نانسي فارس.. صحفية راهنت على المحتوى الترفيهي المختلف

نانسي فارس.. صحفية راهنت على المحتوى الترفيهي المختلف
لم تختر الطريق السهل، بل سارت في درب جديد غير مألوف، حيث لا ضمانات ولا نقابة، فقط الشغف والرغبة في أن تُروى القصص بشكل مختلف يليق بالرقمنة والتطور. في كل محطة مهنية، كانت تضع لبنة جديدة في بناء سرد بصري وإنساني متفرّد، من جملة مكتوبة تجعل القارئ يتنفس ما بين سطورها، إلى فيديو يُحاكي الوجدان ويكشف ما خلف الكاميرا. هي ليست مجرد صحفية أو منتجة محتوى، بل صاحبة رهان على الصحافة المختلفة والعصرية.
البدايات:
نانسي فارس هي صحفية ومنتجة محتوى، تخرجت من كلية الإعلام عام 2013. تعمل حاليًا كمديرة محتوى في مجلة “الفصلة”، كما تُنتج قصص فيديو لعدد من البراندات المختلفة.
بدأت علاقتها بالصحافة من خلال البحث بالأفلام الوثائقية عقب التخرج، وهي التجربة التي منحتها فرصة تعلُّم كيفية بناء القصة، والبحث خلف المعلومة، والوصول إلى التفاصيل الدقيقة. وعن البدايات أيضًا تتذكر رحلتها مع والدها إلى معرض الكتاب، حين كان يصطحبها ويشتري لها ما تشير إليه من الكتب.
ومن المحطات الأولى، التحقت بفترة تدريب على كتابة الفيتشر في جريدة “الوطن”، ثم عملت في قسم الفيتشر بجريدة “البوابة”، حيث استمرت لمدة عام ونصف. خلال هذه المرحلة، تعلّمت نانسي كيف تكتب القصة الصحفية وتحكيها بشكل مكتوب يُشعر القارئ وكأنه يعيشها بنفسه.
فيما بعد، انضمت إلى شركة “مو فور” للتسويق الرقمي، وهي الشركة المالكة لموقع “كايروسيين”، والمسؤولة عن إدارة عدد من المشاريع والحسابات الكبرى. من خلال هذه الشركة، ساهمت نانسي في تأسيس أول موقع لايت بالعربية العامية تابع للشركة، وهو موقع “الفصلة”. شكّلت هذه التجربة نقطة تحول كبيرة في مسيرتها، حيث أصبح السرد البصري من خلال الصورة والفيديو حاضرًا بقوة، كما أتاحت لها هذه التجربة العمل بلغة الناس اليومية، ما أضاف بعدًا مختلفًا للحكي.
نجاحات مهنية:
امتدت مساهماتها الإعلامية إلى عدد من الحسابات والمناسبات الكبرى، من بينها: “قمة رايز أب لريادة الأعمال”، و”قمة الإبداع”، وكانت مسؤولة عن جزء كبير من المحتوى الإعلامي الخاص بصفحة “مهرجان الجونة السينمائي” على مدار دوراته المتعددة.
ضمت مسيرتها المهنية محطات مؤثرة تركت أثرًا عميقًا في شخصيتها. من بين هذه المحطات مشاركتها في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي عام 2017، حين كانت لا تزال جديدة على الفريق، لكنها وجدت نفسها مسؤولة عن جميع الحوارات المنشورة على صفحة المهرجان وقناته الرسمية، بما في ذلك الإعداد والإخراج الكامل للفيديوهات، مما شكل لها تجربة ثرية ومختلفة. المحطة الأخرى كانت تمثيلها للصحافة المصرية كأول صحفية مصرية، وواحدة من ثلاث صحفيات عرب فقط، في احتفال مرور 20 عامًا على تأسيس “يوتيوب” داخل مكتب “جوجل” في زيورخ، سويسرا. هناك، أتيحت لها فرصة التعرّف عن قرب على طبيعة المنصة وسياستها من خلال لقاءات مباشرة مع مسؤوليها.
تحديات وطموحات:
تعتبر نانسي أن أحد أبرز التحديات التي واجهتها في حياتها المهنية كان الاختيار بين الاستمرار في العمل بجريدة ورقية – لما توفره من استقرار وضمان نقابي – أو خوض تجربة جديدة في نوع من الصحافة لم يكن معترفًا به وقتها كمجال صحفي حقيقي داخل مصر. اختارت الطريق الأصعب، وبعد تسع سنوات ترى أنها اتخذت القرار الصائب.
لا تركز نانسي حاليًا على ملف صحفي بعينه، لكنها مهتمة بشكل خاص بحكي القصص الإنسانية بشكل مختلف، خصوصًا تلك التي تخص أشخاصًا يعملون خلف الكاميرا أو لا يعرفهم سوى جمهور محدود. تسعى دائمًا لإبراز جوانب خفية من شخصيات معروفة، وتؤمن بأن الفيديوهات التي تسرد قصصًا مهمة ومؤثرة يمكن أن تُحدث تأثيرًا حقيقيًا لدى الجمهور.
أما عن طموحها في السنوات القادمة، فتأمل في تطوير مهاراتها بشكل أكبر في إنتاج محتوى الفيديو، لتتمكن من تنفيذ العمل كاملًا من البداية للنهاية. تحلم بأن يصبح إنتاج محتوى ترفيهي ذي قيمة ومعنى هو القاعدة وليس الاستثناء.