيس تحرير الجمهورية سابقا، والعمل على ملف العقارات والإسكان، وتولي مسئولية تغطية أنشطة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة.

وفي عام 2009 قرر التركيز أكثر على القطاع الاقتصادي، بجانب العمل في جريدة الفجر بالتحقيقات والأخبار المرتبطة بالسياسة والقضايا الاجتماعية العامة. ولكن نظرًا لضيق الوقت ولتشعب القطاعات الاقتصادية واحتياجها المزيد من التركيز، قرر الجندي ترك جريدة “الفجر”، ليبدأ رحلة أخرى فى مسيرته المهنية.

وفي عام 2011 انضم إلى فريق الديسك المركزي في جريدة “الشروق” اليومية، ثم مديراً لبوابة الشروق في عام 2012، وساهم الجندي في إحياء الموقع الالكتروني وكانت له تغطيات مميزة للسباق الرئاسي ثم أحداث رفح الأولى والتي قامت فضائيات كبرى مثل “الجزيرة والعربية ” بالنقل عن بوابة الشروق.

إسكان مصر

خلال مسيرته المهنية كانت تراود محمود الجندي فكرة تأسيس إصدار صحفي مميز ومختلف (موقع/جريدة)، إلى أن اهتدى إلى إنشاء موقع ” إسكان مصر” فى منتصف عام 2015، بالتزامن مع الطفرة العقارية التى تشهدها مصر، ليكون أول موقع إخباري متخصص في ملف العقارات، وغادر الشروق في نهاية 2015 للتفرغ لتجربته الوليدة.

وما بين 2015 و2019 كان الجندي صاحب أول برنامج تلفزيوني عقاري هو “دارك”،  الذى تحول اسمه فيما بعد إلى “عقارات مصر”، وبعدها انتشرت فكرة البرامج العقارية.

ومع النجاح الكبير الذي حققته النسخة الالكترونية اتجه الجندي مطلع 2019 لإصدار نسخة مطبوعة حملت نفس الاسم، وحازت الجريدة على ثقة كبار المطورين العقاريين وكبار المعلنين، وفي فترة وجيزة نجحت “إسكان مصر” في حجز ترتيبها ضمن الصفوف الأولى للصحف العقارية في مصر، من خلال التحقيقات الهامة والمتخصصة في الشأن العقاري، فضلا عن اعتمادها رسمياً في وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، إضافة إلى قربها الشديد من صناع القرار في القطاع العقاري على مستوى الدولة.

في العدد الثاني من الجريدة الورقية نشرت تحقيقاً عن السماح بتحويل الأدوار الأرضية من العقارات في المدن الجديدة إلى محلات تجارية، وهو ما أثار ضجة إعلامية كبيرة وصلت إلى طلبات إحاطة في مجلس النواب للحكومة حول ما نُشر، حيث طالبت الجريدة بالحفاظ على رونق المدن الجديدة وعدم نشر العشوائية، وصدر بيان من مجلس الوزراء بالتراجع عن هذا القرار. للتعرف على المزيد حول هذه القضية اضغط على الرابط التالي: https://www.iskanmisr.com/Page/About

كما تناولت “إسكان مصر” أزمة هبوط عمارات بمشروع الإسكان المتوسط “دار مصر” وخطورتها على المواطنين، وعلى الفور تدخلت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعد 24 ساعة فقط، وبدأت في ترميم وإصلاح تلك العمارات.

كما تناولت الجريدة ملف التصالح في مخالفات البناء، وأشارت إلى وجود عيوب في القانون تعيق تنفيذه، وأنه سيخضع للتعديل أكثر من مرة، وهو ما تحقق بالفعل مع محاولة التطبيق الفعلي للقانون وتم إعادته إلى البرلمان لتعديله.

وفي نهاية عام 2019 كانت “إسكان مصر” أول جريدة توثق تاريخ العقارات في مصر خلال 50 عاما بالمستندات والصور وهو العدد الذي عزز اسم الجريدة واحتفى به التلفزيون المصري وعدد من القنوات كون تاريخ العقارات لم يسبق لأحد توثيقه بهذه الدقة.. للتعرف على المزيد حول هذه القضية اضغط على الرابط التالي:https://www.youtube.com/watch?v=y4jGUsc-WVE&t=84s

وتسببت الكثير من التحقيقات الصحفية التى نُشرت فى جريدة “إسكان”، إلى تلقي محمود الجندي تهديدات صريحة بالقتل من شركات عقارية حاولت النصب على المواطنين بمشروعات وهمية، ولولا ما نشرته الجريدة عن وهمية هذه المشروعات لضاعت أموال العملاء.

وجرى تكريم “إسكان مصر”، من عدة جهات بعضها جامعات، منها حصولها على درع الجامعة الروسية في مصر لدورها الصحفي، وكذلك تكريم رئيس تحريرها محمود الجندي من جامعة دمنهور، وبعض التكريمات كانت احتفاء بما قدمته الجريدة من خدمة صحفية توعوية للمهتمين بهذا القطاع وخاصة لدورها في محاربة ظاهرة النصب العقاري، حيث تم تكريمها من خلال العديد من شركات التطوير العقاري الكبرى في مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى