بروفايل

مروة حسونة.. صحفية وأكاديمية ترى المبدأ قلب كل كلمة

رحلتها بدأت من قرية صغيرة في كفر شكر بالقليوبية، وشقت طريقها حتى مدرجات كلية الإعلام بجامعة القاهرة.. الدكتورة مروة حسونة آمنت بأن الحلم يبدأ بخطوة، وأن الإصرار هو الملجأ الوحيد لتحقيق حلم الطفولة.

وُلدت الدكتورة مروة حسونة في قرية هادئة حيث كان للريف دور واضح في تشكيل شخصيتها ومنحها قدرًا كبيرًا من المحافظة والصلابة والإصرار على تحقيق حلمها. هناك بدأ قلبها الصغير يتجه نحو الصحافة، وداخل هذا العالم القروي تشكل وعيها وظهرت ملامح شخصيتها والقيم التي تمسكت بها في كل المحطات.

في طفولتها كانت تقول لوالديها بثقة عاوزة أبقى صحفية، وكان دعم أسرتها جزءا لا يتجزأ من تكوينها، فلم يسخر أحد من حلمها أو يتجاهله، بل كانت الفرحة ترتسم على وجوههم معلنة عن أملهم في أن يتحقق حلم ابنتهم.

ومع مرور السنوات التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2011، تحمل شغفها الذي كان يشتعل كلما اقتربت من قاعات المحاضرات، وفي السنة الثالثة خاضت أول تدريب لها في جريدة “الأهرام” التي فتحت لها بابا واسعا، ثم عملت فترة ليست بالقصيرة في جريدة “اليوم السابع”، أما التفوق الأكاديمي فلم يكن هدفًا بقدر ما كان وسيلتها للبقاء قريبة من حلمها بأن تدرس في ذات القاعة التي درست فيها.

مع بداية مسيرتها المهنية شهدت أول يوم عمل لا يُنسى، حيث كانت تستيقظ فجرا لتقطع المسافة بين قريتها ومقر الجريدة في الدقي، في رحلة يومية تجمع بين الإرهاق والحماس، وبعد انتهاء تمهيدي الماجستير انتقلت بين عدة صحف حتى استقرت في جريدة “النهار” متخصصة في ملف التعليم العالي.

ولم تعتبر ملف التعليم العالي مجرد أخبار تنشر أو مؤتمرات صحفية، بل خدمة للناس وتتبع لمصالحهم الحقيقية، وكانت ترى أن صوتها لا قيمة له إن لم يمس هموم الآخرين، وأن كل كلمة تكتبها يجب أن تجد طريقها إلى حياة أحدهم.

ومع انغماسها في هذا الملف فتح لها الطريق نحو البحث العلمي، فقررت أن تكمل المسار دراسة وعملا، واعتبرت د. عواطف عبد الرحمن أمها الثانية ومصدر إلهام وسند روحي وأكاديمي.

وبعد سنوات من العمل بدأت التدريس في كلية الإعلام جامعة النهضة ببني سويف، ثم انتقلت إلى أكاديمية الشروق التي لم تنس أول يوم لها فيها، ومئات العيون تحدق لها منتظرة محاضرة، تلك اللحظة أعادت إليها مشاعر الطفولة فشعرت بقشعريرة في جسدها ورهبة من العدد، لكنها سرعان ما تأقلمت حتى وصلت إلى التدريس في كلية إعلام جامعة القاهرة.

ورغم انشغالها بالعمل الأكاديمي إلا أن ذلك لم يمنعها عن عملها الصحفي الذي مارسته أعوامًا طويلة، وتنقلت في أروقة الصحف حتى التحقت بجداول نقابة الصحفيين عام 2025 في لحظة كانت بالنسبة لها “امتدادا طبيعيا لسنوات الإرهاق والكفاح”، حيث كانت ترى الصحافة إدمانا جميلا رغم ما تحمله من عقبات مادية وعدم إتاحة كافة المعلومات، ومع كل أزمة كانت تزداد تعلقا بالمهنة.

أخيرا تؤمن الدكتورة مروة حسونة، بأن الصحفي بلا مبدأ يشبه قلما مكسورا لا يكتب، وتؤكد دائما للطلبة أن يحافظوا على ضميرهم المهني، وألا يخافوا من قول الحقيقة، وأن يطلبوا الحق كما يطلبون الهواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى