عشقت التحدّي، حتى عملت في الملف الأمني بجريدة الجمهورية، رغم صعوبته، ولكنها أحبّت روح المغامرة، وتمنّت أن تخرج عبر الحدود المصرية الفلسطينية، لتغطي الحرب على قطاع غزة صحفيًا، وتتضامن مع الأشقاء في القطاع.
إنها مي ياقوت التي تخّرجت من شُعبة الصحافة بقسم الإعلام جامعة الزقازيق عام 2007، وعملت في العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية، مثل مجموعة روتانا، والجريدة الكويتية، وقناة القاهرة والناس، وعدد من الصحف الأخرى، حتى استقرّت في جريدة الجمهورية، أحد أعرق المؤسسات الصحفية القومية في مصر.
على الرغم من أنها لم تنشأ في أسرة صحفية أو إعلامية، إلا أنها أحبت الصحافة ومغامراتها، وتميّزت موهبتها دون أي مساعدة، وقررت أن تكون ترسًا مهمًا في مؤسسة “دار التحرير”، ونجحت في ملف صعب مثل الملف الأمني، وكانت من صحفيات قليلات عملنّ على صحافة المغامرة، واتخذت من الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة، ورئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق، نموذجًا، ومثلًا أعلى.
تقول مي ياقوت في حديثها للمرصد المصري للصحافة والإعلام: “تحدّيت أنوثتي، ونجحت في العمل على الملف الأمني، وقسم الحوادث، وهم الأصعب والأكثر خطورة، وذلك دون واسطة”.
مغامرات صحفية متميّزة
أحبّت مي ياقوت العمل في قسم الحوادث، الذي وصفته بأنه “أم الأقسام” في الصحافة وأهمها؛ نظرًا أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالناس، وعملت على العديد من الملفات الصحفية، أبرزها “حملة امسك تاجر موت”، للكشف عن أماكن تُجّار المخدرات، ومساعدة وزارة الداخلية في حملاتها للقضاء عليهم، والذي استمر قرابة 6 سنوات إلى الآن، أيضًا ملف “المطاريد وتجارة السلاح والمخدرات عن طريق مياه النيل”.
وقالت مي ياقوت: “عملت على العديد من الملفات الإنسانية، التي غيّرت حياة الناس، ونجحت في إعادة حقوق ثلاثة منهم، وأسموا بناتهم مي تيمنًا بي، هذه رسالة الصحفي في الحياة والمهنة، أن يكون صوتًا للناس، وعينًا للمسؤولين”.
وعلى الرغم من أنها لم تعبر الحدود، ولكن هذا لم يمنعها من العمل على توثيق مشاهد إنسانية في الحرب على قطاع غزة، كما نجحت في العمل أيضًا على ملفات أخرى أكثر تحديًا، بعنوان “مغتصبات في السودان”، وآخر بعنوان “حكاية سجين”، وتمكنّت من خلال هذا الملف، الذي احتوى على أكثر من تحقيق استقصائي، إظهار براءة 9 من المتهمين، بالتعاون مع المحامين.
اهتمامها بأفلام “الكرتون”
اكتشفت “ياقوت” حبها لصناعة أفلام الكرتون، واهتمامها بتقديم محتوى ثري للأطفال، فحاولت أن تداعب خيالهم بأشياء مُبتكرة، وأخذت على عاتقها محاولة تقديم محتوى مختلف للأطفال، ينمّي لديهم حُب الوطن والوطنية، في الوقت الذي كان يتلقّى فيه أطفال العرب، ثقافات من الكرتون المدبلج، الملئ بعبارات لا تليق بثقافتهم العربية أو قيّمهم المصرية، وألّفت حلقاتها الكرتونية تحثّ فيها الأطفال على التمسّك بالقيم، والأخلاق، وحب الوطن.
كانت نواة أفلام الكرتون التي عملت عليها مي ياقوت، من ملف صحفي نفذّته بجريدة الجمهورية، والذي جاء بعنوان “أطفالنا بين مطرقة الإرهاب وسندان الانحراف”، وهو ملف عن الطفولة، نتج عنه أيضًا عمود “مراسل حرب”، الذي غطّت فيه مشاهد إنسانية لحربي غزة والسودان.
كانت “ياقوت” مؤلفًا ومشاركًا فاعلًا لظهور عددٍ من المبادرات والأفلام، التي كانت الأولى من نوعها في هذا الإطار، وذلك تحت مظلّة عددٍ من الوزارات، مثل كرتون “فطين وبلبل”، الذي كان تعاونًا مشتركًا بين جريدة الجمهورية، ووزارة الداخلة متمثّلة في قطاع الإعلام والعلاقات كإشراف فني؛ حيث كانت البداية لتأتي بعده فكرة أول فيلم كرتون مصري 100% سينما للطفل، يحكي بطولة من بطولات القوات الجوية المصرية بعنوان “سكاي دراجون” أو “دلتا 99″، يحكي كيف نشأت القوات الجوية المصرية، ثم فيلم “أبطال إلى الأبد”، الذي كان أوول فيلم كرتون مصري، يحكي بطولة الشرطة المصرية في معركة الإسماعيلية.
أفلام سينمائية
وألّفت “ياقوت” أول فيلمٍ سينمائي مصري كرتون، بسيناريو تحت إشراف الشؤون المعنوية، يحكي عن بطولة الطيارين الأوائل في سلاح الجو المصري، تحت عنوان “سلاح الجو المصري”، برعاية وزارة الشباب والرياضة وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والمركز القومي للسينما، والذي شارك كضيف شرف في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام.
روايات مي ياقوت
كما أحبّت الصحافة والكرتون، اهتمّت “ياقوت” بالكتابة أيضًا، ونجحت في تأليف عددٍ من الكُتب والروايات الثنائية، منها “سفاح جبال بكر” و”ليل” المستوحاة من أحداث حقيقية، و”للأشرار فقط”، و”أطفال وأبطال”، و”يولانسس”، و”أغنيتين قلب واحد”، و”الوفاء”، و”عدي”.
مي ياقوت: التزموا بميثاق الشرف الصحفي واعملوا حتى تحقيق رسالة المهنة
وجّهت الصحفية مي ياقوت رسالة للصحفيين، مستوحاه من تجربتها الصحفية والإعلامية على مدار تلك السنوات؛ حيث حثّتهم على الالتزام بميثاق الشرف الصحفي، والعمل على تطوير أنفسهم ومدارسهم الصحفية، والعمل بضمير حتى تحقيق رسالة المهنة، والتعلّم من الأجيال التي سبقتهم، وأن يقولوا الحق دائمًا.