من الورق إلى الكاميرا.. أحمد القاضي صاحب بصمة في الصحافة المصورة

📸 من الورق إلى الكاميرا.. أحمد القاضي صاحب بصمة في الصحافة المصورة
✅ في أحد أزقة القاهرة القديمة، يجلس رجل مسنّ بين أكوام من الكتب المقدسة، يمرر يده برفق على صفحات متهالكة، يعيد تجليدها بحب، وكأنّه يعيد لها روحها المفقودة. هذه ليست مجرد قصة عابرة؛ إنها إحدى الحكايات التي وثّقها الصحفي أحمد القاضي، الذي لا يكتفي بسرد القصة، بل يمنحها صوتًا وصورة، ليعيشها القارئ وكأنه هناك.
✅ بدأت رحلة أحمد القاضي مع الصحافة بعد تخرجه في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 2011، ومنذ ذلك الحين، كانت عيناه تبحثان دائمًا عن القصص التي تحمل أبعادًا إنسانية عميقة. شقّ طريقه في عالم الصحافة عام 2015، حيث خاض تجربتين قصيرتين في جريدة التحرير وجريدة البوابة، تحديدًا في قسم الفيتشر. هناك، وجد شغفه في تسليط الضوء على القضايا العامة بطريقة قريبة من الناس، فكتب عن تأثير خفض الجنيه أمام الدولار، كما أبرز بطولات رياضيين لا يحظون بالاهتمام الكافي، مثل فرق المكفوفين والرجبي والكرة الأمريكية والكريكت والدودج بول.
✅ بعد ذلك، انتقل إلى جريدة الدستور كرئيس لقسم الفيتشر، حيث قدم تجربة ثرية في الصحافة الإنسانية. ومع تطوّر الإعلام، أدرك أحمد أن الصورة أحيانًا تكون أقوى من الكلمات، فقرر خوض تحدٍ جديد: تصوير القصص بدلاً من كتابتها فقط. بدأ بتعلّم التصوير والمونتاج عبر الإنترنت، وطبّق ما تعلمه في رحلاته الصحفية إلى مختلف المحافظات، لينقل نبض الشارع بعدسته.
📸 رحلة الاحتراف والتنوّع في الصحافة
✅ بفضل مهاراته، تعاون أحمد مع سكاي نيوز عربية، حيث نشر له العديد من القصص التي لاقت صدى واسعًا، مثل قصة الرجل الذي يصلح المصاحف والأناجيل منذ نصف قرن، وأول لاعب فنون قتالية بيدٍ واحدة، وحلاق المشردين الذي يغيّر حياة الناس بمقصّه. هذه التجارب قادته إلى مؤسسة الاتحاد الإماراتية، حيث تنقل بين أقسام الصحافة المختلفة، من الشؤون العربية إلى الثقافة والفيديو، مما أكسبه خبرة واسعة جعلته قادرًا على التعامل مع أي قصة صحفية، مهما كان نوعها. كما شارك في تغطيات ثقافية ورياضية في السعودية، ما أضاف بعدًا دوليًا إلى مسيرته.
📸 دعم العائلة وتحديات الصحافة
✅ رغم أنه من أسوان، لم يكن انتقال أحمد إلى القاهرة لدراسة الإعلام قرارًا سهلاً، لكنه وجد دعمًا قويًا من عائلته، التي لم تبخل عليه بالمساندة النفسية والمادية رغم بعد المسافة وانشغال والديه بالتدريس. وعلى مدار رحلته المهنية، واجه العديد من التحديات، أبرزها ضعف الأجور في البداية، وصعوبة العمل الحر الذي يمنح حرية لكنه يفتقد الاستقرار. كما تعيّن عليه التعامل بحذر مع حساسية بعض الأشخاص تجاه التصوير بالفيديو، لكنه كان دائمًا يعتمد على أسلوبه الهادئ والإقناع اللطيف لكسب ثقتهم.
📸 علاقة خاصة بالقصص المصورة
✅ لم يكن دخول أحمد القاضي إلى عالم الصحافة المصورة مجرد صدفة، بل كان تطورًا طبيعيًا لشغفه بسرد القصص بطرق أكثر تأثيرًا. بدأ بتعلّم التصوير والمونتاج عبر الدورات التدريبية ومشاهدة أعمال عالمية، لكنه اختار نهجًا مختلفًا: التصوير بالموبايل بدلًا من الكاميرا الاحترافية، لسهولة التعامل معه أثناء التقارير الميدانية.
✅ ومع التطور التكنولوجي، لم يتوقف عن التعلم، فاستغل الذكاء الاصطناعي في إعداد السكريبتات وتحسين جودة الفيديوهات، مما جعل إنتاجه أكثر احترافية. وأثمرت جهوده عن إشادات واسعة، حيث اختار مركز “أخبار ميتر” إحدى قصصه كأفضل قصة في أحد الشهور، واصفًا إياها بأنها “القصة المثالية” التي تجمع بين الفكرة الفريدة والكتابة الإنسانية والتوثيق البصري المميز.
📸 محطات لا تُنسى
✅ عندما ينظر أحمد إلى مسيرته، يجد أن كل محطة أضافت له شيئًا مختلفًا، لكن أكثر اللحظات التي تركت بصمة في قلبه كانت عندما كان يسافر عبر المحافظات بحثًا عن قصص تستحق أن تُروى. يقول في حديثه للمرصد: “كل لقاء مع شخص يحمل حكاية كان بمثابة نافذة جديدة على الحياة، وكل قصة موثقة بالفيديو كانت شهادة حية على أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل مغامرة إنسانية تعيد للحياة تفاصيلها المنسية”.