مصطفى عبد الرؤوف.. صحفي حر مهموم بالعدالة وقضايا الفئات المهمشة

مصطفى عبد الرؤوف.. صحفي حر مهموم بالعدالة وقضايا الفئات المهمشة
يعمل الصحفي مصطفى عبد الرؤوف بعين شاهد على عصره ومجتمعه، صحفي حاد البصيرة لزوايا لا يراها كثيرون، تجذبه حكايات الفئات المهمشة، والمناطق المنسية، والانتهاكات المسكوت عنها. حمل إعاقته الجسدية كبوصلة يوجه بها الكتابة نحو قضايا لا تُروى كفاية. ما يكتبه ليس مجرد تحقيق أو تقرير، بل شهادة وجود لمن لا يُسمَعون.
البدايات:
تخرج مصطفى عبد الرؤوف في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، دفعة 2010، وبدأ مسيرته الصحفية في مؤسسات مثل جريدة الوطن والبوابة نيوز. لكنه لم يحتمل أوضاعًا غير عادلة شاعت آنذاك، مثل غياب إثبات رسمي لصفة المتدرب، في وقتٍ كانت فيه الشوارع مشتعلة بالثورة والصحفيون يواجهون مخاطر حقيقية نتيجة اتهامات بانتحال الصفة. كما لم يكن هناك مقابل مادي أو وعود واضحة بشأن التقييم والتعيين.
هذه الظروف دفعت مصطفى لاتخاذ قرار مصيري: أن يعمل كصحفي حر. ومنذ ذلك الحين، وهو يواصل العمل بهذه الصفة حتى اليوم.
مسيرة ونجاحات مهنية:
كتب لصالح عدد من المنصات المستقلة والبارزة، مثل: أريج، المنصة، ورصيف 22. كما عمل في مجال التقارير المصورة، من بينها تقريران نُشرا في مدى مصر بعد فوزه بمنحتين من مؤسسة طومسون رويترز التابعة للاتحاد الأوروبي.
وفي عالم صناعة الوثائقيات، شارك في إعداد حلقات من برنامج كنت هناك، الذي يُعرض على قناة التلفزيون العربي.
كان مصطفى أحد الفائزين بزمالة الصحافي الراحل محمد أبو الغيط في دورتها الأولى، وقد أنجز في إطار الزمالة تحقيقًا صحفيًا مهمًا نُشر على المنصة، تناول فيه الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها الطالبات داخل المدارس المصرية.
عوائق تصنع تحديات:
يعاني مصطفى من ضمور عضلي في الذراع الأيمن، وهو ما جعله أكثر وعيًا بالمشكلات التي تواجه ذوي الإعاقة داخل المجتمع المصري. وقد كتب عددًا من الموضوعات التي تعكس هذا الوعي، منها: قانون تشغيل ذوي الإعاقة غير المفعل على أرض الواقع، وكيفية تناول ذوي الإعاقة في الأعمال الفنية المصرية، ونُشرا في رصيف 22.
كما يسعى باستمرار للتعبير عن قضايا الفئات المهمشة، لا سيما في المناطق النائية البعيدة عن مركزية العاصمة.
مساندة أبوية ومصدر للإلهام:
تأثر مصطفى في اختياره للصحافة بوالده الذي كان معلّمًا للتاريخ، عاشقًا للغة العربية، شغوفًا بالكتابة، ومواظبًا على متابعة الصحف.
يرى مصطفى أن محاولاته في الكتابة ما هي إلا امتداد طبيعي لشغف أبيه.
طموحات مستقبلية وحقوق مستحقة:
يؤمن مصطفى بأن العدالة تبدأ من داخل المهنة، ولذلك يطمح إلى تقنين أوضاع الصحافيين الإلكترونيين من خلال ضمهم رسميًا إلى نقابة الصحفيين.
كما يأمل في تفعيل قانون تشغيل ذوي الإعاقة داخل المجال الصحفي، عبر حصر الزملاء من ذوي الإعاقة، وإلزام المؤسسات الصحفية بتعيينهم، ومن ثم إلحاقهم بالنقابة.
ويختم حديثه للمرصد قائلًا، إن هذا الحق لا يجب أن يُطلب كمنحة، ولا يُنتزع بالتوسل، بل يأتي بالاعتراف والعدل.