تميّز بشخصيته المشاغبة، لا يتواجد في مكان إلا وتراه شخصًا لامعًا، جذابًا بموضوعاته المختلفة، وطريقة سرده التي تنساب فيها الكلمات بين السطور كعذوبة الماء، ويكون الكثير منها مثيرًا للجدل، رغم صِغر سنه، إلا أنه نجح في خلق مساحة مختلفة لنفسه، يرقص فيها قلمه طربًا، كلّما عمل على ملفٍ ساعد المواطنين أو المسؤولين.
هو مينا صلاح، صحفي يبلغ من العُمر 32 عامًا، ولكن في عالم صاحبة الجلالة يبلغ من العُمر أكثر من ذلك بكثير؛ حيث اكتسب مهارات كِبار الكُتاب، وكما يُقال “شرب منهم المهنة بملعقة”.
بداية القصة
تخرّج مينا صلاح من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2013، ولكن انطلقت حياته المهنية والعملية قبل ذلك بأربع سنوات؛ حيث بدأت قصته مع معشوقته الصحافة عام 2009، وكان وقتها في الفرقة الأولى، شابًا طموحًا، يرى نفسه في الصفوف الأولى للصحفيين، وعمل في بداية مشواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى في جريدة الدستور، ثم انتقل إلى جريدة الفجر، وعمل مع الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، واللذان كانا أول بذرة تُزرع في أرض حياته المهنية؛ حيث خلقا داخله حبًا حقيقيًا للاختلاف.
كانت الصحافة بالنسبة لـ مينا صلاح مُتعة من نوع آخر، والذي انطلق فيها بمفهومها الحقيقي بعد ثورة 25 يناير؛ حيث كانت فرص التدريب والعمل في أي مؤسسة صعبة قبل ذلك، ثم انفتحت السوق الصحفي بتطوّر الأحداث.
أبرز المؤسسات التي عمل بها
عمل مينا صلاح في العديد من المؤسسات، التي بدأت بجريدة الدستور، ثم صحيفة الفجر، ومنهم إلى البوابة نيوز، ثم مبتدأ وراديو 9090، ثم إلى قناة الناس، بالإضافة إلى تعاون مع أبوظبي للإعلام في قطاع الإنتاج الوثائقي، وعمل أيضًا في “رياضة 24″، وهي تجربة رياضية برئاسة تحرير الكاتب الصحفي والإعلامي مجدي الجلاد، وأيضًا تجارب اقتصادية مختلفة، مثل الجريدة والمجلة العقارية، وأيضًا مجلة صُنّاع البنوك”.
وصلت تجربة “مينا” العملية إلى قناة الكنيسة الأرثوذكسية CTV، مديرًا لتحرير البرنامج الرئيسي “في النور”.
بالإضافة إلى ذلك، خاض “مينا” مشوارًا كبيرًا في المجال الأكاديمي؛ حيث عقد عشرات الورش التدريبية بعددٍ كبير من الطُلاب والصحفيين، في مجالات التغطيات الصحفية والميدانية، وإعداد المقابلات والحوارات، والتصوير، والإعداد البرامجي.
دور أسرته
كانت أسرة مينا صلاح هي بطلة قصّته، والتي ظلّت داعمة له طوال حياته المهنية، وعلى رأسهم والده، على الرغم من أنه من أسرة لا علاقة لها بالصحافة أو الإعلام، ومن اليوم الأول لدراسته بدأ دعمهم له غير المشروط.
تكريمات
هذه المسيرة المهنية الشابة، تميّزت بالعديد من التكريمات التي حصل عليها مينا صلاح؛ حيث نال شهادة تكريم من الهيئة الأردنية للثقافة الديمقراطية، عن المشاركة في الجلسة النقاشية لرصد المساواة بين الجنسين في المسلسلات الدرامية بالمنطقة العربية، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي واليونسكو.
وحصل مينا صلاح أيضًا على شهادة شكر وتقدير من رئيس جامعة دمنهور، على المشاركة في مبادرة جامعة دمنهور، تحت عنوان “إعلام وطني هادف” عام 2019، وتم إهداءه درع جامعة دمنهور على المشاركة في المنتدى الإعلامي الأول لبحث رؤية الدولة 2023، وشهادة أخرى من وزارة الشباب والرياضة عن المشاركة في دورات تأهيل القيادات الشبابية، بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبي والقوات المسحلة عام 2019.
أبرز الموضوعات التي عمل عليها
خاض مينا صلاح مشوارًا كبيرًا في تغطية أبرز وأهم الأحداث التي مرّت على مصر خلال السنوات الماضية، والتي خلقت منه صحفيًا ميدانيًا متميّزًا، مثل ثورة 25 يناير، وأحداث مجلس الوزراء، وأحداث شارع محمد محمود، وأحداث الكاتدرائية، ومداهمة الركة لخلية تابعة لأنصار بيت المقدس عام 2017، والكثير من الوقائع التي شهدت أعمال عنف بين الجماعات الإرهابية وقوات الشرطة في مناطق متفرّقة، وكان في ذلك الوقت رئيسًا للقسم الميداني بجريدة الفجر.
كان ذلك على مستوى العمل الصحفي، أما التلفزيون، كان لـ مينا صلاح فيه صولات وجولات كثيرة أيضًا، وأبرز الموضوعات التي عمل عليها، كانت ملفات طويلة الأمد، مثل قضية الطفل شنودة، والتي استمرّت متابعتها الصحفية نحو عامٍ كاملٍ من الطرح والتساؤول والمناشدة، واعتبرها قضية شخصية تهمه بشدة.
ومن الموضوعات التي تميّز بها مينا صلاح أيضًا، هو موضوعٌ يوثّق شهادات الناجين من أحداث بين السرايات وميدان النهضة، في أعقاب ثورة 30 يونيو، والذي تميّز في ذاكرة مينا صلاح بتفاصيله الصعبة، وأيضًا صعوبة الوصول إلى الأطباء الذين عملوا على تشريح الجثث، ومسؤولي مصلحة الطب الشرعي، الذين استخرجوا الرصاص من جثامينهم، وهو الموضوع الذي فتح آفاقًا كبيرة، واستمر العمل عليه نحو شهرين، وساعد المسؤولين بالحصول على معلوماتٍ جديدة.
أخذت التحقيقات الاستقصائية حيّزًا كبيرًا في حياة مينا صلاح العملية، والتي كان أبرزها موضوعٌ نُشر بجريدة الفجر لـ البابا تواضروس بعد ثورة 30 يونيو، والذي كان يدير الكنيسة آنذاك من داخل دير الأنبا بشوي، والذي كان بعنوان “البابا تواضروس تحت الحصار.. كيف يدير الكنيسة؟”.
بالطبع تؤثّر الصحافة فينا كبشر، خاصة لهؤلاء الذين يعملون في أقسام تمس حياة الناس، يقول مينا صلاح: “من أكثر الموضوعات التي أثّرت في نفسي جدًا، هو حادث تفجير معهد الأورام، وكانت المفارقة الغريبة بالنسبة لي هو المواطنين المُلقين على الأرض، يتلقّون جلسات الكيماوي، خاصة الأطفال منهم وكِبار السن، وعلى الجهة الأخرى تفجير ومُصابين، كان المرضى في ذلك الوقت شبه موتى أحياء، وكان من المؤلم بالنسبة لي أن يطال الإرهاب مرضى لا ذنب لهم، وعلى الرغم من أنني غطيّت الكثير من الاشتباكات الأكثر عنفًا، ولكن مشاهد ذلك الحادث ظلّت عالقة في ذهني حتى اليوم”.
التحديات التي واجهته
دائمًا لا تأتِ الرياح بما تشتهي السُفُن، حياةُ مليئة بالمغامرات، يجاورها تحديات بالطبع، وهذا ما عاشه مينا صلاح خلال سنوات عمله بالصحافة، خاصة تلك التي أعقبت ثورة 25 يناير؛ وذلك نظرًا لقلة الإمكانات في إنتاج المواد الصحفية، في وقت تنافس مؤسسات كبيرة لديها كل الإمكانات المادية والمهنية واللوجستية، وعلى الرغم من ذلك نجح مينا صلاح في إنتاج محتوى مرئي ومسموع ومكتوب بشكل مختلف، في العديد من المؤسسات، والذي لاقى صدى واسع على مستوى العديد من الأوساط.
ويقول مينا صلاح: “أتذكّر عام 2016 و2017، كنّا نعمل على إنتاج محتوى مرئي بإمكانيات بسيطة، تكاد تكزن بدون إمكانيات في الأساس، سوى كاميرا فقط، وأحيانًا بالهاتف المحمول فقط، ولم تكن التكنولوجيا وقتها مثل الآن، سواءً في الجودة أو غير ذلك، وعلى الرغم من هذا تحدّينا أماكن تحصل على تمويلات ضخمة، وتعمل بأساليب فنية كبيرة، كل ما كنت أملكه في ذلك الوقت هو فريق عمل متعاون فقط، من السهل أن يكون معك إمكانيات، ولكن من الصعب أن يكون معك الفكرة، الفكرة هي الأصعب لأنها بطل القصة”.
كان من ضمن التحديات التي واجهها “مينا” خلال حياته العملية، هو تشديد إجراءات الحصول على تصاريح التصوير في الشارع أو المنشآت العامة، وذلك فيوقت كانت تشهد مصر أحداثًا كبيرة تحتاج إلى الرصد والتوثيق المهني، ولكن كان قادرًا في كل الأوقات على التعايش مع ذلك، والتحايل عليه للتصوير، والحصول على مادة صحفية متميّزة والمهنية.
ويعقب صعوبة الحصول على تصاريح، صعوبة الحصول على المعلومة من الأساس، في غياب لقانون حرية تداول المعلومات، الذي يظل حبيس أدراج البرلمان منذ سنوات حتى اليوم، في ظل موضوعات تحتاج إلى الحصول على رد رسمي، ولا تتعلّق بطبيعة الحال بأي قضايا تمس الأمن القومي المصري، مثل موضوعات تخص وزارات الصحة مثلًا، أو التعليم، أو السياحة، وغير ذلك، وهو ما يؤثّر على جودة المحتوى الصحفي المُقدّم -بحد وصفه- بالإضافة إلى عدم ارتقاء أغلب المسؤولين الإعلاميين في الجهات الحكومية، لإدارة هذه المهمة في التواصل والتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة.
وكأي صحفي يعيش ما تعيشه الصحافة بظروفها التي تختلف من وقتٍ لآخر، عانى مينا صلاح من “غياب الاستقرار الوظيفي”، والذي وصفه بأنه “التحدي الأكبر والأبرز” في حياته، متسائلًا: “كيف يمكن لصحفي أن يعيش مهددًا؟ من الممكن أن أكون بلا وظيفة غدًا، لمجرد أن مؤسستي قررت التخلّي عني، أو أن تُغلق من الأساس”، مؤكدًا أن هذا أهم وأكبر تحدي يعيشه العاملون في مجال الصحافة والإعلام خلال السنوات الماضية وحتى اليوم، مطالبًا بتوفير التشريعات القانونية التي تضمن لهم الاستقرار.
أكثر الشخصيات التي أثّرت فيه
لكلٍ منّا بطُل في حياته، وكان أكثر من أثّر في حياة مينا صلاح المهنية ثلاثة أشخاص، على الرغم من اختلاف أقلامهم وشخصياتهم، إلا أنهم كانوا أبطال حياته؛ أولهم هو الكاتب الصحفي والإعلامي يسري فودة، والذي تميّز ببلاغته الشديدة في الملفات والموضوعات الاستقصائية التي عمل عليها في الجزيرة وأكثر من مؤسسة إعلامية وصحفية، والذي أثّر في تشكيل وعي “مينا” لسنوات.
ويقول مينا صلاح: “لم يحالفني الحظ أن ألتقيه سوى ثلاث مرات، رأيته شخصًا بسيطًا ومحبوبًا، أنا لست من هؤلائ الذين يحكمون على البشر من حياتهم الشهصية، كنت أتابع أسلوبه في الحوار، ومهنيته الشددية، وكان بالنسبة لي مرحلة فارقة جدًا في وقت من الأوقات في بداية حياتي”.
أما الشخص الثاني، كان الدكتور والكاتب الصحفي محمد الباز، والذي تعلّق به مينا صلاح، وربطته به علاقة صداقة شديدة، ودعمه في بداية مشواره بشكل كبير، عندما كان يعمل بجريدة الفجر منذ نحو 10 سنوات، وساهم في تشكيل وعيه الإعلامي، وكان أيضًا أستاذه بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
ويقول مينا صلاح: “تعلّمت من الدكتور محمد الباز كثيرًا، هو شخص يتميّز بجرأة غير معهودة في كتابة الموضوعات الصحفية، وفي بدايته ونشأته وتكوينه، كانت حياته قاسية وصعبة، أرى أني مررت بكثير مما مر به محمد الباز، هناك الكثير من التفاصيل المتشابهة في القصة، أحب ذكاؤه الإعلامي، ومازلت أتعلّم منه حتى اليوم”.
والشخص الثالث هو الدكتور سامي عبدالعزيز عميد كيلة الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، والذي جمعتهم علاقة صداقة التلميذ بأستاذه لأكثر من 12 عامًا، وتعلّم منه التواضع، والدبلوماسية الحوارية، والتسويق السياسي، وتعلّم منه أيضًا -بحد وصفه- كيف يكون مفاوضًا شرسًا بلا أنياب، ومقاتلًا قويًا بلا مخالب.
التحوّل من العمل الصحفي إلى التلفزيوني
مرت حياة مينا صلاح العملية بالكثير من التقلّبات، كان أبرزها انتقاله من العمل الصحفي إلى الإعلامي، ودخوله حقل الإذاعة والتلفزيون؛ حيث يرى أنهما يكملان بعضهما البعض، ويصفها بأنها “نفس المادة ولكن باختلاف طريقة العرض”.
كشف مينا صلاح عن انتقاله من الصحافة إلى التلفزيون عام 2015، وكان راديو 9090 التابع لبوابة مبتدأ هو أول ما فتح له ذلك الباب، بعد أن وضع خطة لتطويره، وعمل على برنامج “حلّي ودنط، وهو برنامج ذات طابع صوفي إسلامي، والذي شهد نجاحًا كبيرًا، وقررت إدارة المحطة بعدها أن يتم إنتاجه على قناة الناس، ومنها إلى قناة DMC، ومن هنأ بدأ في التدرّج داخل أروقة القنوات، وشارك بعد ذلك في مجموعة أبوظبي للإعلام، في إنتاج بعض الموضوعات الوثائقية، وبعدها استقرّ بالعمل في قناة الكنيسة القبطية الأرثذوكسية CTV، ببرنامج توك شو عام.
وعن الاختلاف بين الصحافة والإعلام، يقول مينا صلاح بحكم تجربته: “يجب أن نقول أبرز ما يميّز الصحفي وليس أبرز ما يميز الصحافة والإعلام، متطلبات الإثنين واحدة، يجب أن يهتم كل صحفيٍ بالسعي، والنشاط، والتمتع بشبكة علاقات ضخمة، والحفاظ عليها، وتطويرها، وأن تستيقظ كل يومٍ لتبدأ عملك كأنه اليوم الأول الذي تبدأ في صحافة بنفس الطاقة”.
يشير مينا صلاح إلى أن الأسلوب السردي والإبداعي في الكتابة، هو أبرز ما يميّز الصحافة، وبلورة الفكرة أو الموضوع في قصة لا يمل منها القارئ، أما التلفزيون، فهو أن يكون الإعلامي حريصًا على أن يخرج الهواء بدون أخطاء، وهذا ما يجعل التلفزيون أكثر خطورة؛ فالصحيفة يمكن التعديل عليها حتى آخر لحظة قبل الطباعة، أما التلفزيون يكون الخطأ فيه على الهواء بدون إعادة.
مديرًا للتحرير
يقول مينا صلاح: “ما تغيّر لديّ عندما أصبحت مديرًا للتحرير، هو أنني أصبحت مسؤولًا بشكل أكبر، وأكثر رؤساء التحرير ومديري التحرير المتميّزين كانوا يعملون بأيديهم مثل أصغر صحفي حتى آخر وقت، الصحفي يموت عندما تتوقّف يده عن الكتابة، تعلّمت ذلك من الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة، والذي كنت أراه وسط الصحفيين داخل جريدة الفجر، يعمل ويكتب بيده، وكان يتحاور مع فريق العمل طوال الوقت، على الرغم من صِغر سننا آنذاك، ولكنه كان متواضعًا، مدير التحرير يجب أن يكون شخصية قيادية، تتمتع برأي ليس أحاديًا، ولكن موضوعيًا وحاسمًا”.
أحلامه وطموحاته
وعن أحلامه وطموحاته، لم يحلُم مينا صلاح لنفسه فقط، ولكن يتمنّى أن يُعلي الصحفيون من أدواتهم وإمكانياتهم، وأن نخاطب العالم كله بمؤسسة إعلامية تروّج بكل لغات العالم، للمعالم السياحية المصرية.
يقول: “مصر لديها معالم سياحية غير موجودة في أي مكان بالعالم، ولا تعلم كيف تروّج لنفسها، ودول أخرى ليس لديها 10% من إمكانيات مصر، وتسجّل أضعاف الرواج السياحي بمصر، لديّ حُلم أن يكون لدينا منصة إعلامية تعمل على ترويج السياحة المصرية بشكل متطوّر، باستخدام كل وسائل التكنولوجيا الحديثة”.
وطالب مينا صلاح بالعمل على تحسين الظروف المعيشية للصحفيين، وأيضًا ضمان حقوقهم بتعديلات تشريعية، في مقدمتها قانون حرية تداول المعلومات، وهو ما ينعكس على جودة المادة الصحفية المنشورة.
ووجّه رسالة للأجيال الجديدة من الصحفيين قائلًا: “الصحفي يموت عندما يتوقف عن الكتابة، لا تكفّوا عن الصحافة، ومهما وصلتم إلى النجاح، لا تعتقدوا أن الوصول إلى القمة هو نهاية المطاف، ولكنها فقط البداية، النجاح يتطلّب منكم التطوّر باستمرار، والإبداع، ومواكبة التكنولوجيا، السعي والاستمرارية نتيجتهم النجاح، وتعلّموا من الأجيال التي سبقتكم، وكونوا صورة حقيقية تعكس قيمة وقدر الصحفي للمجتمع والدولة”.